جماهير نادي زاخو تحصد جائزة "فيفا" لأفضل مشجعين عالميًا
بمبادرة إنسانية مؤثرة
انفوبلس..
في إنجاز كروي وإنساني غير مسبوق على مستوى الكرة العراقية، تُوِّجت جماهير نادي زاخو بجائزة الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA) لأفضل المشجعين لعام 2025، بعد مبادرة استثنائية تجاوزت حدود التشجيع التقليدي إلى فعل إنساني مؤثر.
هذا التتويج العالمي لم يأتِ من فراغ، بل كان ثمرة مبادرة تضامنية لافتة مع الأطفال المرضى، حظيت بإشادة محلية ودولية واسعة، ورسّخت صورة جديدة لدور الجماهير في كرة القدم.
إعلان "فيفا" وتتويج عالمي غير مسبوق
وأعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، اليوم الثلاثاء، فوز جماهير نادي زاخو بجائزة أفضل المشجعين لعام 2025، في خطوة عكست التقدير الدولي لمبادرة إنسانية لافتة شهدها أحد ملاعب الدوري العراقي.
وأكد بيان رسمي صادر عن نادي زاخو أن المشهد الإنساني المتمثل في إلقاء دمى الأطفال داخل الملعب مثّل صورة مثالية لقيم نبيلة، لاقت إشادة واسعة من المجتمع الرياضي في إقليم كردستان والعراق وآسيا.
وأشار البيان إلى أن جماهير زاخو تمثل الركيزة الأساسية للفريق، وأنها دأبت على لفت الأنظار بمبادراتها الإبداعية، معربًا عن أمل إدارة النادي في استمرار هذا الدعم الجماهيري لتحقيق المزيد من النجاحات الرياضية والإنسانية.
وتُعد هذه الجائزة، التي أُطلقت عام 2016، واحدة من أبرز الجوائز الرمزية التي تمنحها فيفا لتكريم التعبير الاستثنائي عن الالتزام والدعم من مشجع أو مجموعة مشجعين، بغض النظر عن الدوري أو الجنس أو الجنسية، كما يمكن منحها لموقف أو لفتة تركت أثرًا واضحًا في عالم كرة القدم.
المبادرة الإنسانية التي صنعت الفارق
جاء سبب تكريم جماهير زاخو نتيجة مبادرتهم الإنسانية المتمثلة في التبرع للأطفال المرضى بدمى وهدايا، في مشهد مؤثر سبق انطلاق مباراة الفريق أمام نادي الحدود ضمن منافسات دوري نجوم العراق، والتي أُقيمت في شهر أيار/مايو الماضي.
وقامت الجماهير بإلقاء آلاف الدمى المحشوة إلى أرض الملعب، ليتم جمعها لاحقًا والتبرع بها للأطفال المرضى، في رسالة تضامن إنساني تخطت حدود المنافسة الرياضية.
وأكدت إدارة نادي زاخو أن فكرة المبادرة كانت من جماهير النادي نفسها، وبمساندة من الإدارة، حيث جرى توزيع الدمى على مرضى السرطان في عدد من المستشفيات، في بادرة هدفت إلى التخفيف من آلام الأطفال ومنحهم لحظات من الفرح.
وشددت الإدارة على أن هذه الخطوة جسدت المعنى الحقيقي لكرة القدم بوصفها أداة للتكافل الاجتماعي، وليست مجرد لعبة تنافسية.
تصريحات رسمية ودعم حكومي وجماهيري
وفي هذا السياق، أكد عضو الهيئة الإدارية لنادي زاخو، دلزار عدنان طاهر، أن الاتحاد الدولي لكرة القدم نشر بيانًا رسميًا أعلن فيه فوز جماهير نادي زاخو بجائزة فيفا لأفضل رابطة مشجعين في العالم.
وأوضح أن هذا المنجز تحقق بفضل قيام الجماهير بشراء الدمى ورميها على أرض الملعب خلال مباراة النادي أمام الحدود، مشيرًا إلى أن النادي سيقيم احتفالية جماهيرية مركزية في الساعة الثامنة من مساء اليوم الثلاثاء على ملعب زاخو، تتخللها عروض وألعاب نارية احتفاءً بهذا الإنجاز.
وختم طاهر تصريحه بتقديم الشكر إلى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني على مساعيه ودعمه للنادي من أجل تحقيق هذا الإنجاز، كما وجّه شكره إلى الجماهير العراقية في زاخو وبقية المحافظات، وصولًا إلى الفاو، على تصويتهم ودعمهم لجماهير زاخو للفوز بالجائزة العالمية.
منافسة عالمية وإشادة دولية رسمية
وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم قد أعلن مطلع تشرين الثاني/نوفمبر إدراج جماهير نادي زاخو ضمن أفضل ثلاث قواعد جماهيرية في العالم، ووضعهم على اللائحة المختصرة لجائزة أفضل جمهور لعام 2025.
وجاء هذا الترشيح عقب المباراة التي شهدت مبادرة إلقاء الدمى، والتي أثارت اهتمامًا واسعًا في الأوساط الرياضية الدولية.
وهنّأ رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، جياني إنفانتينو، جماهير زاخو عبر مقطع فيديو نشره على حسابه الرسمي في “إنستغرام”، قال فيه: “أهنّئ جماهير نادي زاخو الرياضي، الذين ألقى أنصارهم آلاف ألعاب الأطفال المحشوّة على أرض الملعب قبل مباراتهم في الدوري العراقي أمام نادي الحدود، كتبرّع للأطفال المحليين الذين يكافحون المرض".
كما حثّ رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الجماهير الرياضية العراقية على دعم نادي زاخو، وتبعه رئيس وزراء إقليم كردستان مسرور بارزاني، الذي جدّد دعوته لمساندة النادي وسائر الفرق العراقية.
وشهدت عملية التصويت، التي فُتحت في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر واستمرت حتى الثالث من كانون الأول/ديسمبر، منافسة قوية مع مرشحين آخرين، أبرزهم المشجع الإسباني الراحل مانويل كاسيريس، المعروف بقرع الطبول دعمًا لمنتخب بلاده لعقود، والمشجع الأرجنتيني الشهير أليخاندرو سيغانوتو، الذي قطع آلاف الكيلومترات لمساندة نادي راسينغ كلوب دي أفيلانيدا.
وبهذا التتويج، دوّن جمهور زاخو اسمه في سجل كرة القدم العالمية، ليس فقط كقوة تشجيعية، بل كنموذج إنساني يُحتذى به في تحويل المدرجات إلى مساحة للخير والتضامن.
