بقيادة رجل أعمال إيطالي.. تعرّف على تفاصيل جديدة حول دوري المحترفين العراقي بالشراكة مع "لاليغا"
انفوبلس..
مع قرب انطلاق دوري المحترفين العراقي، واتفاق اتحاد الكرة من رابطة الدوري الإسباني (لاليغا) على إقامته وإدارته، تكشف شبكة "انفوبلس" تفاصيل جديدة حول دوري المحترفين و مديره التنفيذي رجل الأعمال الإيطالي "ماتيو مونتافاني"، وتفاصيل أخرى عن أسباب نجاح أو عدم نجاح الدوري بنسخته الحديثة.
الخطوة الأولى
في عام 2021 بدأت أولى بوادر تحول الدوري العراقي لدوري محترفين، حيث اتخذ الاتحاد العراقي لكرة القدم قراراً تاريخياً بتقليص عدد أندية الدوري الممتاز إلى 16 فريقاً ابتداءً من موسم 2023/ 2024، بعدما كانت تلعب 20 فريقاً منذ عام 2001، ما يتسبب باستمرار الدوري إلى نهاية الصيف من كل موسم.
وقال عضو اتحاد الكرة أحمد الموسوي، أن "الاتحاد العراقي لكرة القدم قرر هبوط أربعة أندية من الدوري الممتاز نهاية الموسم الحالي، ومع صعود فريقين من دوري الدرجة الأولى، سيصبح عدد الفرق 18 الموسم المقبل".
وأضاف أن "الاتحاد سيستمر بتقليص عدد الأندية في الموسم المقبل، ليصبح عدد الفرق 16 فقط مع حلول موسم 2023/ 2024، وتطبيق دوري محترفين بالتعاون مع رابطة أندية الدوري الإنجليزي الممتاز".
وكان القنصل البريطاني جيمس كالاغير قد التقى برئيس اتحاد الكرة ووزير الشباب والرياضة عدنان درجال، الاثنين الماضي، إذ أكد درجال ضرورة التعاون مع رابطة الأندية الانجليزية ليكون لها دور الكبير في انطلاق مسابقة الدوري العراقي للمحترفين في الموسم بعد القادم.
بمرور الوقت وبسبب ضغط الأندية والعديد من المشاكل المتراكمة في الرياضة العراقية، لم يتمكن الاتحاد من تنفيذ خطته بتقليص عدد أندية الدوري.
كما لم تكتمل خطة التعاون بين الاتحاد العراقي ورابطة أندية الدوري الانجليزي لأسباب شتى ما دفع الاتحاد إلى الذهاب نحو إسبانيا للتعاون مع رابطة أنديتها الكروية.
الشراكة مع إسبانيا
في الرابع من حزيران الماضي، وقع الاتحاد العراقي لكرة القدم اليوم الأحد في العاصمة بغداد، اتفاقية شراكة مع رابطة الدوري الإسباني للعبة "الليغا" لتنظيم دوري المحترفين العراقي.
وجرت مراسيم توقيع الاتفاقية التي لم يعلن رسميا عن قيمتها المالية في مكتب رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني ووقعها عن الجانب العراقي رئيس الاتحاد المحلي لكرة القدم عدنان درجال وعن رابطة الدوري الإسباني خافير تيباس الذي يترأس الرابطة منذ 2013.
وقال درجال "إنه يوم تاريخي لكرة القدم في العراق، لم أتوقع أن تكون رابطة الدوري الإسباني شريكا لنا في هذا المشروع الذي لم أتوقع انطلاقه بهذه السرعة لولا دعم رئيس الحكومة".
وأضاف درجال موجها شكره إلى مسؤولي المحافظات العراقية "يتضمن المشروع إنشاء مراكز تخصصية لتطوير كرة القدم في كل محافظة عراقية، ينتظرنا عمل كبير ليعود العراق إلى قمة آسيا".
من جهته، ذكر رئيس رابطة الدوري الإسباني تيباس خلال حفل التوقيع "الجميع سيبذل جهودا كبيرة من أجل إنجاح هذا المشروع وهو أكبر من مجرد كرة قدم".
وتقوم شركات تجارية عراقية كبيرة برعاية هذه الاتفاقية لم يكشف درجال عن الأرقام المالية التي تساهم بها هذه الشركات الراعية.
ويتضمن العقد المبرم بين الاتحاد العراقي ورابطة الدوري الإسباني تطوير المواهب الكروية في البلاد ورعاية الدوري العراقي للمحترفين وتحسين خبرات العاملين في الأندية والمدربين.
خافيير تيباس أكد إن "عقد الشراكة الاستراتيجية الذي وقعه اليوم مع رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم عدنان درجال يتضمن مشروعين الأول تنظيم دوري الكرة العراقي وتحويله الى دوري المحترفين العراقي في عدة اصعدة ومجالات والثاني تطوير المواهب للفئات العمرية الصغيرة".
وأضاف أن "الدوري الإسباني يعتبر إلى جانب الإنجليزي من أفضل الدوريات في العالم، ولاليغا ستقدم كل خبراتها من أجل دعم الكرة العراقية وخاصة في تنظيم دوري المحترفين العراقي وتسويقه وحقوق البث ومجالات أخرى متعددة".
ووقع الاتحاد العراقي عقدين من اللاليغا، في ضوء العقد الأول تتولى الرابطة جميع الإجراءات المتعلقة بتسويق مسابقة الدوري عبر التنسيق بين الإدارة التنفيذية لدوري المحترفين العراقي والمقر الرئيس لرابطة الدوري الإسباني في مدريد.
أما العقد الثاني وفق اتحاد الكرة فهو يتعلق بـ (مشروع الحلم 2030)، ويتضمن قيام رابطة الـ (لاليغا) بتطوير المواهب الرياضية العراقية في مجال كرة القدم، وإقامة الدورات التدريبية والتطويرية للعاملين في مراكز الموهبة كافة، من مدربين وإداريين وغيرهم، وتكون هذه المراكز الرافد الرئيس لدعم المنتخبات الوطنية العراقية.
وبشأن قيمة العقود ومدتها، أكد عضو الاتحاد أحمد الموسوي أن "العقد سيكون لمدة ثلاث سنوات وبمبلغ قيمته 5 ملايين دولار، حيث سيشمل الأشراف وتطوير الطاقات العراقية من أجل إدارة دوري المحترفين".
تفاصيل أخرى حول دوري المحترفين
رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم عدنان درجال كشف أن "رابطة لا ليغا ستكون المسؤول الأول عن دوري المحترفين الذي سيتألف من 14 إلى 16 فريقًا والعام الذي يليه سيتحول حتى الدوري الممتاز إلى دوري محترفين، وستكون هذه النقلة بدعم شركائنا من الليغا".
وأضاف: "الاتحاد العراقي سيحتاج إلى الحكومة في السنة الأولى أو الثانية على الأغلب، بعدها سنجعل الأندية تعتمد على نفسها في إدارة أمورها المالية"، مبينًا: "تحويل الأندية إلى شركات سيكون عن طريق بطاقة شبابي بدعم سيكون 30٪ من البطاقة".
وتابع: "رابطة لا ليغا هي التي ستتحمل تكاليف دوري المحترفين، كونها تكسب المليارات، وهي ليست بحاجة إلى مبلغ 5 ملايين دولار الذي هو مبلغ العقد الذي يستمر لمدة 3 سنوات"، لافتًا إلى أن "5 إلى 6 أشخاص من الرابطة سيكونون مسؤولين عن الفئات العمرية في بغداد، وهو أشبه بكادر تدريبي لكوادرنا، حيث سيكون المشروع نهضةً لكل شباب العراق".
وتابع: "شهر أكتوبر/ تشرين الأول سيكون موعد انطلاق دوري المحترفين، وسيكون عدد المحترفين في كل نادٍ 6 لاعبين"، موضحًا: "وجود رئيس لا ليغا خافيير تيباس في بغداد بعث برسائل مطمئنة إلى الداخل والخارج كون الليغا ثاني أكبر مؤسسة كروية بالعالم بعد الدوري الإنجليزي".
ونوّه درجال إلى أن "عقد الاتحاد العراقي مع لا ليغا يتكون من قسمين: الأول تنظيم دوري المحترفين، والثاني سيكون رعاية المواهب الكروية الذي اعتبره بمثابة مشروع الحلم".
المدير التنفيذي للدوري الجديد
بعد توقيع العقود بين الجانبين، كلفت (لاليغا) رجل الأعمال الإيطالي ماتيو مونتافاني بمنصب المدير التنفيذي لرابطة دوري المحترفين العراقي.
ودخل المهندس مونتافاني العراق عام 2010 بصفته مدير مشروع مقيم في بغداد والبصرة، وأشرف الى تنفيذ 10 مشاريع ودرب أكثر من 60 مهندسا عراقية على إدارة المشاريع للفترة من 2011 إلى 2013.
ومنذ ذلك الحين بقي مونتافاني عاملا في العراق ومنطة الشرق الأوسط، وهو يصف نفسه في صفحته الشخصية على موقع "LinkedIn" بكونه: العضو المنتدب مع أكثر من 13 عامًا من الخبرة في الشرق الأوسط (العراق، السعودية، عمان، قطر) مع مسؤوليات إدارة المشاريع والأرباح وتطوير الأعمال.
ركز مستشار الإدارة العليا على عمليات التحول والتنفيذ عبر الصناعات (المصرفية والصناعات الثقيلة والسلع الاستهلاكية سريعة الحركة) والوظائف، فضلا عن إكمال مشاريع التحول الكبيرة بنجاح مع التركيز بشكل خاص على التنظيم (عدد الموظفين، برامج التدريب، نموذج التشغيل والهيكل التنظيمي) والعمليات (تحليل التكاليف والحلول الرقمية).
عقد العديد من المهام في بغداد وأربيل والبصرة بنجاح في تأمين عقود استشارية بقيمة إجمالية تزيد عن 50 مليون دولار أمريكي. كذلك مشروع النفط والغاز المدار بقيمة تزيد عن 35 مليون دولار أمريكي.
افتتح بنجاح مكاتب فرعية في دول مجلس التعاون الخليجي والعراق وتفاوض على شراكة رئيسية في المنطقة. ويجيد اللغة الإنجليزية والإيطالية والإسبانية.
اللافت في سيرة المدير التنفيذي لرابطة دوري المحترفين العراقي، انها لا تحتوي من قريب أو من بعيد على أي احتكاك في المجال الرياضي، وهو الأمر الذي يثير بعض التساؤلات حول مدى ملائمته للمنصب المنوط به.
في مطلع العام الحالي، نشرت مجلة "FLEET" الإيطالية مقالا بعنوان: رجل أعمال إيطالي يغزو السوق العراقية بتطبيق لتأجير للسيارات.
وتحدثت المجلة في مقالها المتضمن مقابلة مع رجل الاعمال الايطالي حول تطبيق "بلي" الشهير، والذي أسسه ماتيو مونتافاني في العراق، حيث قال مؤسس المشروع ومديره أن "العراق من المحتمل أن يكون أحد أغنى دول العالم ، حتى لو كان خلال الثلاثين عامًا الماضية يعيش في حالة الحرب، لكن هناك 40 مليون نسمة من بينهم شباب وسكان حضريون يستخدمون الإنترنت. الناتج المحلي الإجمالي مرتفع وكانت البلاد مستقرة نسبيًا لمدة 5 سنوات".
ويضيف مونتافاني في حواره مع المجلة إن "العراق بلد صعب، لكنه محبوب للغاية، لقد عاش أقراني العراقيون ثلاث حروب أهلية، وهذا شيء مميز. بعد الكثير من العنف لديهم رغبة كبيرة في الحياة الطبيعية. عندما يرون أنك تريد جلب الخدمات والعمل يتعاونون معك بشكل كبير".