بين الآمال وضعف الإمكانات.. فرقنا الأولمبية تنافس في أولمبياد باريس بـ22 رياضياً.. تعرف على الاستعدادات والتفاصيل
انفوبلس..
ميدالية يتيمة حصدها العراق خلال 76 عاماً منذ أولى مشاركاته في دورات الألعاب الأولمبية عام 1948، وفي كل دورة كانت أعذار عدم تحقيق أي إنجاز مختلفة عن التي قبلها، واليوم ومع تحسن وضع البلاد بالعديد من الجوانب يأمل الشعب العراقي أن ينعكس ذلك على فرقه الأولمبية المشاركة في أولمبياد باريس 2024، فهل سينجح عقيل مفتن بما فشل به رعد حمودي ومَن سبقه؟
إن خوض غمار أولمبياد باريس 2024 لا يختلف عن المشاركات السابقة للعراق، والعامل المشترك هو البحث عن مكان مفقود له في هذه الألعاب التي أحرز فيها ميدالية برونزية واحدة عبر الربّاع الراحل عبد الواحد عزيز في روما 1960.
تصميم على التغيير
رئيس اللجنة الاولمبية العراقية عقيل مفتن ذكر في تصريحات لوكالة الانباء الفرنسية (فرانس برس) أن "الاتحادات الرياضية لم تعمل بالشكل الصحيح خلال السنوات الماضية ولدينا تصميم على التغيير"، ولم يتردّد بالحديث عن "عدم الاهتمام بما يعرف بمشروع إعداد البطل الاولمبي... طالما أننا نفتقر لبرامج إعداد رياضيين موهوبين لفترة تمتد لسنوات، تبقى مشاركاتنا الاولمبية متواضعة خالية من التفاؤل".
وتابع مفتن الذي يقود رئاسة الأولمبية العراقية منذ خمسة أشهر بعدما كان منذ عام النائب الأول لرئيس اللجنة السابق رعد حمودي "نفتقر إلى بنى تحتية ومراكز إعداد حديثة وخبرات تدريبية أجنبية. هذا يحتاج إلى أموال كبيرة وعدتنا الحكومة بها".
وكشف، أنه تم تخصيص مبلغ "10 مليارات دينار (قرابة سبعة ملايين ونصف مليون دولار) من قبل الحكومة العراقية لتعزيز مشروع صياغة البطل الاولمبي وإعداده لسنوات. وأولى الخطوات كانت اتفاقية تعاون مع الأولمبية الاسبانية في مجال إعداد رياضيين موهوبين في بعض الفعاليات. لا يمكن أن نقوم بأي تغيير في الواقع الرياضي من دون هذا الدعم الذي سيمكنّنا أيضاً من بناء مراكز تدريب حديثة والاستعانة بمدربين أجانب".
ويقول، "لدينا تركة ثقيلة في العمل الأولمبي، لا بد أن نتخطّاها وأن نصحّح مسار العمل الرياضي. لا نريد أن يتواصل الإخفاق، وإذا وجدنا عقبات تعيق التغيير، سأترك مسؤوليتي".
ويشارك العراق الذي خاض الألعاب الأولمبية للمرة الأولى عام 1948، في أولمبياد باريس بخمس فعاليات، اثنتان منها تأهل إليهما، عبر منتخب كرة القدم والربّاع علي عمار يسر الذي يعول عليه للوصول إلى أدوار نهائية متقدّمة في منافسات رفع الأثقال.
أما بالنسبة للمشاركين الآخرين، فيسافرون إلى باريس ببطاقات دعوة من الأولمبية الدولية، في فعاليات السباحة وسباق 100 متر والجودو.
آخر الاستعدادات
وكثف المنتخب الأولمبي لكرة القدم، تدريباته للقاء أوكرانيا يوم غد الأربعاء.
وقال إعلام اللجنة الأولمبية في بيان، إن "رئيس البعثة العراقية المشاركة في أولمبياد باريس، هرده رؤوف استقبل لاعبي المنتخب الوطني للسباحة والجودو للدخول إلى القرية الرياضية، تمهيدا للمشاركة في دورة الألعاب الاولمبية".
وأكد الأمين العام للجنة الأولمبية، هيثم عبد الحميد بحسب البيان، أن "السباح حسن علي سيشارك في سباق فعالية 100 م فراشة، واللاعب سجاد غانم الذي سيشارك في منافسات وزن -81 كغم، قد وصلا الى العاصمة الفرنسية باريس، برفقة مدربيهما للدخول الى القرية الأولمبية لمواصلة التحضيرات قبيل الشروع في منافسات أولمبياد باريس التي ستفتتح يوم الجمعة المقبل وتستمر لغاية الحادي عشر من شهر آب المقبل".
وأضاف عبد الحميد، أن "منتخبنا الأولمبي بكرة القدم يواصل استعداداته المكثفة تحت إشراف المدرب راضي شنيشل تحضيراً للقاء نظيره الأوكراني الأربعاء المقبل".
واشار الى، أن "منتخبنا استفاد بشكل كبير من عدد الوحدات التدريبية، إذ كانت الأجواء إيجابية جداً في المعسكر الذي تقيمه اللجنة الأولمبية على نفقتها الخاصة"، مبينا إن "الجميع مصمم على تقديم صورة مُشرفة عن العراق، والوصول إلى تحقيق نتائج إيجابية، خاصة في المباراة الأولى التي تعطي دفعة جيدة في حال حقق خلالها الأولمبي العراقي النقاط الثلاث".
ويواجه الأولمبي العراقي المنتخب الأوكراني مساء غد الأربعاء، وذلك ضمن المجموعة الثانية التي تضم إلى جانبهما منتخبي الأرجنتين والمغرب أيضاً، وسيلعب العراق مع الأرجنتين في الـ 27 من الشهر الحالي، فيما يلتقي المغرب في الـ 30 منه".
أحوال البعثة
ويرأس البعثة العراقية للدورة الأولمبية باريس 2024 عقيل مفتن، ويضم الوفد 22 رياضياً يتقدمهم حامل راية العراق الرباع علي عمار يسر (+102 كغم)، و18 لاعباً يمثلون المنتخب الأولمبي لكرة القدم، والسباح حسن علي (100 متر فراشة)، والعداء طه حسين (100 متر)، ولاعب الجودو سجاد غانم (-81 كغم).
وقال رئيس اللجنة الاولمبية عقيل مفتن: "أؤمن كثيرا بحظوظ المنتخب الاولمبي في المنافسة والذهاب بعيدا في باريس"، لافتاً إلى أن "العراق يمر بفرصة ذهبية كنا نحلم بها ولا سيما بوجود دعم لا محدود من قبل رئيس الوزراء محمد شياع السوداني الذي وافق على مشروع دعم البطل الأولمبي لغاية عام 2032".
وتابع مفتن: "نحن نثمّن هذا الدعم الطويل الأمد، وقد استثمرنا هذا الدعم والمشروع وقد وقعنا بروتوكولا عالي المستوى مع اللجنة الأولمبية الاسبانية، وتعاقدنا مع خبير اسباني لاكتشاف المواهب، وقد وصل وبدأ عمله بالتنسيق مع الاتحادات العراقية، ويحضر أنشطة رياضية"، مؤكداً أن "هذا هو هدفنا ونسعى إلى النجاح وفق ما خططنا له".
في حين قال مدرب الرباع الدولي علي عمار يسر (102+ كغم)، عمار يسر، إن "لكل مسابقات ظروفها الخاصة، ولا ننسى أن الرباع علي يشارك الى جانب أبطال العالم، وهو بعمر الشباب تحت 20 عاماً وقد حقق رقمين برفعتي الخطف والنتر (198 خطفا و234 نترا)".
وأكد قائلاً: "إننا نسعى بكل طاقتنا لتحقيق إنجاز للعراق وإسعاد الملايين، لكن تبقى النتائج مرهونة بظروف اللاعب ومنافسات الأثقال في الدورة الاولمبية ولا سيما أن الرباع علي سيواجه أبطال العالم الذين يكبرونه سناً".
وأشار المدرب إلى أن "الرباع علي يحظى باهتمام خاص من قبل رئيس اللجنة الاولمبية العراقي الدكتور عقيل مفتن الذي لم يتأخر في دعم رباعنا الذهبي بغية الظهور بمستوى مشرّف وتحقيق نتيجة طيبة في أولمبياد باريس".
وأكد، أن "علي بلغ الأولمبياد بعد اجتيازه الأرقام التأهيلية التي شارك فيها بخمس مشاركات منذ سنتين واجتازها جميعها، وكانت آخرها في بطولة العالم بتايلاند".
من جانبه قال نائب رئيس الاتحاد العراقي للسباحة هاشم الخزرجي: "نأمل أن تكون مشاركة سبّاحنا حسن علي (100 متر فراشة) جيدة في الأولمبياد، لكن سباحي العالم سبقونا في تحقيق أرقام عالية، وان تحقيق الإنجاز يتطلب استعدادا طويلا جدا لتهيئة بطل أولمبي يحقق الانجاز الاولمبي".
وأضاف، "لقد وضعنا برنامجا خاصا لإعداد السباح على أمل تحقيق نتيجة طيبة في الدورة"، مبيناً إن "كل أبطال العالم سيشاركون في الأولمبياد وصعب جدا اجتياز كل هؤلاء كون سبّاحنا حسن علي تأهل بمنحه بطاقة اولمبية مجانية".
وأشار إلى أن "الصين أعدَّت بطلاً أولمبياً بعد أن أنفقت عليه 3 ملايين دولار وهذا هو الطريق الصحيح لتحقيق الإنجاز، وأتوقع أن المنتخبات العربية بالسباحة لن تحقق أوسمة أولمبية في السباقات، باستثناء منتخب مصر وتونس اللتَين تطورتا بشكل كبير في العائلة الأخيرة".
بينما قال المدير التنفيذي للاتحاد العراقي لألعاب القوى زيدون جواد، إن "العداء طه حسين يعتبر من أفضل عدائي العراق في مسافة 100 متر"، مبينا أنه "يتوقع له كاتحاد بأن يجتاز التصفيات الأولى ويصعد للتصفيات الثانية".
وأضاف، أن "التصفيات الثانية ستكون أصعب عليه ولا سيما أن عددا كبيرا من المشاركين وهم أبطال العالم ولهم باع طويل في مجال اللعبة، فمن الصعب التأهل اكثر، لكن طموحي أنا كبير في تحقيقه نتائج طيبة في المشاركة، ولا سيما أنه حصل على المشاركة عن طريق الوايت كارد".
تذاكر مجانية
الخميس الماضي، وجهت اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية، دعوة للجالية العراقية في أوروبا لمؤازرة المنتخب الأولمبي خلال مبارياته في أولمبياد باريس بناءً على توجيه رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، مؤكدة أن التوجيه تضمن تكفل الحكومة بشراء بطاقات الحضور للمباريات للجالية.
وقال رئيس اللجنة عقيل مفتن إنه "بتوجيه من رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، تدعو اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية الجالية العراقية في أوروبا لمؤازرة المنتخب الأولمبي في أولمبياد باريس خلال انطلاق مبارياته في المنافسات الأولمبية بمدينة ليون الفرنسية يوم 24 تموز الجاري".
وتابع، أن "الحكومة العراقية بموجب توجيهات رئيس الوزراء ستتكفل بشراء بطاقات حضور مباريات المنتخب للجمهور وتتولى اللجنة الأولمبية التنسيق لتنفيذ هذه التوجيهات".
تمويل حكومي للرياضة
ويوم أمس الاثنين، وافق رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، على إطلاق تمويل النفقات التشغيلية للاتحادات الوطنية الرياضية.
وأكد النائب الأول لرئيس اللجنة الأولمبية العراقية، خالد كبيان، في بيان أن السوداني، قرر الموافقة على إطلاق تمويل النفقات التشغيلية متأخرة الصرف للاتحادات الرياضية، وذلك ضمن قانون الموازنة للعام الحالي.
وأوضح كبيان، أن الاتحادات الوطنية الرياضية، أصبح بمقدورها تنظيم البطولات المحلية لمختلف الفعاليات والفئات العمرية، فضلا عن إقامة الدورات التدريبية والتحكيمية، وأيضاً المشاركات الخارجية على مختلف الصعد العربية والقارية والدولية.
وأضاف، أن رئيس الوزراء داعم كبير لقطاع الرياضة وحريص تماماً على تلبية متطلبات الرياضيين العراقيين كافة، من أجل تحقيق الإنجاز العالي من خلال المنافسة بشرف وتسجيل أفضل النتائج في المشاركات الخارجية.