ديربي الزوراء والجوية و"متلازمة" الفوضى.. متى تنتهي "عشوائية" دخول المباريات الجماهيرية وتُحل عقدة البطائق؟
انفوبلس/ تقارير
مرت مباراة الكلاسيكو بين القوة الجوية والزوراء بإيجابياتها وسلبياتها، التي انتهت بالتعادل السلبي دون أهداف، إلا أن الحديث عن المستوى الفني لم يكن مثار جدل بقدر ما تعالت الأصوات في الأوساط الرياضية حول الفوضى التي أحاطت بالمستطيل الأخضر. حيث شهد الديربي دخولاً فوضوياً بدون بطاقات، فضلا عن رفع أعلام دول أجنبية في المدرجات التي شهدت توترا كبيرا، ما جعل غالبية الوسط الرياضي يجمع على ضرورة مراجعة تجربة الديربيات في البلاد.
*تنظيم سيئ
شهدت المباراة سوء تنظيم توقف عنده الجميع برغم التصريحات التي سبقت المباراة والمطالبات بضرورة عكس صورة جيدة عن الملاعب العراقية لاسيما في ظل المحاولات لاستضافة كأس آسيا 2031.
وقال عدد من المحللين الرياضيين، إن "التنظيم كان سيئاً للغاية، بل إن دخول الجماهير بدون بطاقات ونزول بعضهم إلى المضمار فيه مجازفة بأرواحهم فضلا عن إساءة للكرة العراقية".
وحمّل المحللون وزارة الشباب والرياضة مسؤولية الفوضى التي شهدها الملعب كاشفاً أن التنظيم كان من مسؤولية الوزارة على خلاف جميع بلدان العالم، حيث تُعد مهمة إدارة المباريات وتنظيمها ومراقبتها وجميع التفاصيل من مهمة اتحاد الكرة وهذا ما لم يحدث في الديربي الأخير.
ودعا المحللون الرياضيون، وزارة الشباب والرياضة إلى منح الاتحاد مسؤولية التنظيم وإدارة المباريات مؤكداً أن الاتحاد سيتحمل كل التبعات بإخراج مباريات لائقة تليق بسمعة العراقية، وتسهم في إرسال صورة مقنعة عن الدوري العراقي إلى الفيفا.
*مباراة مضغوطة جماهيريا
من جانبه قال أحد المدربين في دوري نجوم العراق، إن "المباراة كانت مضغوطة جماهيريا ودخول بعض الجماهير بدون بطاقات ونزول بعضهم إلى المضمار زاد اللاعبين ضغطا وأثّر على مستوى المباراة فنيا، لذا اختفت اللمحات الفنية مع أنها تجمع قطبي الكرة العراقية".
وأضاف، إن "التنظيم كان أسوء ما في المباراة، حيث سادت الفوضى الملعب وفقد الجميع تركيزه ومن حسن الحظ أن المباراة انتهت بالتعادل وإلا قد حدثت أحداث شغب".
*جدل تحكيمي
وبالإضافة إلى الفوضى التي رافقت المباراة، أثار الديربي جدلا تحكيميا واسعا واعتراضات بالجملة على قرارات الحكم الدولي مهند قاسم الذي أدار المباراة.
وقال أحد المدربين، "الزوراء يفوز بهدفين بعد طرد أربعة لاعبين من الجوية ولاعب من الزوراء... نعم هكذا كان المفروض أن يكون عنوان مباراة كلاسيكو الدوري بين فريقي الزوراء والجوية، فقد كانت قرارات الحكم أغلبها خاطئة وتغاضى عن احتساب ضربتي جزاء للزوراء مع طرد حارس مرمى الجوية في ثاني ضربة جزاء وكارت أحمر بوجه همام طارق الذي ضرب الحكم وسبّه وكارت أحمر ضد سعد عبد الأمير الذي ضرب بشكل عنيف أفضل لاعب في المباراة لؤي العاني وكارت أحمر للاعب حسين جبار الذي ضرب بشكل عنيف ومتعمد أفضل مدافع شاب سجاد حسين".
وتابع، "المفارقة أن الكارت الأحمر الوحيد الذي شهره كان ضد مدافع الزوراء الحويبيب من نفس الحالة التي تعرض لها لاعب الزوراء قرب مرمى الجوية".
أما الخبير التحكيمي جمال الشريف فقال، إن قرار حكم مباراة الجوية والزوراء مهند قاسم صحيح ولا توجد ضربة جزاء لقوقية".
وأضاف، "لا وجود لركلة جزاء في هذه الحالة، لأن حارس مرمى نادي القوة الجوية ارتمى باتجاه الكرة في محاولة الوصول إليها بكف يده اليمنى، ولم يرتمِ باتجاه قدم أو الساق اليسرى لحسن عبد الكريم لاعب الزوراء".
وتابع، "التلامس هنا في إطار المنافسة، ولم يؤثر على قدرة لاعب الزوراء من أجل الوصول إلى الكرة، لأن حارس المرمى ارتمى إليها، ما جعل حسن عبد الكريم يفضل عملية الارتماء باتجاه اليسار على الحارس، في محاولة لإيحاء الحكم بوجود مخالفة، وبالتالي قرار الحكم كان صحيحاً، لأنه لا توجد ركلة جزاء لصالح الزوراء".
*رفع علم السعودية
وفضلا عن الشد والجذب في المباراة، والضغط والتوتر بين الجماهير، إلا أن الديربي شهد ما هو أبعد من ذلك وهو رفع أعلام دول أجنبية في المدرجات في سابقة تحدث لأول مرة في تاريخ الدوري العراقي.
ورفع أحد الجماهير علم السعودية ليبقى يرفرف به لوقت غير قصير خلال المباراة، في خطوة عدها المتابعون بالاستفزازية ولا تتناسب مع أجواء المباراة.
أثار هذا التصرف جدلا واسعا، ولما السعودية بالتحديد، وسط تساؤلات ماذا كان سيحدث لو تم رفع علم إيران في المدرجات.
*دعوات لمراجعة تجربة الديربي
وبعد كل ما حدث، طالبت الأوساط الرياضية بمراجعة تجربة الديربي في العراق والارتقاء بتنظيم المباريات التي تجمع الفرق الجماهيرية الكبيرة، فضلا عن وضع عقوبات صارمة بحق النادي في حال مخالفته وجماهيره للوائح والشروط.
كما طالبت الأوساط بإسناد مهمة تنظيم الديربيات في العراق إلى الاتحاد العراقي وليس وزارة الشباب والرياضة، وتنظيم آلية توزيع التذاكر وضرورة تخفيض أسعارها أو توحيدها وضمان حصول الجميع عليها كي لا يتكرر ما حدث في المباراة الأخيرة التي شهدت دخول العديد من الجماهير دون بطاقات.