العراق وكأس آسيا.. غير مؤهل للمنافسة و"القائد" يبرهن ذلك.. ما رأي كاساس إذاً؟ وكيف جاءت لغة الأرقام عن مصير مشاركته؟
انفوبلس/ تقارير
بفرصة فوز بلغت خمسة عشر بالمئة، يستعد المنتخب العراقي لخوض غمار منافسات كأس آسيا المزمع إقامتها في قطر، لكن ثمة مخاوف حقيقية تحتاج إلى الإيضاح لاسيما بعد ودية كوريا الجنوبية وتوصل المسؤولين والخبراء إلى شبه اتفاق بأن المنتخب غير مؤهل للمنافسة في الكأس، وما برهن تلك المخاوف حديث المدرب كاساس قبل أيام بأنه لم يعد العراقيين بتحقيق شيء في البطولة. فما الذي يحتاجه المنتخب الوطني؟ وهل كانت بغداد مؤهلة عام 2007 عندما تُوج المنتخب بالكأس؟
*نسبة فرصة المنتخب الوطني بالفوز في الكأس
وفق موقع We Global Football فإن العراق يمتلك فرصة بنسبة 15.2% للفوز باللقب في كأس آسيا في حال الوصول للنهائي، في حين تبلغ فرصته في اجتياز مرحلة المجموعات 81.96% بينما فرصة بلوغ ربع النهائي تبلغ 35.6% والوصول إلى نصف النهائي 16% واحتمال وصولهم إلى النهائي 6.56% فقط.
*شبه اتفاق على عدم التأهيل للمنافسة
توصل أغلب الخبراء والمحللين، إلى اتفاق شبه نهائي يقضي بأن المنتخب الوطني غير مؤهل للمنافسة بكأس آسيا وذلك عطفاً على الأداء الذي قدمه أمام المنتخب الكوري الجنوبي، حيث أكد المدرب سعد حافظ، أن مباراة منتخبنا الودية أمام منتخب كوريا الجنوبية شهدت تفاوتاً في الجوانب الفنية والخططية، بعد أن غلب عليه طابع عدم الانسجام.
وقال حافظ في حديث للوكالة الرسمية تابعته شبكة انفوبلس، إن"المواجهة شهدت تفاوتاً في الجوانب البدنية والفنية والخططية وحتى الذهنية لبعض اللاعبين من خلال تواجد لاعبين لا ينبغي إشراكهم في المواجهة بينما تم استبعاد من هم أكثر جهوزية مثل علي الحمادي الذي يعتبر أجهز اللاعبين ولم يشارك في المباراة".
وأضاف حافظ، إن" اللاعب الأكثر جهوزية هو من يستطيع أن يترجم الهجمات ويحدث الفارق داخل المستطيل الأخضر وبالتالي فهو الأولى بتمثيل المنتخب ممن لم تكن لهم تجربة سابقة في المباريات الدولية مثل اللاعب منتظر ماجد الذي يدخل المعترك الدولي لأول مرة وكان بحاجة الى منحه فترة أطول لكسب الخبرة قبل إشراكه في المباراة".
*تفاوت فني وعدم انسجام
وتابع حافظ، إن " المباراة غلب عليها طابع عدم الانسجام بسبب تواجد اللاعبين الجدد، ولكن بالمجمل فإن المواجهة كانت مفيدة للجهاز الفني واللاعبين لقراءة الفريق وأسلوب لعبه والاستفادة من الأخطاء ومعالجتها لتجنب الوقوع بها في المباريات الرسمية".
وخسر منتخبنا الوطني لكرة القدم أمام نظيره الكوري الجنوبي بنتيجة هدف واحـد مقابل لا شيء في المباراة الودية التي جرت بينهما في ملعب جامعة نيويورك بالعاصمة الإماراتية أبو ظبي استعداداً لأمم آسيا في قطر .
*أخطاء كبيرة
من جانبه، يرى المدرب العراقي حمزة داود، أن مباراة كوريا والعراق شهدت أخطاءً كبيرة من جانب لاعبي أسود الرافدين، وكشفت الكثير من العيوب في تشكيلة المدرب الإسباني خيسوس كاساس.
وقال داود، إن "مباراة العراق وكوريا الجنوبية ليست كافية للمنتخب، كون الفريق لم يلتئم بصورة كافية منذ فترة طويلة، واللاعبين لم يلعبوا منذ فترة، والتشكيلة كانت هجينة بين لاعبين جدد وسابقين، للأسف العراق يحتاج إلى مباراة أخرى، والتشكيل في الشوط الثاني يؤكد حاجة العراق إلى هذه المباراة".
وأضاف: "المنتخب العراقي يحتاج إلى عمل كبير، وإجراء تغييرات كثيرة في خط الدفاع، وتلافي العشوائية في بناء اللعب، وعدم الحضور الذهني خصوصًا في منطقة الجزاء". لافتًا إلى، أن "كاساس يجب أن يأخذ هذه المباراة على محمل الجد، وأن يعالج الأخطاء التي كانت كبيرة في جميع الخطوط، كون الخسارة كشفت العيوب، وبعض اللاعبين بدأت تنخفض مستوياتهم، مثل اللاعب علي جاسم، وعلى الجميع مراجعة نفسه لأن كأس آسيا ليست كالمباريات الودية".
*قائد المنتخب يستبعد العراق أيضا من المنافسة
شبه الاتفاق المذكور أعلاه على أن المنتخب العراقي غير مؤهل للمنافسة في كأس آسيا لم ينحصر فقط على الخبراء والمحللين، إذ أكد كابتن المنتخب الوطني جلال حسن ذلك عندما رشح المنتخبات الأوفر حظا للفوز واستبعد العراق.
وقال حسن ردا على سؤال عن أي المنتخبات التي ستسجل حضورا ومنافسة في الكأس: "بصراحة الإجابة ليست سهلة، جميع المنتخبات تطورت كثيرًا، وأعتقد أن اللقب سينحصر بين منتخبات اليابان إضافة إلى كوريا الجنوبية وإيران وأستراليا، ومن بعدهم تأتي بقية المنتخبات".
حديث جلال حسن واستثنائه العراق من المنافسة ومساواته مع باقي الفرق وعدم وضعه مع المنتخبات المرشحة للفوز باللقب أو على الأقل المنافسة، برهن حالة الإرباك والتفاوت داخل الوطني وما أيّد ذلك تصريحات المدرب الذي قال إنه "ليس أحمق" ليعد العراقيين بشيء في هذه البطولة.
*كاساس: لست أحمق لأعد العراقيين بكأس آسيا
أثار تصريح مدرب منتخب العراق لكرة القدم الأسباني "خيسوس كاساس" بشأن إحراز المنتخب كأس آسيا مرة أخرى وأنه لا يمكنه أن يعد العراقيين بذلك موجة من ردود الأفعال المتباينة داخل الوسط الرياضي، ففي حين انتقد مدربون متخصصون التوقيت الذي أدلى به خاصة مع قرب انطلاق منافسات البطولة، بينما لم يستغرب آخرون ذلك لصعوبة المنافسة بين المنتخبات المشاركة.
وكان كاساس قد قال في حوار مطول مع إحدى الصحف الخليجية: "لست أحمق لأعد العراقيين بكأس آسيا ". وبهذا الصدد استطلعت انفوبلس آراء عدد من المدربين المتخصصين حول هذا التصريح.
*تصريح مجنون
وقال المدرب جبار حميد: "أنا أحترم كاساس كمدرب، لكن تصريحه كان مجنونا ومستفزا، وكان غريباً جدا خاصة بهذا التوقيت الحرج ، ولاسيما أنه خرج من مدرب محترف أمام ملايين العراقيين الذين ينتظرون الفرحة من منتخبهم، ومع توفير كل الدعم الذي قُدِّم له من قبل الاتحاد خلال مدة عمله، والذي لم يقدمه أيُّ اتحاد سابق لمدرب محلي او أجنبي آخر خلال الفترة السابقة لقيادة منتخباتنا الوطنية".
ورأى حميد، إن "كاساس بتصريحه الأخير يؤكد أنه ليست لديه الثقة باختياراته، وأنه لم يستقر على التشكيلة لحد هذه اللحظة". مردفا بالقول، إن "كاساس دمر معنويات اللاعبين بتصريحه الغريب، وكان عليه أن يكون أكثر حكمة في إصدار تصريحاته"، حسب تعبيره.
*تصريح ذكي
بينما قال المدرب علي عبد الجبار، إن "تصريح كاساس ليس بالغريب وأنا أعتبر كأس آسيا كأس عالم مصغرة تشارك فيها منتخبات متطورة أصبحت مؤثرة ومسيطرة في قارة آسيا".
واعتبر، أن "تصريح كاساس الأخير كان ذكياً جدا وحاول من خلاله إبعاد اللاعبين عن الضغوطات باعتبار اللاعبين يفكرون بمواجهة أقوى الفرق الآسيوية وهو المنتخب الياباني".
ومضى عبد الجبار بالقول، إن "كاساس حسب وجهة نظري يطالب اللاعبين بالأداء والنتيجة أيضاً ولاعبي الفريق العراقي بهذه الحالة مطالبين بالأداء قبل النتيجة".
وخلص بالقول، "أعتقد أن الأهم لدى كاساس التفكير بالتأهل الى كأس العالم، وبنفس الوقت الأداء المشرّف في بطولة آسيا".
*هل كانت بغداد مؤهلة عام 2007؟
يؤكد مختصون، أن "كرة القدم أم المفاجآت ومنتخبنا حصل على اللقب حينها بأصعب الظروف التي كانت تمر على البلاد ولم يلعب أية مباراة في ملاعبه، وعانى الكثير بالتنقلات بين البلدان، ولم يمتلك لاعبين محترفين ولم يخُض مباريات ودية على مستويات عالية، ولم يعسكر في دول متطورة كما يتوفر كل ذلك لمنتخبنا الحالي".
وأضافوا، أن "بغداد كانت غير مؤهلة لأن يتأهل المنتخب إلى أدوار متقدمة في البطولة الآسيوية ومن ثم يحرز اللقب، بسبب الأوضاع المتشنجة التي كانت آنذاك، لكن المفاجأة حضرت وتُوّج المنتخب بالبطولة، معبّرين عن آمالهم في تكرار ذات الشيء بهذه النسخة مع الأخذ بنظر الاعتبار استقرار الأوضاع في البلاد وعدم وجود أي عوائق تحول دون الوصول بعيدا بالبطولة".