رفض محلي للصافرة العراقية وجدل يضعها بشكوك كبيرة.. سببان رئيسيان وراء التراجع وانفوبلس ترصد أبرز الحالات المثيرة
انفوبلس/ تقارير
يواجه حكام دوري نجوم العراق انتقادات لاذعة من جانب الشارع الرياضي العراقي، الذي طالب بتغيير الحكام نتيجة قرارات جدلية تصاحب المباريات، لاسيما تلك التي تكون الفرق الجماهيرية طرفًا فيها. ورغم وجود تقنية الـ"VAR" إلا أنها لم تشفع بإنهاء الجدل التحكيمي في الملاعب العراقية لدرجة أن نادي الميناء طالب بحكام أجانب حتى لهذه التقنية. فما أسباب تراجع الصافرة العراقية؟ ولماذا استُبعدت تلك الصافرة من نهائيات كأس العالم؟ إليك أبرز المباريات والحالات التي أثارت جدلا تحكيميا مع انتهاء المرحلة الأولى من دوري النجوم.
*رفض محلي للصافرة العراقية
لم تكن الصافرة العراقية مرحَّباً بها كثيرا في السنوات السابقة، لكن ما كان يكبح جماح التصعيد ضدها هو افتقار المسابقة إلى تقنية الـ"VAR" وعدم وجود دوري محترفين بما يضم من كوادر ولوائح وكاميرات يمكنها على الأقل إعادة الحالة المشكوك فيها أكثر من مرة.
لكن وبعد مجيء تلك التقنية، لم تتحسن الأحوال كثيرا واستمر الجدل حول الأداء التحكيمي في العراق إلى آخر مباراة في مرحلة الدوري الأولى، ما جعل الحكام العراقيين محط شكوك كبيرة، فهل من دوافع وراء ما يحدث؟ وما السر وراء تكرار الأخطاء رغم وجود هذه التقنية التي لا تقبل أنصاف الحلول؟ تتساءل الجماهيرية العراقية.
*أبرز الحالات الجدلية خلال المرحلة الأولى من الدوري
ارتبطت الحالات الجدلية في دوري نجوم العراق بالعديد من الفرق لاسيما الجماهيرية منها، حيث واجه حكم مباراة القوة الجوية أمام الزوراء مهند قاسم انتقادات كبيرة من قبل جماهير النوارس، التي اتهمت الحكم بعدم احتساب ركلة جزاء لفريقها في الدقائق الأخيرة من الكلاسيكو.
كما واجه الحكم سالم عامر انتقادات كبيرة في مواجهة القوة الجوية والقاسم، بعدما قرر احتساب ركلة جزاء لفريق الجوية، الأمر الذي أغضب إدارة فريق القاسم، ودفعتها إلى توجيه الفريق بالانسحاب فورًا من المباراة، ليطلق الحكم صافرته بنهاية المباراة التي كانت تشير نتيجتها إلى التعادل السلبي، ما جعل الاتحاد العراقي يدرس الاستعانة بحكام من دول الجوار.
كما رافقت مباراة الزوراء والميناء الأخيرة العديد من الحالات التي أثارت جدلاً تحكيمياً، ما دفع نادي القاسم إلى إصدار بيان شديد اللهجة كما سيتم توضيح مضمونه في قادم السطور.
*نادي الميناء يطالب بحكام أجانب
وفي آخر تطورات الجدل التحكيمي في البلاد، أصدر نادي الميناء يوم أمس بيانا شديد اللهجة اعترض فيه على حكم مباراته أمام نادي الزوراء والتي خسرها الفريق بثلاثة أهداف لهدف واحد.
وقال النادي في بيانه الذي ورد لشبكة انفو بلس، "إلى اتحاد العاصمة، نتحدث وكلنا أسف لما وصلت له الصافرة العراقية من مستوى متدنٍّ حيث فقدت حياديتها بعمد بعد أن كنا نشك بذلك، لكن بعد أكثر من جولة أصبح يقين لدينا هناك تعمد وتقصد من الاتحاد ولجنة الحكام باستقطاب حكام دون المستوى لقيادة مباريات الميناء".
وأضاف النادي، "حتى مع تقنية الـ VAR ظهر للجميع أن التغاضي عن احتساب ركلات جزاء صحيحة لفريقنا نهج يسير عليه الحكام الذين يفتقدون لأبجديات التحكيم".
وطالبت إدارة النادي وفق البيان، بـ"إناطة مهمة التحكيم لمباريات الميناء الى صافرة دولية او أجنبية وحكام فيديو أجانب بعد أن فقدنا الثقة بالصافرة المحلية حفاظاً على حقوق نادينا".
*سببان رئيسيان وراء تراجع أداء حكام
وعقب الجدل الكبير والرفض المحلي للصافرة العراقية، حدد الخبير في مجال التحكيم رعد سليم ، سببين رئيسيين وراء تراجع أداء حكام دوري نجوم العراق في الموسم الجاري 2023-24.
وقال سليم ـ وهو حكم دولي عراقي سابق ـ: إن "الشارع الرياضي العراقي غير راضٍ عن قرارات الحكام في أغلب المباريات، لاسيما فيما يتعلق بمباريات الفرق الجماهيرية، نشاهد الاعتراضات من قبل الإداريين والمشجعين، وكل مَن له علاقة في دوري نجوم العراق يتحدث الآن عن التحكيم".
وأوضح قائلاً: "سبق وأن طرحت فكرة عن إمكانية الاستعانة بحكام من خارج العراق، من خلال توقيع بروتوكول تعاون وتبادل حكام مع دول الجوار، هذه التجربة ليست جديدة، حين كنت في الاتحاد العراقي، أرسلنا طواقم تحكيمية بطلب من الأردن وقطر وإيران، والأمر بدا ناجحًا جدًّا".
وأضاف: "تبادل الحكام والخبرات مع بقية الدول الأخرى أجدها حالة إيجابية، وتعود بالمنفعة الكبيرة على واقع التحكيم في العراق، لعل أبرزها هو تخفيف الضغط عن حكام دوري نجوم العراق، لأنهم يواجهون ضغوطًا كبيرة جعلتهم في مرمى الانتقادات من قبل الجميع".
وبيّن: "أبرز أسباب تراجع مستوى الحكام في دوري نجوم العراق يكمن في الاستقالات الكثيرة بلجنة الحكام، والتي تسببت بعدم استقرارها، وأيضًا بسبب عدم تلقي الحكام أجورهم منذ 16 جولة، فضلًا عن بعض المتعلقات من الموسم الماضي، ولو تم حلُّ هذين الأمرين، أعتقد أن التحكيم العراقي سيستعيد بريقه مجددًا".
*الاتحاد العراقي يدرس الاستعانة بحكام من دول الجوار
وفي الشهر الماضي، وعقب اشتداد الجدل حول الأخطاء التحكيمية في الدوري، ألمحَ رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم عدنان درجال، بإمكانية الاستعانة بحكام من دول الجوار لقيادة المباريات في دوري نجوم العراق.
وذكر الاتحاد في بيان ورد لشبكة انفوبلس، أن "الرئيس عدنان درجال، عقد اجتماعًا مع لجنة الحكام في مقر الاتحاد، بحضور عضوَي المكتب التنفيذي للاتحاد غانم عريبي ومحمد ناصر، والأمين العام للاتحاد محمد فرحان، وتناول الاجتماع التباحث في الأمور والقضايا التي تخص العملية التحكيمية، وإيجاد السبل الكفيلة للارتقاء بواقع التحكيم".
ونقل البيان عن درجال قوله: "نعُدُّ التحكيمَ من ركائز النجاح في المنظومة الكروية، ومن أهم المقومات في قيادة المباريات إلى برِّ الأمان، لذلك نسعى جاهدين إلى توفير جميع مستلزمات النجاح للحكام".
وأضاف رئيس الاتحاد العراقي: "لابد من أن تكون هناك متابعة مستمرة من قبل لجنة ودائرة الحكام لمباريات الدوري بعد كل جولة، لتشخيص السلبيات وتعزيز الإيجابيات، من خلال إقامة جلسات التحليل ومناقشة الجوانب التحكيمية، بطريقة تساعد على تطوير أداء الحكام وتقليل الأخطاء في المباريات".
وتابع: "يتعين تفعيل الاتفاقيات الثنائية مع دول الجوار، بتبادل الحكام لقيادة المباريات، وهي خطوة تسهم في زيادة خبرات حكامنا، والاستفادة من حكام دول الجوار".
*أسباب إبعاد الصافرة العراقية عن نهائيات كأس العالم
وعن أسباب إبعاد الحكام العراقيين من التحكيم في كأس العالم، أكد الحكم الدولي السابق صباح عبد أن التحكيم العراقي لن يحضر أبدًا في نهائيات كأس العالم 2026، المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، لأسبابٍ عديدةٍ؛ منها ما يتعلق بالعلاقات وأخرى مرتبطة بالتدرج في قيادة المونديال للفئات العمرية.
وقال صباح عبد، إن هناك أسبابا عديدة وراء غياب التحكيم العراقي عن النسخ السابقة -كما أتوقع عدم مشاركته في النسخ المقبلة- منها أن اتحاد الكرة لا يملك علاقات قوية مع شخصيات ذات نفوذ في الاتحادَين الدولي والآسيوي"، بحسب winwin.
ويعتقد الحكم الدولي السابق أن هذا يُضعف حظوظ التحكيم العراقي في الوجود بالمونديال، فضلًا عن أن الحكم العراقي لا تصله فرص قيادة مباريات بمونديال الفئات العمرية للناشئين والشباب والكبار، فضلًا عن غيابه الدائم عن قيادة المباريات في نسخ الأولمبياد، مضيفًا: "جميع هذه الأسباب تجعل من وجود الحكم العراقي في المونديال أشبه بالحلم".
*خلاصة
إن التحكيم في الدوري العراقي يواجه تحديات كبيرة، تتطلب جهودًا جادة للتغلب عليها، ويتطلب ذلك تعزيز النزاهة والكفاءة فيه، وتقديم الدعم اللازم لتطوير قدرات الحكام، وتحسين بيئة العمل الرياضية بشكل عام، مع إعداد جيل جديد من الحكام بمنهج علمي واختيار على أسس البناء الشخصي القوي، فإذا تم تحقيق هذه الخطوات، فإنه يمكن أن يكون للتحكيم العراقي دور بارز في تطوير كرة القدم، وبناء مستقبل أفضل للرياضة في البلاد.