بينها بكاء رونالدو وتألق العرب.. 10 ظواهر خالدة في مونديال قطر 2022
انفوبلس/..
يسير قطار كأس العالم قطر 2022، بخطى ثابتة نحو محطته الأخيرة، بعد تجاوز جميع المحطات السابقة وسط تنافس منقطع النظير بين المنتخبات الـ32 التي شاركت في البطولة، في ملاعب استثنائية وفي ظروف مثالية جعلت من المونديال القطري نسخة استثنائية بكل المقاييس مقارنة بالنسخ الماضية.
ولعبت إلى غاية الدور نصف النهائي، 62 مباراة ضمن النسخة الـ22 من كأس العالم، ولم يتبق سوى مواجهتين على ختام المشهد المونديالي، إذ ستجمع الأولى بين المنتخبين المغربي والكرواتي، يوم السبت المقبل على ملعب "البيت"؛ لتحديد المركزين الثالث والرابع.
وسيسدل منتخبا فرنسا والأرجنتين الستار على مونديال قطر الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، بتنشيطهما للمباراة النهائية، يوم الأحد 18 ديسمبر/ كانون الأول، على ملعب "لوسيل"، بعد بلوغهما باستحقاق للمواجهة النهائية المرتقبة، نظير تألقهما خلال دور المجموعات ومروراً على أدوار خروج المغلوب.
ومن خلال هذا التقرير، نرصد لكر عشر محطات فارقة في بطولة كأس العالم قطر 2022، قبل أيام قليلة من انتهاء العرس العالمي الأول من نوعه على الأراضي العربي.
تألق مغربي استثنائي
عرفت النسخة الـ22 من كأس العالم، تألقا ملفتا واستثنائيا للمنتخب المغربي، الذي بلغ الدور نصف النهائي بجدارة كبيرة، قبل أن يخسر من حامل اللقب منتخب فرنسا بصعوبة كبيرة (0-2)، حيث قدمت كتيبة المدرب وليد الركراكي مشوار أبطال بامتياز، وأضحى المنتخب المغربي أول منتخب أفريقي وعربي يبلغ نصف نهائي المونديال.
وكانت البداية بتصدر المجموعة السادسة برصيد 7 نقاط من خلال تحقيق انتصارين على منتخبي بلجيكا وكندا والتعادل أمام المنتخب الكرواتي، قبل الإطاحة ببطل العالم عام 2010، منتخب إسبانيا في ثمن النهائي والفوز عليه بركلات الترجيح، ثم مواصلة المشوار وتجاوز البرتغال في نصف النهائي في مباراة تاريخية.
اليابان تطيح بكبيري الكرة الأوروبية
وإلى جانب المنتخب المغربي الذي كسب التفوق خلال المونديال بفضل تألقه، صنع المنتخب الياباني أيضاً التميز خلال المونديال القطري، من خلال تحقيقه لانتصارين أمام كبيري الكرة الأوروبية وقد سبق لهما التتويج بلقب المونديال في وقت ليس بالبعيد، وهما منتخبا إسبانيا وألمانيا في دور المجموعات، ما جعل "الكمبيوتر" الياباني يبلغ الدور ثمن النهائي في صدارة المجموعة الخامسة، قبل أن يودع المنافسة على يد وصيف النسخة الماضية؛ المنتخب الكرواتي بركلات الترجيح وبصعوبة بالغة.
خروج ألمانيا من دور المجموعات
وشهد دور المجموعات لمونديال قطر، إحدى أكبر المفاجآت والتي استمرت للنسخة الثانية على التوالي، وتمثلت في خروج المنتخب الألماني من البطولة مبكرا؛ بعدما كان من بين المنتخبات المرشحة للتتويج باللقب العالمي، ولكن رفاق المهاجم توماس مولر كانوا خارج الإطار، وتركيزهم لم يكن بالملعب، ما جعلهم من بين المنتخبات الأولى التي غادرت قطر، رغم جمع 4 نقاط من فوز على كوستاريكا وتعادل مع إسبانيا، مقابل خسارة من اليابان كانت سببا في الإقصاء.
تألق لافت لليونيل ميسي مع الأرجنتين
قاد النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، منتخب بلاده إلى المباراة النهائية، بفضل تألقه الملفت في جميع المباريات منذ بداية البطولة، بتسجيله لـ 5 أهداف منها 3 في أدوار خروج المغلوب، وأسهم بها بقسط كبير في إيصال "التانغو" إلى النهائي للمرة السادسة في التاريخ، وبات على بعد خطوة واحدة فقط من رفع اللقب العالمي لأول مرة في مشواره.
وجعل ميسي عشاق المستديرة حول العالم يعترفون له بمستواه وقدرته على قيادة منتخب الأرجنتين للظفر بكأس العالم للمرة الثالثة في تاريخها، بعدما فشل في ذلك في مونديال البرازيل عام 2014، حين خسر المباراة النهائية أمام المنتخب الألماني بهدف متأخر سجل في الوقت الإضافي.
بكاء النجوم في مشاهد مؤثرة
مقابل تألق بعض النجوم وقيادتها لمنتخبات بلدانها إلى الأدوار المتقدمة، ذاق نجوم آخرون مرارة الإقصاء المبكر من المونديال، ولعل أبرز هؤلاء النجوم الذين غادروا البطولة دون تحقيق أهدافهم فيها، نجم المنتخب البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي غادر البطولة بالدموع على يد المنتخب المغربي من الدور ربع النهائي.
رونالدو يبكي بعد مغادرة المونديال
وحدث نفس الأمر مع البرازيلي نيمار دا سيلفا، الذي بكى بحرقة عقب الإقصاء من كرواتيا في ربع النهائي بركلات الترجيح، في حين سبق رونالدو ونيمار، الأوروغوياني لويس سواريز الذي تألم وبكى بشدة بعد عجز منتخب بلاده عن تخطي دور المجموعات في آخر بطولة يشارك بها مع منتخبه.
انتصارات تاريخية
وشهد المونديال القطري نتائج تاريخية، وانتصارات تحدث لأول مرة في تاريخ البطولة، ولعل أبرز النتائج التي لم تكن منتظرة، فوز المنتخب الكاميروني على المنتخب البرازيلي في الجولة الثالثة من دور المجموعات، ليكون "الأسود" أول منتخب أفريقي يحقق الفوز على "السيليساو" تاريخيا.
كما صنع المنتخب التونسي التميز أيضاً رغم خروجه من الدور الأول، حين فاز على فرنسا حاملة اللقب في الجولة الثالثة، دون نسيان الفوز الذي صنع الحدث في بداية البطولة بفوز المنتخب السعودي على نظيره الأرجنتيني بكل نجومه في مباراة تاريخية كان ملعب "لوسيل" شاهدًا عليها.
إقالات واستقالات للمدربين
وعرفت بطولة مونديال قطر، العديد من المفاجآت على مستوى النتائج من خلال خروج منتخبات كبيرة في وقت مبكر، وهذا ما انعكس على مستقبل العديد من المدربين، لذا شهدنا إقالات واستقالات عديدة بعد نهاية مشوار بعض المنتخبات، على غرار مدربي منتخبات بلجيكا وإسبانيا وكوريا الجنوبية والبرازيل وهولندا، في حين أنه لا يزال يدرس مدربون آخرون إمكانية استقالتهم عقب الإخفاق الرياضي في المونديال القطري.
حضور جماهيري قياسي وتميّز عربي أرجنتيني
عرفت الملاعب الثمانية المونديالية، خلال المباريات الـ62 التي لعبت حتى الآن، حضورا جماهيريا قياسيا، ولعبت جميع مباريات أدوار خروج المغلوب وسط حضور قياسي، وهو ما أضفى أجواء خيالية داخل الملاعب قبل وأثناء وبعد كل مباراة، خاصة وأن الجماهير أتيحت لهم فرصة مشاهدة أكثر من مباراة واحدة في اليوم الواحد، بحكم قرب المسافة بين الملاعب وتوفر كل وسائل المواصلات والتنقل بين هذه المسارح الكروية.
في حين صنعت الجماهير العربية طبقا تشجيعياً فريداً من نوعه في كل مباراة يكون أحد طرفيها منتخب عربي، وتنافست في ذلك مع الجماهير الأرجنتينية, التي أبدعت أيضاً في تشجيع منتخبها من خلال صنع لوحات تشجيعية رائعة، تسللت إلى الساحات العامة في الدوحة ومختلف المدن القطرية الأخرى، صانعة أجواء لاتينية متميزة.
أجواء شتوية أنست اللاعبين حرّ فصل الصيف
ولعبت مباريات المونديال القطري في أجواء مناخية مثالية، تناسب اللاعبين والجماهير، من خلال التميز بتنظيم كأس العالم خلال فصل الشتاء دون فصل الصيف، كما كان عليه الحال في النسخ الماضية على مر التاريخ، كما حرصت اللجنة المنظمة على استعمال المكيفات داخل الملاعب الثمانية، وتعديل درجة الحرارة لتتلاءم مع المتطلبات البدنية للاعبين في كل مباراة، وهذا ما جعل المستوى الفني كبيرا في جل المباريات.
استعمال الذكاء الاصطناعي في تجربة فريدة
ومن الأمور التي ميزت المونديال القطري عن النسخ الماضية، استعمال التكنولوجيا الحديثة في كل المجالات، من طرف اللجنة المنظمة للمونديال أو من طرف الاتحاد الدولي لكرة القدم، حيث شوهد استعمال الذكاء الاصطناعي في التحكيم، من خلال تقنية احتساب التسلل نصف الآلية والتي تستعمل لأول مرة في كأس العالم، كما تم توفير تقنيات عالية وحديثة على مستوى كل الملاعب، من خلال استعمال الذكاء الاصطناعي لوضع الجماهير في تجربة تشجيعية مثالية وغير مسبوقة.