دوري نجوم العراق ينطلق.. 8 مدربين غير عراقيين ولاعبون من البرازيل.. هل تنتصر شاشة الحكومة أم الاستثمار في نقل المباريات؟
انفوبلس/ تقارير
8 مدربين غير عراقيين ما بين عرب وأجانب، ولاعبون محترفون من فرنسا والبرازيل والسويد، احتفالية منتظرة أطفأت حماسها أرضية ملعب دهوك، وحقوق بث لا تزال تنتظر على أي شاشة ستُبصر، انطلق دوري نجوم العراق وانطلقت معه تحديات النسخة الثانية، فكيف كانت الأولى؟ وهل سيعود رفاق رعد ناهي للتعليق على المباريات؟ أم ستحكم قناة رؤوف خليف قبضتها على البث وتواصل رحلة الاستثمار؟
انطلاق الدوري
يوم أمس الجمعة، انطلق دوري نجوم العراق بمشاركة 20 نادياً، وأُقيمت الاحتفالية على ملعب دهوك الذي احتضن مباراة أصحاب الدار مع الزوراء وانتهت بفوز الأخير بهدف دون رد.
قبل ذلك، حلَّ الصاعد حديثاً لدوري النجوم نادي ديالى على أربيل في ملعب فرانسو حريري، وجرت المباراة الأولى بين الفريقين هذا الموسم وانتهت بفوز أصحاب الدار بهدفين لهدف للوافد الجديد.
وبالعودة إلى مباراة الافتتاح، كانت الأجواء وفق المتابعين جيدة، حتى تم تشغيل الأضواء على أرضية الملعب، هنا كانت المأساة، لا تصلح للعب كرة القدم مطلقا.
بعد ذلك، تعرضت إدارة نادي دهوك إلى انتقادات شديدة بسبب سوء أرضية الملعب، وهو ما دفعها إلى إصدار بيان وعدت فيه بتغيير الأرضية بعد مباراة الكلاسيكو مع أربيل، قائلة إنها تعاقدت مع شركة هولندية لذلك الغرض.
هل نجحت النسخة الأولى لدوري النجوم؟
قبل الشروع في تفاصيل النسخة الثانية، وافتتاح دوري النجوم الذي تم يوم أمس كما ذكرنا، ارتأت انفوبلس أن تُذكر القارئ/ة بالنسخة الأولى لهذا الدوري والتي انطلقت الموسم الماضي.
نبدأ من البطل، حيث تُوج نادي الشرطة بدوري نجوم العراق في نسخته الأولى – أي الموسم الماضي - عقب فوزه على دهوك بهدف نظيف في الجولة الـ37 قبل الأخيرة.
عقب تتويج الشرطة، أُثير جدل كبير، إذ يُعد هذا اللقب -طبقًا للاتحاد العراقي لكرة القدم- هو الثامن للفريق في الدوري العراقي، فيما يرى نادي الشرطة الرياضي بأن هذا اللقب هو الـ15 للفريق في حال تم احتساب الألقاب "الضائعة"، أما وسائل إعلام أخرى فتزعم أنه السابع.
لقد تخلل الموسم الماضي، أي النسخة الأولى من دوري نجوم العراق، مصاعب كثيرة، لكن رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم عدنان درجال يقول بحسب الوكالة الرسمية، إن دوري نجوم العراق للموسم السابق حقق نجاحاً كبيراً، مبيناً أن هذا النجاح انعكس بشكل إيجابي على مستوى المنتخب الوطني في التصفيات الأولية للمونديال.
ووفق درجال، فقد جرت روزنامة الموسم السابق بشكل انسيابي ومتواصل لم تألفه الدوريات السابقة، وكذلك دخول تقنية الـ(فار) والنقل التلفزيوني الذي أصبح على مستوى مختلف كلياً ويتطور من دور الى آخر بالشكل الذي حاز على إعجاب المختصين والجماهير".
كذلك يرى درجال، أن الجانب التنظيمي كان متميزاً من خلال تطبيق لائحة التراخيص التي من خلالها أصبح دورينا ضمن أفضل خمسة دوريات على المستوى الآسيوي، وكذلك ارتقى الدوري بحضوره الجماهيري المميز وبمستواه الفني والتنظيم الأمني الى المركز السابع متفوقاً على دوريات مهمة في المنطقة".
لقد نجحت النسخة الأولى من دوري نجوم العراق نسبياً، وفق ما يقوله رياضيون ولاعبون دوليون، لكن هؤلاء لا ينفون بالوقت ذاته بعض الثغرات التي حصلت، كحقوق البث في بداية الدوري، والفوضى في بيع تذاكر المباريات الجماهيرية، وأيضا في قرارات لجنة الانضباط التي لم تكن صارمة بحق المخالفين، بحسب قولهم.
النسخة الثانية.. كيف ستكون؟ إليك أبرز ما سيطرأ عليها
في أحدث تغيير وربما تطور سيطرأ على النسخة الحالية من دوري النجوم بعد انطلاقه يوم أمس، هو إعلان الاتحاد العراقي الثلاثاء الماضي توقيع عقد رعاية مع شركة ذا برو العالمية للتسويق الرياضي، وشركة كيلمي للتجهيزات الرياضية، على أن يقع على الأخيرة إمداد المسابقة بكرات ذات نوعية متطورة، وتجهيز الحكام بملابس موحدة.
واصلت انفوبلس رحلة تقصي ما يُخفيه الموسم الجديد من دوري نجوم العراق، إذ وفي بيان آخر له، أعلن الاتحاد العراقي، وصول عربات تقنية الفار، وقال مدير تقنية الفيديو المساعد، في مسابقة دوري نجوم العراق، علي كريم، في تصريحات نُشرت عبر المنصات الرسمية للاتحاد العراقي: "العربات التي وصلت تحتوي أحدث إصدار لتقنية الفار على مستوى العالم، وصنعتها شركة ميديا برو العالمية".
وأضاف كريم: "سوف تساعد العربات الجديدة في تطبيق تقنية الفار هذا الموسم بشكل مثالي، وعلى الارتقاء بواقع التحكيم، من خلال الكشف عن الأخطاء، خاصة أن هناك فرق عمل متكاملة تدربت على التقنية خلال الفترات الماضية".
محترفون من البرازيل وفرنسا والسويد
قبل انطلاق دوري النجوم، بدأت الأندية العراقية، بالتحرك الفعلي من أجل استقطاب اللاعبين في فترة الانتقالات الصيفية الحالية.
وقالت مصادر، "إدارة دهوك قطعت شوطًا كبيرًا في مفاوضاتها مع لاعب فريق هلسينغبورغ السويدي سومر الماجد، لينضم لصفوف فريق صقور الجبال، وكذلك أكملت الإدارة الاتفاق مع لاعب فريق روين الفرنسي أحمد علي".
وتعاقدت إدارة نادي النفط مع المهاجم حسام جاد الله قادما من نادي نفط البصرة، كما تعاقدت مع اللاعب ستار ياسين قادما من فريق نوروز، وجددت للاعب أحمد صبري لموسم آخر ، في حين عزز النفط صفوفه باللاعب اليمني أحمد عبد الكريم السروري بعد تعاقدها معه لموسم واحد.
كما أعلن نادي نوروز الرياضي التعاقد مع محترف ساحل العاج، انتراس اوكسي نسي جاو قادماً من نادي النهضة العماني للعب في دوري نجوم العراق للموسم 2024-2025، وأكملت إدارة نادي نوروز اتفاقها مع المهاجم البرازيلي جيلمار لاعب دبا الحصن الإماراتي لتمثيل فريقها الكروي لموسم واحد.
وتعاقدت إدارة نادي الحدود مع اللاعب علي محسن لتمثيل فريقها الكروي موسماً واحداً قادماً من فريق أربيل، وجدد حسين جبار تعاقده مع الحدود موسماً آخر، وأنظم المدافع عباس ماجد لكتيبة الفرسان قادماً من الطلبة لموسم واحد، بينما جدد علي حسن تعاقده مع الحدود لموسم آخر.
8 مدربين عرب وأجانب في دوري النجوم
واصلت انفوبلس رحلة البحث عن مفاجآت نسخة دوري النجوم الثانية التي انطلقت أمس الجمعة، وتوصلت إلى أن تعاقدات الأندية لم تقتصر على اللاعبين المحترفين فقط، بل شملت حتى المدربين والذي وصل عددهم إلى 8 ما بين عربي وأجنبي.
ويُعد وجود 8 مدربين من غير العراقيين في الدوري العراقي، أمراً غير مسبوق، ويمثل منهاجاً جديداً بدأت تعتمده إدارات الأندية العراقية في التعاقد مع مدربين عرب وأجانب، بدلاً من الاستعانة بالمدربين العراقيين مثلما كانت تفعل في المواسم الماضية.
وحافظ 3 مدربين من غير العراقيين على مواقعهم في الدوري العراقي في الموسم المقبل، بعد أن حضروا فيه في الموسم الماضي، وهم القطري طلال البلوشي مع فريق زاخو، والمصري هيثم شعبان مع فريق الكرخ، والسوري أيمن الحكيم مع فريق القاسم.
وسيحضر 5 مدربين عرب وأجانب لأول مرة في الدوري العراقي خلال الموسم المقبل وهم القطري وسام رزق مع فريق القوة الجوية، والسويدي مسعود ميرال مع فريق دهوك، والإسباني بابلو غرانديز مع فريق الميناء، والبرازيلي جورفان فييرا مع فريق نوروز، والكرواتي اندريه باناتيش مع فريق نفط البصرة.
طريقة بث الدوري
ثمة مشكلة أزلية مع بداية كل انطلاقة للدوري العراقي سواء بنسخة النخبة أو حتى المحترفين (النجوم) إذ تزايدت الدعوات من شخصيات رياضية عراقية لنقل مباريات عبر القنوات الرسمية للدولة بدلاً من منح حقوق البث لقنوات استثمارية "مشفرة"، بهدف إتاحة الفرصة للجميع لمتابعة المباريات خاصة ذوي الدخل المحدود.
الدعوات هذه جاءت بعد احتكار بعض القنوات لحقوق البث مقابل اشتراك شهري أو سنوي، وما فاقم الأزمة طلب الاتحاد العراقي لمبلغ 40 مليار دينار من أجل بيع حقوق البث، وهذا ما لا تمتلكه غالبية القنوات الأمر الذي صعّب مهمة جعل المباريات مجانية، وفق مصادر.
لكن مصادر أخرى قالت، إن حسم نقل مباريات الدوري قريب جدًا من شبكة الإعلام العراقي التي تنتظر الدولة تمويلها بالمبلغ الذي طلبه الاتحاد.
وأشارت المصادر إلى أن منافسة شبكة الإعلام العراقي تقتصر على قناة الرابعة، التي تدخل بقوة في السباق من أجل حسم حقوق النقل لصالحها، وبالتالي إبقاء بث الدوري عبر قنواتها المشفرة والاستمرار في رحلة الاستثمار.
وأوضحت، أن قناة الكأس القطرية ترغب أيضاً في شراء حقوق عدد من المباريات المهمة، بما في ذلك المباريات الجماهيرية.
"التشفير" يحرم أصحاب الدخل المحدود
وبهذا الصدد، شدد نائب رئيس نادي الكرخ حيدر لازم، على ضرورة نقل منافسات الدوري عبر القنوات العراقية، واصفًا إياها بـ"قناة الشعب والجماهير الرياضية".
وقال لازم، إن أصحاب الدخل المحدود سيستفيدون من هذا القرار، مؤكدًا أن التشفير سيكلفهم كثيرًا ويحرمهم من متابعة المباريات بسهولة.
أما رعد ناهي، كبير المعلقين العراقيين، فقد أشار إلى أن الجماهير تنتظر أخبارًا سارة من رئيس الوزراء بخصوص حقوق النقل.
وأضاف ناهي، إن "نقل الدوري عبر القنوات العراقية سيُسعد الجماهير ويُجنّبهم عناء التشفير الذي يحرم شريحة كبيرة من أصحاب الدخل المحدود من متابعة المباريات".
كرة القدم "للفقراء"
من جانبه، عبّر عضو إدارة نادي نوروز جيگر عبد الله، عن أمله بأن تكون مباريات الدوري غير مشفرة، مشيرًا إلى أن الطبقة المتوسطة والفقيرة لا تستطيع تحمل تكاليف الاشتراك في القنوات المشفرة.
وأضاف عبد الله، إن أغلب العراقيين يمرون بوضع اقتصادي صعب، وأن كرة القدم تُعد الرياضة المحببة للفقراء، مناشداً الحكومة العراقية بمنح حقوق النقل للقنوات العراقية وقطع الطريق أمام القنوات الاستثمارية التي تسعى لاستغلال الدوري لأغراض تجارية.