العراقي سجاد غانم يقع في فخ المنشطات.. هل سيُطرد أم ينقذه نفي البعثة؟
انفوبلس/ تقارير
منذ يوم أمس، تشتعل مواقع التواصل الاجتماعي بقضية لاعب الجودو العراقي سجاد غانم بعد سقوطه في اختبار المنشطات، وبين تأكيد وكالة الاختبارات الدولية ذلك ونفي بعثة العراق في أولمبياد باريس 2024، سلّطت انفوبلس الضوء على ما حدث وكشفت كافة جوانب الأزمة وحقيقة طرد اللاعب من المسابقة العالمية ومدى إمكانية اجراء عيّنة ثانية للتأكد، فضلا عن ردود الفعل التي حمّلت أبرزها الأولمبية العراقية واتحاد اللعبة، مسؤولية ما حدث.
ماذا حدث بالضبط؟
منذ يوم أمس، تصاعدت أزمة مصارع الجودو العراقي سجاد غانم الذي سقط في اختبار المنشطات بدورة الألعاب الأولمبية الصيفية "باريس 2024".
ويُعد غانم أول رياضي يتم إيقافه في أولمبياد باريس 2024، بسبب السقوط في اختبار المنشطات.
وأوقفت وكالة الاختبارات الدولية أمس الجمعة غانم مؤقتا بعد أن كشفت تحاليل عيّنته عن وجود مواد محظورة رياضيا.
واستُبعد غانم من المشاركة في أي فعاليات في أولمبياد باريس لكن يمكنه طلب الخضوع لفحص عيّنة ثانية.
نتائج إيجابية لعيّنة المنشطات الأولى
يوم أمس، قالت وكالة الاختبارات الدولية، المسؤولة عن اختبارات المنشطات خلال الألعاب الأولمبية، إن عيّنة مصارع الجودو تم سحبها في 23 يوليو/ تموز الجاري، وجاءت النتائج الإيجابية بعدها بيومين.
وفي حال جاءت تحاليل العيّنة الثانية بنتائج إيجابية وكشفت عن مادة محظورة، قد يواجه غانم الإيقاف لفترة تصل إلى 4 أعوام.
وكان من المفترض أن يلتقي غانم مع شرف الدين بولتابوييف من أوزبكستان في 30 يوليو ضمن منافسات وزن تحت 81 كيلوغراما.
ماركا: سجاد تناول مواد محظورة
توالت ردود الفعل إزاء القضية، وذكرت صحيفة "ماركا" الإسبانية، أن "فحوص المنشطات كشفت عن العثور على مواد محظورة في العيّنة التي تم أخذها من سجاد غانم، لاعب الجودو العراقي، خلال دورة الألعاب الأولمبية الصيفية 2024".
وبيّنت الصحيفة في تقريرها: "يشهد أولمبياد باريس أول رياضي مشتبه به في قضية منشطات، بعد العثور على مادتين محظورتين في عيّنة الرياضي العراقي، هما ميثاندينون وبولدينون، وتُصنفان على أنهما منشطات".
وأكملت: "تم جمع العيّنة خلال اختبار المنشطات قبل انطلاق المنافسات في 23 يوليو بباريس، وأُعلنت النتيجة بعد يومين من قبل المختبر المعتمد من الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات في باريس".
وكان سجاد غانم قد غادر إلى فرنسا قبل أربعة أيام رفقة مدربه التونسي أنيس الونيفي؛ إذ يجري اللاعب التدريبات يوميًا في الصالة الرياضية المخصصة له في مقر إقامته.
وكانت التحضيرات كبيرة بالنسبة للاعب العراقي قبل أولمبياد باريس، حيث دخل مطلع شهر تموز الحالي، معسكرًا تدريبيًا في تونس، استعدادًا للأولمبياد.
بعثة العراق: سجاد لم يعلم بأن تلك المواد محظورة
وفي أول تعليق لها على الحادثة، قررت بعثة العراق في أولمبياد باريس 2024، التحرك بعد إيقاف لاعب الجودو العراقي سجاد غانم، عن اللعب في منافسات الأولمبياد بسبب فشله في اختبار المنشطات.
وكان اللاعب العراقي، سيتنافس في 30 تموز الحالي في فئة 81 كيلو غرامًا أمام اللاعب الأوزبكي شرف الدين بولتابوييف، وتم إيقاف لاعب الجودو مؤقتًا حتى يتم حل المشكلة وفقًا للقانون العالمي لمكافحة المنشطات، حيث يحق للرياضي العراقي الطعن في فرض الإيقاف المؤقت أمام محكمة التحكيم الرياضي، وكذلك طلب تحليل عيّنة ثانية.
وقالت مصادر بتصريحات صحفية: "بعثة العراق ستتحرك رسميًا من أجل الطعن بقرار إيقاف اللاعب سجاد غانم عن اللعب والتنافس في الأولمبياد بعد فشله في اختبار المنشطات بعدما أثبتت الفحوص تناوله موادًا محظورة في الأولمبياد".
وأضافت: "اللاعب لم يكن يعلم بأن هذه المواد محظورة وكان يحصل على النصيحة بتناولها قبل فترة الإعداد للأولمبياد في المعسكرات التدريبية الشاقة"، منوهة إلى أن: "البعثة العراقية ستقدم المسببات والطعن على أمل إعادة اللاعب للمنافسة وعدم فقدان حصة العراق في هذه الرياضية".
لجنة تحقيق
من جانبه، أوعز رئيس اللجنة الأولمبية الوطنية عقيل مفتن بتشكيل لجنة تحقيقية للكشف عن المتسبب في قضية تناول لاعب منتخب الجودو سجاد غانم للمنشطات قبل مشاركته في فعالية الجودو بدورة الألعاب الأولمبية في باريس.
وقال مفتن في بيان ورد لشبكة انفوبلس، إن "اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية لن تقف مكتوفة الأيدي في هذه القضية، وستحاسب المقصر، سواء كان اللاعب أو المدرب أو الإدارة أو اتحاد اللعبة، وستكون العقوبة قاسية بحق مَن تسبب بتشويه سمعة اللجنة الأولمبية في هذا المحفل الكبير".
وأضاف، إن "ما حدث للاعب سجاد غانم يُعد سابقة خطيرة في الرياضة العراقية، إذ إن اللجنة الأولمبية دائما ما تكون حريصة على أن تكون مشاركتها في المحافل الخارجية بشكل مثالي، وبعيدًا عن أي مشاكل تذكر، لذلك فإن ما حدث لن يمر مرور الكرام، وستكون العقوبات قاسية جداً بحق المتسبب".
وتابع، إن "اللجنة الأولمبية اتخذت جميع الإجراءات الاحترازية من قبل اللجنة الوطنية لمكافحة المنشطات التي دائما ما تقوم بتوعية الرياضيين، والتأكيد على ضرورة الابتعاد عن آفة المنشطات، إلا أن ما جرى جاء مخالفاً لسياسة اللجنة الأولمبية ومكتبها التنفيذي".
يشار إلى أن اللجنة الأولمبية الدولية أبلغت، بشكل رسمي، الأمين العام للجنة الأولمبية هيثم عبد الحميد، بوجود حالة إيجابية خلال نتيجة فحص المنشطات التي خضع لها لاعب منتخب الجودو سجاد غانم صحن.
هل تتحمل الأولمبية العراقية المسؤولية؟
رغم حديث رئيسها عقيل مفتن بأنه تم اتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية من قبل اللجنة الوطنية لمكافحة المنشطات في أولمبياد باريس، إلا أن العديد من الرياضيين شككوا بذلك ورأوا أنه لو قامت الأولمبية بذلك الدور بالشكل الصحيح، لما سقطت في فخ المنشطات خلال المشاركة الخارجية.
وفي متابعة دقيقة لشبكة انفوبلس إزاء ردود الفعل، حمّل العديد من المدونين الأولمبية العراقية مسؤولية ما حدث، وأكدوا أن إجراءاتها لفحص المنشطات لم تكن دقيقة كون وكالة الاختبارات الدولية كشفت اللاعب بأول عيّنة.
في المقابل، يرى بعض المدونين، أن الأولمبية لا علاقة لها بشكل مباشر رغم وجود بعض التقصير، كون اتحاد اللعبة هو الأقرب للاعبين وكان عليه إجراء فحوصات دقيقة على جميع المشاركين في الأولمبياد.