الوسط الرياضي يودّع النجم صاحب خزعل.. انفوبلس تفصّل سيرة الملقب بـ"الصخرة السوداء"
انفوبلس/ تقرير
غيّب الموت، مساء الجمعة، نجم المنتخب العراقي الأول لكرة القدم وفريق القوة الجوية في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي صاحب خزعل في إحدى مستشفيات العاصمة بغداد، عن عمر ناهز الـ 82 عاماً بعد معاناة طويلة مع المرض، فماذا تعرف عن أبرز المدافعين في تاريخ الكرة العراقية والملقب بـ "الصخرة السوداء"؟
ويُعد خزعل أحد أبرز نجوم الكرة العراقية في الستينيات والسبعينيات، حيث ترك بصمة واضحة في مسيرة المنتخب الوطني ونادي القوة الجوية، وكان له دور بارز في العديد من الإنجازات الرياضية.
الأوساط الرياضية والشعبية تنعى
وبحسب مصادر رياضية تحدثت لشبكة "انفوبلس"، فإن نجم المنتخب الوطني العراقية ونادي القوة الجوية السابق صاحب خزعل توفي، مساء الجمعة، في إحدى مستشفيات بغداد عن عمر يناهز 82 عاما، لافتة الى أن خزعل توفي بعد مرض عضال عانى منه طويلا، وتسبب بفقدانه الذاكرة.
وفي وقت سابق من العام الجاري 2025، ناشد صحفيون الجهات الرياضية المختصة بضرورة رعاية الوضع الصحي للاعب السابق صاحب خزعل، نظراً لمكانته الكبيرة في تاريخ الكرة العراقية، إذ إن حالته الصحية انتكست قبل عامين، ولم تتحسن.
ونعت اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية النجم السابق صاحب خزعل في بيان لها، قائلة: "ببالغ الحزن والأسى، تنعى اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية رحيل نجم الكرة العراقية السابق صاحب خزعل، الذي وافته المنية بعد مسيرة حافلة بالعطاء والتميّز في ملاعب كرة القدم".
وأضافت: "كان الراحل أحد أعمدة الكرة العراقية في جيله، وقدم الكثير للمنتخب الوطني وللأندية التي مثّلها، تاركاً بصمة لا تُنسى في تاريخ الرياضة العراقية". كما أعربت اللجنة الأولمبية العراقية عن "أحرّ التعازي وأصدق المواساة إلى أسرة الفقيد ومحبيه، وإلى الأسرة الرياضية كافة، سائلين المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، ويلهم ذويه الصبر والسلوان".
في المقابل، ذكرت إدارة نادي القوة الجوية الرياضي في بيان: "ببالغ الحزن والأسى، تنعى أسرة نادي القوة الجوية الرياضي فقيدها الراحل (صاحب خزعل)، اللاعب السابق في صفوف النادي ومنتخبنا الوطني، والذي كان يُلقب بـ(صخرة الدفاع) لما عرف به من صلابة وشجاعة وتفانٍ في خدمة القميص الذي ارتداه بكل فخر".
وأضافت، "لقد فقدنا أحد رجالات الكرة العراقية الأوفياء، ممن تركوا بصمة لا تنسى في ذاكرة جماهيرنا، وساهموا في كتابة صفحات مشرقة من تاريخ النادي والمنتخب الوطني".
إلى ذلك تقدم عدنان درجال، رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم بأحر التعازي وصادق المواساة لعائلة اللاعب الدولي السابق (صـاحـب خـزعـل). وذكر الاتحاد في بيان، "يتقدم رئيسُ الاتحادِ العراقيّ لكرةِ القدم "عدنان درجال" بأحر التعازي وصادق المواساة لعائلةِ اللاعب الدوليّ الأسبق (صـاحـب خـزعـل) الذي رحلَ إلى جوارِ ربه بعد معاناته من المرض.. حيث قدم الراحل خدمات كبيرة للكرة العراقية في حقبة ستينات القرن الماضي.. أسكنه الله فسيحَ جناته، وألهم أهله وعائلته الصبرَ والسلوان".
وخيّم الحزن العميق على الأوساط الرياضية والشعب العراقي برحيل نجم كرة القدم العراقية السابق، صاحب خزعل، وعبّر مشجعو كرة القدم العراقية على نطاق واسع عن حزنهم العميق لرحيل "صخرة الدفاع"، مستذكرين أبرز محطاته وإنجازاته مع المنتخب الوطني ونادي القوة الجوية. وامتلأت صفحات التواصل الاجتماعي برسائل التعزية والدعاء للفقيد، مؤكدين على أن ذكراه ستظل خالدة في قلوبهم.
كما عبّر العديد من زملائه اللاعبين القدامى عن صدمتهم وحزنهم العميق لرحيل صاحب خزعل، مشيرين إلى خصاله الحميدة وروحه الرياضية العالية. ووصفوه بالقائد والأخ والصديق الذي كان له دور كبير في مسيرتهم الكروية.
من هو " صاحب خزعل"؟
صاحب خزعل (من مواليد 1 يناير 1943) هو مدافع كرة قدم عراقي سابق، ويُعد من أبرز المدافعين في تاريخ الكرة العراقية، حيث أُطلق عليه لقب "الصخرة السوداء"، وقد مثّل المنتخب العراقي في العديد من البطولات، وهو من سكنة منطقة الحرية الأولى في بغداد.
كما كان من المساهمين معه بالفوز بلقب بطولة كأس العرب عام 1966، فضلاً عن كونه أحد اللاعبين الذين تواجدوا بشكل أساسي مع أول منتخب عراقي خاض تصفيات كأس العالم التي جرت في أستراليا عام 1973. وقد شارك في 54 مباراة دولية، وكان أول لاعب يشارك مع المنتخب العراقي في 50 مباراة دولية، كما لعب لصالح نادي القوة الجوية.
وقد اعتزل اللعب في عام 1975 خلال مباراة ودية جمعت المنتخبين العراقي والليبي في العاصمة العراقية بغداد وانتهت عراقية 3 – 1، وبعد اعتزاله اللعب بقي قريباً من اللعبة من خلال عمله الإداري في الاتحاد العراقي بتسعينيات القرن الماضي، إلا أنه بعد عام 2003 ابتعد نهائياً عن الملاعب، ولم يتواجد فيها إلا ما ندر، وقد عاش العامين الماضيين تحت ضغوط الحياة وآلام المرض بعد أن تخلى عنه الجميع، إلا أفراد عائلته، إذ فقد القدرة على الحركة، كما فقد القدرة على النطق.
ويقول الكاتب عصام الرياضي، إن خزعل لاعب لن ينساه الجمهور أبداً، وقدم عطاءً وبذل كل الجهد من أجل رفع علم بلاده في المحافل الدولية، مشيرا الى أن الراحل حافظ على مركزه بجدارة فائقة كمدافع يسار للمنتخبين العسكري والوطني بكرة القدم لسنوات طويلة وشكّل مع زميله "حسن بله" مدافع اليمين آنذاك دفاعاً ثنائياً، ووقف أمام المرمى بكل بسالة وشجاعة استحق على ذلك كل التقدير والمحبة من الجمهور واستطاع بسرعة مذهلة أن يشغل الفراغ الذي تركه مدافع المنتخب آنذاك اللاعب الدولي "جليل شهاب" ويعتبر لاعباً أساسياً في فريق القوة الجوية أيام مجده الكروي ولقد قدم المزيد من البذل والعطاء.
صاحب خزعل لاعب متألق في مركزة فكان أحد أعمدة خط الدفاع في فريق القوة الجوية والمنتخبين الوطني والعسكري منذ مطلع الستينيات وحتى منتصف السبعينيات، حيث ودع صفوف المنتخب الوطني في التاسع من كانون الثاني عام 1975 وكانت محطته الأخيرة على الصعيد الدولي تلك المباراة التي جرت عصر ذلك اليوم أمام المنتخب الليبي على ملعب الشعب الدولي وفيها فاز منتخبنا على المنتخب الليبي بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد بعد أن قدم نجوم منتخبنا عرضاً رائعا تميز بالحماسة والمثابرة فكانت خير خاتمة لحياة هذا اللاعب الذي ودع جماهيرنا الرياضية وهو في قمة مستواه.
وبرحيل صاحب خزعل، تُطوى صفحة أخرى من تاريخ الكرة العراقية العريق، ويبقى إرثه وإنجازاته مصدر إلهام للأجيال القادمة من اللاعبين والمشجعين. سيبقى اسمه محفوراً في ذاكرة الكرة العراقية كواحد من أعظم المدافعين الذين أنجبتهم البلاد. كما يعد رحيله خسارة كبيرة للرياضة العراقية، فقد كان رمزًا للعزيمة والتفاني في خدمة المنتخب الوطني.
كما أن وفاة قامة رياضية بحجم صاحب خزعل تستدعي اهتمام الحكومة العراقية بالرياضيين، سواء كانوا في فترة عطائهم أو بعد اعتزالهم، بحسب حديث رياضيين لشبكة "انفوبلس"، قائلين إن هذا الاهتمام يمكن أن يتجسد في عدة جوانب منها تكريم الرواد والنجوم السابقين وتقدير عطائهم وتضحياتهم من خلال فعاليات تكريمية أو تخصيص رواتب تقاعدية تُليق بمكانتهم.
