درجال "مقتنع" بخياراته.. 38 يوما على مباراة كوريا الجنوبية ومدرب العراق الجديد لا يزال مجهولاً.. أين وصلت الأزمة؟

انفوبلس/ تقرير
على الرغم من أن المدرب المغربي الحسين عموتة يُعد هو المطلب الأول للاتحاد العراقي لكرة القدم، من أجل تسميته مدربًا لمنتخب أسود الرافدين، في ما تبقى من مباريات في تصفيات آسيا الحاسمة المؤهلة إلى كأس العالم 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، إلا أن الأمور لا تزال غير رسمية وفي طور المفاوضات فأين وصلت أزمة مدرب العراق الجديد؟ ومتى يتم الإعلان عنه؟
ويمر الاتحاد العراقي لكرة القدم، بوضع صعب للغاية بسبب الخلافات التي ضربته، حيث تقدم العضوان كوفند عبد الخالق وغالب الزاملي، بشكوى ضد الاتحاد لدى مركز التحكيم والتسوية في العراق بسبب الخروق القانونية في عمله على حد قولهم.
أزمة مدرب العراق الجديد
من المرجح أن يعلن الاتحاد العراقي قريبا جدا، عن المدرب الجديد لمنتخب أسود الرافدين بعد إقالة الإسباني خيسوس كاساس من منصبه نتيجة تراجع نتائج الفريق في التصفيات المونديالية وانخفاض نسب التأهل المباشر إلى المونديال المقبل.
وعلى الرغم من نفي عموتة ونادي الجزيرة الإماراتي، الاتفاق مع الاتحاد العراقي، إلا أن مصادر أفادت بأن الاتحاد العراقي يمتلك اتفاقًا مبدئيًّا مع المدرب لقيادة أسود الرافدين في المرحلة المقبلة، حتى وإن اضطر الاتحاد العراقي استعارة المدرب لفترة قصيرة.
وبحسب حديث عضو الاتحاد العراقي لكرة القدم غانم عريبي، فإن الاتحاد العراقي لكرة القدم سيعقد اجتماعًا في القريب العاجل، من أجل مناقشة وضع أسود الرافدين في تصفيات كأس العالم وفي مقدمة الملفات سيكون ملف مدرب المنتخب العراقي، إذ سيتم وضع النقاط على الحروف من أجل التمهيد للإعلان عن المدرب الجديد، في حال اكتملت المفاوضات بشكل رسمي ومن دون معرقلات.
ويقول عريبي، إن "جميع أعضاء اتحاد الكرة العراقي ناقشوا اسم المدرب المغربي الحسين عموتة، نعم لا نخفي بأن المغربي هو المرشح الأبرز لقيادة الفريق العراقي في المرحلة المقبلة، أقولها وبصراحة وبكل صدق بأن 13 عضوًا في الاتحاد العراقي أبدوا قناعتهم التامة بالمدرب المغربي، والجميع صوت على التعاقد معه ليكون خليفة الإسباني خيسوس كاساس في المنتخب العراقي، ويكمل تصفيات آسيا المؤهلة للمونديال".
ويتابع عريبي: "هذا الحديث أقوله كي لا يتم انتقاد تسمية المدرب المغربي فيما بعد، لأن أغلب الأعضاء قد يصرحون في وسائل الإعلام ويقولون بأنهم كانوا ضد تسمية عموتة، بالتالي أقول هذا الحديث في حال تمت الصفقة رسميًّا وأصبح المغربي مدربًا للعراق، لأن الاتفاق يفتقد حاليًّا للطابع الرسمي، وكل شيء قد ينهار أو يتغير، ونحن بانتظار اللحظات الحاسمة والمصيرية في الاتفاق بين الجانبين".
والاتحاد أجمع على عموتة – بحسب عريبي - لأنه سبق وأن تغلب على المنتخب العراقي وعلى منتخب كوريا الجنوبية، وكان مدربًا لمنتخب الأردن ويعرف خفايا جميع هذه الفرق، أعتقد أن الذهاب نحو خيار عموتة أمر طبيعي، لأن الاتحاد حين يرغب بالتعاقد مع مدرب بديل للإسباني خيسوس كاساس، يجب أن يمتلك معلومات عن المنافسين المباشرين للعراق، وبالتأكيد معلومات كاملة عن منتخب أسود الرافدين.
ويبين "في حال تعذر إتمام الاتفاق مع المغربي عموتة وأصبح الطريق مسدودًا، سيتم اللجوء إلى المدرب المحلي، لأن الاتحاد العراقي لا يضع الخطوط الحمراء أمام أي مدرب، خصوصًا وأن بعض المدربين المحليين يمتلكون الخبرة الكافية في قيادة أسود الرافدين، وسبق لهم أن حققوا نتائج مميزة مع الفريق العراقي، سواء في كأس الخليج أو في بطولة كأس آسيا وحتى التصفيات المونديالية السابقة".
وبحسب المكتب الإعلامي للاتحاد العراقي لكرة القدم، فإن الأيام الأخيرة من شهر أبريل/ نيسان الحالي، سيكون موعدًا لحسم تسمية المدرب الجديد للمنتخب العراقي، خلفًا للإسباني خيسوس كاساس، الذي تمت إقالته بسبب تراجع النتائج في تصفيات المونديال.
وتراجعت نتائج منتخب العراق في تصفيات المونديال، إذ فقد وصافة المجموعة الثانية لصالح الأردن، بعدما حقق نقطة وحيدة فقط من مباراتي الكويت وفلسطين في الجولتين السابعة والثامنة من التصفيات، لتتم إقالة مدرب العراق خيسوس كاساس.
في المقابل، يؤكد المتحدث باسم اتحاد الكرة أحمد الموسوي إن "ملف المدرب الجديد لمنتخب العراق بات قريبًا من النهاية، إذ سيتم الإعلان عنه في الاجتماع المقبل للاتحاد العراقي لكرة القدم، سواء عبر الإعارة أو التعاقد المباشر، إذ يدرس الاتحاد كل الخيارات المتاحة من أجل اختيار الأفضل والأنسب للفريق في المرحلة المقبلة، التي تحتاج إلى تكاتف الجميع والتركيز بشكل كبير".
ويضيف: "الاتحاد فتح قنوات تواصل مع نادي الجزيرة الإماراتي بشأن المدرب المغربي حسين عموتة، إضافة إلى مفاوضات مع مدربين آخرين، لكن لغاية اللحظة لا يمكن أن نجزم بأن عموتة هو المدرب، ننتظر ما ستؤول إليه المفاوضات، وكما نوهت مسبقًا بأن المدرب سيتم الإعلان عنه قريبًا جدًّا، كل ما نريده من الإعلام والجماهير الرياضية هو تقديم الدعم فحسب، لأن المرحلة المقبلة ستكون حساسة وصعبة".
ويبين بالقول: "نحن اليوم نركز على حسم تسمية المدرب الجديد، ونحن مستعدون لذلك، ولكن في حال حدوث أي مستجدات أو معرقلات، فإن الاتحاد سيتجه إلى اللجنة الأولمبية لتأمين المبالغ المالية الخاصة بعقد المدرب الجديد، خصوصًا بعدما أكد رئيس اللجنة عقيل مفتن برغبته في دعم الاتحاد وتوفير الأموال اللازمة للتعاقد، ونحن نأمل أن تسير كل الأمور بأفضل وجه ممكن لمصلحة المنتخب العراقي".
ومن المقرر أن يواجه منتخب أسود الرافدين منتخب كوريا الجنوبية في البصرة يوم 5 حزيران المقبل في البصرة، فيما سيواجه الأردن في استاد عمان الدولي يوم 10 من الشهر ذاته، إذ يتوجب على العراق حصد 6 نقاط ليضمن التأهل المباشر بغض النظر عن نتائج المباريات الأخرى.
من جانبه، يقول المدرب العراقي كاظم الربيعي، ان "اختيار الاتحاد العراقي للمدرب المغربي الحسين عموتة خيار غير موفق. أقولها من دون عاطفة وبحياد ومهنية، ليس العيب في المدرب شخصيًّا، وإنما في خيار الاتحاد، لأن المرحلة الحالية تتطلب التوجه إلى المدرب المحلي فقط، كونه الوحيد الذي يفهم وضع الفريق ونفسية اللاعبين، وما يحتاجونه لتحقيق الفوز في أصعب مباراتين في تصفيات المونديال".
ويضيف: "المدرب المحلي سيكون نجاحه مضمونًا في حال حظي بدعم كبير من قبل الاتحاد العراقي والجماهير، تمامًا كما حدث مع الإسباني خيسوس كاساس. وفي حال لم يقم الاتحاد العراقي بتصرفات خاطئة مثل التدخل في عمل المدرب، فإن المدرب المحلي سينجح في مهمته مع المنتخب، وسينجز مباراتي كوريا الجنوبية والأردن بنجاح. وحتى إن لم يتحقق ذلك، فهو الأجدر بقيادة الفريق في ملحق التصفيات".
والمغربي الحسين عموتة لن يتمكن من إضافة أي شيء للمنتخب العراقي في المباراتين المقبلتين – بحسب الربيعي - وهو بالتأكيد سيبرر ذلك بأنه لم يمتلك الوقت الكافي لتحضير الفريق جيدًا، كما أنه لا يعرف طبيعة تفكير اللاعبين وأسلوب لعبهم، لذلك سيكون نجاحه صعبًا للغاية، ويحتاج إلى توفيق كبير. والمنطق يقول إن هذا الأمر يعد مجازفة من الاتحاد العراقي، وعموتة سيكون بمثابة ورقة محروقة بالنسبة للمنتخب.
ويذكر: "أتمنى من الاتحاد العراقي لكرة القدم منح الفرصة الكاملة للمدربين المحليين. أعتقد أن باسم قاسم، وحكيم شاكر، وعبد الغني شهد، وراضي شنيشل، أحدهم الأجدر بقيادة المنتخب فيما تبقى من تصفيات كأس العالم. وأتمنى من الجماهير دعمهم بقوة، لأنهم قدموا الكثير للكرة العراقية، وما زال بإمكانهم تقديم المزيد وخدمة المنتخب من دون قيد أو شرط، وسيفعلون كل ما بوسعهم لوضع العراق في المونديال".
لكن عدنان درجال رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم، يؤكد قناعته بخياراته الخاصة بالمدرب الجديد للمنتخب العراقي في المرحلة المقبلة من تصفيات آسيا الحاسمة المؤهلة إلى كأس العالم 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.
وأبلغ عدنان درجال أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد العراقي بكرة القدم، بأنه مقتنع تماما بخياراته بشأن المدرب الجديد لمنتخب أسود الرافدين، إذ يرى بأن مدرب الجزيرة الإماراتي الحسين عموتة هو الأنسب للفريق العراقي بغض النظر عن تراجع نتائج الجزيرة في الدوري الإماراتي، إذ بين لهم أن النتائج لا تغير قناعاته وذلك بعد خسارة الجزيرة أمام اتحاد كلباء بالدوري الإماراتي.
كما أن درجال يرى في عموتة بأنه رجل المرحلة لأنه يعرف كيفية التعامل مع الضغوط بشكل جيد جدا، إذ يتوقع أن يكون الفريق العراقي بأمان معه حتى إن لم يتمكن من إنجاز مهمة التأهل المباشر للمونديال في مباراتي كوريا الجنوبية والأردن المقبلتين، لذلك يحاول درجال الحصول على تأييد وتصويت جميع الأعضاء للمضي في تسمية عموتة وتجاهل الخيارات الأخرى على الرغم من أهميتها على الساحة.
والاتحاد العراقي عن طريق رئيسه عدنان درجال من المؤمل أن يتوصل إلى اتفاق مع الجزيرة الإماراتي لإيجاد صيغة مرضية للطرفين، تسمح للمدرب بالتوقيع مع العراق وقيادته في التصفيات، إذ يكثف درجال تحركاته في هذا الصدد ومن الممكن أن يتم الإعلان عن ضم عموتة خلال يومين، خصوصا أن الاتحاد العراقي قد جهز مسبقا خطة إعدادية للفريق العراقي ومدربه الجديد تبدأ في منتصف مايو/ أيار المقبل.
ويحتل المنتخب العراقي المركز الثالث في جدول ترتيب المجموعة الثانية في تصفيات مونديال 2026 برصيد 12 نقطة، متخلفا بفارق نقطة واحدة عن الأردن الوصيف وبفارق أربع نقاط عن كوريا الجنوبية المتصدر.