رابح ماجر "يتفرج" وهيئة الإعلام تحذر.. الرأي العام "غاضب بشدة" بعد المشادة "المهينة" بين حكيم شاكر وصفوان عبد الغني.. لماذا يتعمد حيدر زكي خلق الأزمات؟
انفوبلس/ تقارير
ضجيج وتأجيج، وخروج سافر عن أخلاقيات المهنة، يتبعه تسقيط وابتزاز ومشاكل مُفتعلة، هذا ما وصلت إليه بعض البرامج الرياضية في العراق، فالمشادة الأخيرة المُهينة بين المدرب حكيم شاكر والمحلل صفوان عبد الغني وما لحقها من أزمة اللاعب المغترب دانيلو السعيد تثبتان بما لا يقبل الشك بأن هناك من يفتعل الخلافات مع كل استحقاق للمنتخب ولعل في مقدمتهم مقدم برنامج "استوديو الجماهير" على قناة دجلة حيدر زكي الذي بقيَ يدفع بالطرفين، وسط مشاهدة من النجم العالمي رابح ماجر الذي كان حاضرا داخل الاستوديو، ما دفع هيئة الإعلام والاتصالات إلى إصدار بيان تحذيري لتلك البرامج، فماذا جاء فيه؟ ولمصلحة مَن يحدث كل ذلك؟
*مشادة مهينة
في مشادة وُصِفت بالمهينة، استعرض قبل أيام المحلل الرياضي صفوان عبد الغني والمدرب الكروي حكيم شاكر عضلاتهم على بعضهم أمام الملأ وفي البث المباشر وبحضور النجم العالمي رابح ماجر، حيث تكلم الأول عن التزوير السابق في المنتخب لينتفض الثاني بوجهه ويبدأ كيل الاتهامات بين الطرفين لدرجة وصلت إلى مرحلة التخوين والتشكيك بالولاء للوطن.
المشادة تطوّرت وأدت إلى انسحاب حكيم شاكر من برنامج استوديو الجماهير متهماً عبد الغني بأنه ضمن عصابة دمرت الكرة العراقية.
وقال شاكر مخاطباً عبد الغني، "انت تسقّط بالمدرب العراقي وما يشرفني أكعد وياك". ليرد عليه عبد الغني، "احتراما للضيوف العرب ما راح اجاوبك".
انسحاب حكيم من البرنامج جاء بسبب تكلم صفوان عبد الغني عن التزوير في الأعوام السابقة، وانتقاده لطريقة إدارة المدرب المحلي للمباريات، الأمر الذي لم يألفه حكيم وانتفض بوجه عبد الغني متهماً أياه بشن حملات لتسقيط المدرب واللاعب المحليَّين.
*حيدر زكي.. افتعال الأزمات، بل خلقها!
لعل التركيز قليلا على المشاكل والمشادات والأزمات التي حدثت خلال الأعوام الماضية يبين أن غالبيتها العظمى خرجت من برنامج واحد واستوديو واحد ألا وهو استوديو الجماهير لمقدمه حيدر زكي والذي كثيرا ما تم اتهامه بتلقي مبالغ مالية تارة لضرب الاتحاد وتارة أخرى لضرب شخصيات رياضية محددة.
ووفق مراقبين، فإن زكي يتعمد استضافة بعض الشخصيات المثيرة للجدل ويحرص على توجيه أسئلة من شأنها تفجير أزمة وخلق حالة من التوتر في الشارع الرياضي.
ويرى هؤلاء، أن ما يفعله زكي بعيد كل البعد عن أخلاقيات العمل الصحفي لاسيما وأنه متهم بوقوفه وراء العديد من الأزمات وعدم قدرته على احتواء أي مشادة تحدث في برنامجه وذلك لخلق حالة من "الشو" الإعلامي لاسيما بعد اشتداد المنافسة بينه وبين "علي نوري" الذي بدأ هو الآخر بسلك طريق زكي خاصة بعد مشادته المهينة أيضا مع الدكتور عدنان لفتة.
*هيئة الإعلام تحذر
وعقب تلك الأحداث، أصدرت هيئة الإعلام والاتصالات، اليوم الخميس، توجيهاً للقنوات الرياضية.
وجاء في الوثيقة الصادرة من الهيئة الى المؤسسات الإعلامية، "استناداً الى الصلاحيات المخولة لهيئة الإعلام والاتصالات بموجب الأمر 65 لسنة 2004 النافذ، ونظراً لما تم رصده في بعض البرامج الرياضية التي تُبث في القنوات العراقية من حوارات متشنجة تخلق فجوة بين الجمهور العراقي في دعم المنتخب الوطني وبعيدة كل البعد عن الأداء المهني والتخصصي لهذه البرامج والهدف الذي يقف خلف وجودها، الأمر الذي يؤدي الى التشويش على الجمهور الرياضي العراقي والتأثير سلباً في معنويات لاعبي منتخبنا الوطني وهم يخوضون غمار بطولة كأس آسيا".
ودعت هيئة الإعلام والاتصالات "القنوات الفضائية ومقدمي البرامج الرياضية الى الالتزام بالأداء المهني والتركيز على توحيد الصف والابتعاد عن المناكفات والموضوعات المثيرة للجدل".
وأكدت ضرورة "عكس أبهى صورة عن عراقنا الحبيب ودعم منتخبنا الوطني في هذه البطولة".
*تشهير وتسقيط
ويعتقد الصحفي البصري فؤاد لطيف السوداني/ أن "العديد من البرامج الرياضية التي تُبث عبر القنوات الفضائية لم ترتقِ بأسلوبها المهني الى تقديم برنامج يعيد الذاكرة الى برنامج (الرياضة في أسبوع) حين كان النقد البنّاء عنواناً لهذا البرنامج، أما اليوم فقد أصبح مقدمو البرامج مثل بورصة للأوراق المالية من خلال التشهير والتسقيط بعيداً عن الإطار الرياضي المثقف، على النقيض من البلدان المجاورة التي استغلت البرامج الرياضية للتسويق الإعلامي لبلدانها، مرة لنجومها وأخرى للمنشأة، مع التشويق والمتعة من حيث أسلوب الطرح لدى مقدمي البرامج".
*سُمعة بلد
من جانبه، يقول الصحفي الرياضي نبيل الزبيدي، إن "آراء الشارع، في مختلف وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة، متفاوتة بين الجمهور والمتابع الرياضي، ومن هذا الجانب اتجهت بعض القنوات للاهتمام بالواقع الرياضي من خلال تخصيص أوقات محددة لتسليط الضوء على أهم النشاطات التي تُقام هنا أو هناك، وهي تُعد محطة إيجابية، لكن في الوقت نفسه، فإن البعض الآخر يعمل بشكل سلبي، ويحاول الإساءة إلى الرياضة العراقية من خلال بث الأكاذيب والافتراءات لمصالح جهات باتت معروفة للقاصي والداني، وهي تؤثر بشكل كبير على سُمعة البلد".
*برامج "مُسيّسة وغير مهنية"
وعدّ نجم كرة الشرطة المدافع كريم نافع، أن "غالبية البرامج الرياضية مُسيّسة وغير مهنية وهي سبب مهم في إحداث مشاكل ومعاناة للكوادر التدريبية التي تقود منتخباتنا الوطنية، فالعديد من مقدمي البرامج يتدخلون في أمور ليست من اختصاصهم وهذا أمر سلبي".
وبين، أن "الأمر الإيجابي، الذي ينبغي على هذه البرامج التركيز عليه، هو تشخيص حالات سلبية فنية وإدارية، وهذا بالتأكيد سوف يُحسب لها، وهو شيء مهني بلا أدنى شك، لكن –للأسف- فإن العديد من البرامج تعمل بعيداً عن الحقيقة لمصالح لا يعلمها إلا الله والراسخون في العلم! والعاقل يفتهم!".
*مركز النخيل يتأسف
بدوره، عبّر مركز النخيل للحقوق والحريات الصحفية، عن أسفه للمستوى الهابط الذي وصلت اليه بعض البرامج الرياضية، مؤكدا أن بعض المقدمين الرياضيين يتعمدون تحويل برامجهم لـ"سيرك" وممارسة الابتزاز والتسقيط.
وجاء في بيان المركز، "يأسف مركز النخيل للحقوق والحريات الصحفية، للمستوى الهابط الذي وصلت إليه بعض البرامج الحوارية الرياضية في العراق خلال الفترة الماضية والتي تتعمد الخروج عن السياق المهني وحتى الذوق العام".
وتابع، أن "ما يؤسَف له كثيرا تعمُّد بعض مقدمي البرامج الرياضية تحويل برامجهم الى ما يشبه "السيرك" دون مراعاة أدنى معايير المهنية الإعلامية، فضلا عن ممارسة الاستهداف المباشر لبعض الشخصيات والجهات الرياضية بهدف الابتزاز والتسقيط، ما جعلهم نموذجا سيئا للإعلام".
وختم المركز بيانه، "نؤكد مجددا أن حرية الرأي والتعبير وممارسة العمل الإعلامي هي مسؤولية أخلاقية ومهنية كبيرة تحتّم على ممارسيها أن يكونوا أهلا لها وعدم استغلال مساحة الحرية لأغراض سيئة".
*تحذير نيابي !
بدوره، حذر النائب عادل الركابي عضو لجنة الشباب والرياضة، اليوم الخميس، من قنوات تبث الخلافات في صفوف المنتخب الوطني.
وقال الركابي، في تدوينة على منصة إكس جاء نصها: "المنتخبات في دول العالم عندما تدخل البطولات تحظى بدعم الإعلام الوطني، هيئة الإعلام هناك قنوات وإعلام رياضي يشنّون حملة تسقيط وبث الخلافات في صفوف أبطال المنتخب الوطني فلمصلحة مَن الذي يحصل؟ وما هي إجراءات الهيئة؟ منتخبنا الوطني.. قلوبنا معكم".
*غضب كبير في الرأي العام
لقد ولّدت الأحداث الأخيرة حالة من الغضب في الرأي العام، فمشادة حكيم وصفوان، وأزمة دانيلو السعيد، وشائعات الخلافات داخل المنتخب الوطني في قطر فجّرت حالة من السخط لدى الشارع الرياضي الذي طالب بمحاسبة كل من يتعمد التأثير على المنتخب الوطني في الاستحقاق الآسيوي المهم.
وبهذا الصدد، قال أحد المدونين، "من يريد الطمأنينة الرياضية، وأن تسود الأجواء الجميلة في بعثة المنتخب الوطني، فعليه أن يغلق برنامج حيدر زكي ومنع مقدمه من الظهور على وسائل الإعلام كونه المسؤول الأول عن معظم المشاكل التي تحدث في الرياضة العراقية".
في حين قال أحد مشجعي المنتخب، "والله فشلتونا وخزيتونا أمام العالم بوجود مدرب عالمي – يقصد رابح ماجر - وأمام الملايين. شنو هل تصرفات؟.. قناة دجلة تتحمل المسؤولية أمام الرأي العام العراقي بسبب سوء تصرف مقدم البرنامج وعدم إسكات حكيم شاكر وجعله يتكلم براحته.. وعلى القناة تقديم اعتذار رسمي للجماهير الرياضية.. هاي سمعة بلد!".
بينما قال مشجع آخر، "بعدنة بأول اسبوع من بطولة آسيا، البرامج الرياضية العراقية وأمام الضيوف العرب: عركة حكيم شاكر ،عركة رياض عبد العباس، عركة عدنان لفتة ،عركة محمد خلف (وي روحة يتعارك)، عركة دانيلو،عركة منتظر.. تخيلوا فقط بأسبوع واحد كل هذا حدث.. خزيتونة طيح الله حظكم".