سجال فقدان تقنية الـVAR في دوري نجوم العراق يعود.. الاتحاد العراقي "حائر" بسبب الديون

انفوبلس/ تقرير
أثّرت الأزمة المالية وتمويل الاتحاد العراقي لكرة القدم على جميع مفاصله ولا سيما المتعلقة بدوري نجوم العراق بموسمه الحالي 2024-2025، حيث ظهرت ملامحها في مباراة الشرطة والزوراء، والتي أُقيمت على ملعب الشعب الدولي بعد استخدام حكم التقنية دفتر ملاحظات ومسطرة للتأكد من حالة التسلل، فهل بات مهدداً بفقدان تقنية الـVAR؟ وما قصة ديون شركة ميديا العالمية؟
يعاني الاتحاد العراقي لكرة القدم، من أزمة مالية "خانقة" أسهمت بشكل كبير في التأثير على واقع الدوري العراقي المعروف بـ"دوري نجوم العراق"، وعلى وجه التحديد فيما يتعلق بأجور الحكام وتقنية حكم الفيديو المساعد الـVAR.
وكان الاتحاد المحلي للعبة قد تعاقد مع رابطة "لا ليغا" لإطلاق الدوري العراقي للمحترفين، حيث تم تطبيق جميع الأمور التقنية المتعلقة بتقنية حكم الفيديو المساعد "VAR"، والتقنيات الأخرى المرتبطة بها. وتتولى رابطة "لاليغا" الإشراف على دوري نجوم العراق، بموجب اتفاقية بين الرابطة والاتحاد العراقي لكرة القدم، بدأت منذ الموسم الماضي 2023-2024.
ماذا حدث في مباراة الشرطة والزوراء
ضمن منافسات الدوري العراقي وأثناء البث المباشر للمباراة في قمة مباريات الجولة 29 من المسابقة، والتي أقيمت على ملعب الشعب الدولي، أظهر مخرج اللقاء لقطة من داخل غرفة الـVAR، أن حكم التقنية استخدم دفتر ملاحظات ومسطرة للتأكد من حالة التسلل التي وقع فيها لاعب الزوراء إبراهيم توميوا، إذ تم إلغاء الهدف بناءً على قياس الحالة بهذه الطريقة.
كان الزوراء قد تغلب على الشرطة بهدف من دون رد يوم أمس، في قمة مباريات الجولة 29 من دوري نجوم العراق، ليرتقي النوارس إلى صدارة الترتيب العام برصيد 61 نقطة، فيما توقف رصيد الشرطة عند النقطة 59 في وصافة الترتيب مع امتلاكه لمباراة مؤجلة.
وبحسب مسؤولين في الاتحاد، فإن الأخير سبق وأن تعاقد مع شركة ميديا العالمية من أجل توفير تقنية حكم الفيديو المساعد (VAR)، وأيضًا تقنية خط التسلل الوهمي، بالتالي هذه رخصة تمنح من قبل الشركة المعنية ويتم تجديدها سنويًّا، ولكن لم يتم تجديد الرخصة مؤخرًا، بسبب الديون الكبيرة التي أثقلت كاهل الاتحاد العراقي، خصوصًا وأنه يمر بأزمة مالية كبيرة جدًّا بعد غياب الدعم الحكومي.
كما أن شركة ميديا العالمية لديها بذمة الاتحاد العراقي 500 ألف دولار، وبعد تأخر الجانب العراقي في دفعها، قررت اللجنة إيقاف تجديد الرخصة وفي المستقبل القريب سيتم إيقاف رخصة تقنية حكم الفيديو المساعد (VAR) أيضًا، في حال لم يتم إيجاد حل في القريب العاجل، إذ يدرس الاتحاد العراقي اللجوء للشركات الراعية من أجل توفير المبلغ الذي بذمتها، وكذلك من المؤمل أن تكون هناك جلسة قريبة بين الاتحاد العراقي ورئيس الحكومة العراقية، وفقا للمسؤولين.
والاتحاد المحلي يركز حاليًّا على ملف مدرب العراق الجديد، خصوصًا وأن عملية التعاقد ستكون مكلفة، كما أن الاتحاد مستمر بإجراءاته القانونية بحق المدرب الإسباني المقال خيسوس كاساس، إذ لم يتم الانتهاء من القضية بشكل ودي، كون الاتحاد العراقي رفع شكوى رسمية ضد المدرب لدى محكمة النزاعات الرياضية لدى فيفا (كاس)، بسبب عدم امتثاله لتوجيهات الاتحاد العراقي.
وكان الاتحاد العراقي لكرة القدم، قد قرر فسخ عقد المدرب الإسباني خيسوس كاساس وكادره المساعد بسبب إخلالهم الجسيم بالالتزامات التعاقدية وقد تم اتخاذ هذا الإجراء استنادا إلى المادة (14) من لائحة أوضاع اللاعبين وانتقالاتهم حسب البيان العراقي.
وتعقّدت مهمة منتخب العراق في التأهل المباشر إلى مونديال 2026، بعد تراجعه إلى المركز الثالث في مجموعته برصيد 12 نقطة، بفارق أربع نقاط عن المتصدرة كوريا الجنوبية، ونقطة واحدة خلف منتخب الأردن، صاحب المركز الثاني. وتنتظر العراق مواجهتان حاسمتان في الجولتين التاسعة والعاشرة من التصفيات؛ الأولى أمام كوريا الجنوبية في البصرة، 5 يونيو/ حزيران المقبل، والثانية أمام الأردن بالعاصمة عمّان، في العاشر من الشهر نفسه.
وبحسب حديث سابق للمدرب خلف كريم، فإن الاتحاد العراقي في حيرة من أمره بسبب الأزمة المالية الخانقة التي يمر بها حاليا، إذ سبق وأن حصل على وعود من قبل رئاسة الوزراء بتمويل الأندية وتخصيص 4 مليارات دينار عراقي لكل ناد، يذهب منها مليار واحد لأعمال صيانة الملعب والثلاثة الأخرى لمصروفات الفرق واللاعبين ولكن لربما هذه الأموال لم تصل من الحكومة لغاية الآن بسبب الأزمة المالية التي تمر بها البلد.
كذلك إدارات الأندية شعرت بالحيرة أيضا من الوضع المالي في الاتحاد العراقي والبلد بشكل عام، فأي ناد عراقي يريد التعاقد اليوم مع لاعبين جدد، سيعمل وفق الوعود وإن لديه مبالغ إضافية تصل إلى 4 مليارات، لكن أغلب الأندية وجدت نفسها في ورطة كبيرة لأنها عملت على أنها تمتلك 4 مليارات دون انتظار وصول المبالغ من الحكومة العراقية.
وقال كريم ان الكرة العراقية حاليا تمر بحالة فوضى كبيرة جدا والجميع يتحمل هذه المسؤولية حتى الحكومة العراقية، لأنه كيف يتم وعدهم بتوفير الأموال دون إطلاقها في وقت لاحق، هذا الأمر تسبب بمأساة لدى أغلب الأندية العراقية ومن بينها نادي النجف والقاسم وغيرها من الأندية، بالتالي وضعها أصبح مقلقا للغاية.
كما ان جميع اللاعبين في دوري نجوم العراق، يلعبون حاليا دون استلام أغلب مستحقاتهم المالية وبشكل شبه مجاني وكأنهم يلعبون في الفرق الشعبية، نحن هنا نتحدث عن دوري محترفين وليس دوري هواة، كذلك يجب توجيه التحية الكبيرة لحكام الدوري العراقي لأنهم يقودون المباريات ومستحقاتهم تأخرت منذ العام الماضي وهذه الحالة مزرية للغاية ويجب وضع حد لها.
وكانت شركة عشتار، المسؤولة عن نقل مباريات دوري نجوم العراق وتوفير تقنية الـVAR، قد أعلنت أن التقنية لن تتوفر في الجولة 21 الحالية، بسبب عدم استلام المستحقات المالية المتأخرة منذ فترة طويلة، لكن أعلن الاتحاد العراقي لكرة القدم توصله إلى حل مؤقت لضمان استمرار تقنية (حكم الفيديو المساعد) الـVAR، في مسابقة دوري نجوم العراق هذا الموسم 2024-25.
وأقرّ مجلس الوزراء العراقي، خلال جلسته المنعقدة في شهر اذار الماضي 2025، تعديل قراره رقم 300 لسنة 2022، بشأن القرض الممنوح للاتحاد العراقي لكرة القدم. وبحسب التعديل الجديد، ستتحمل وزارة المالية مبلغ الفائدة على القرض الممنوح من المصرف العراقي للتجارة لصالح الاتحاد، مع إطفاء الفوائد المترتبة على الاتحاد العراقي لكرة القدم، وفقا لما جاء في بيان حكومي ورد لشبكة "انفوبلس".
تجدر الإشارة إلى أن تقنية حكم الفيديو المساعد "VAR" تُستخدَم في العراق للموسم الثاني على التوالي منذ انطلاق منافسات دوري نجوم العراق بإشراف رابطة لا ليغا الإسبانية. بالإضافة الى ان دوري نجوم العراق نُقل في الموسم الماضي (موسمه الأول) عبر مجموعة قنوات عراقية وعربية. والحقوق الحصرية لنقل مباريات دوري نجوم العراق، بلغت نحو 18 مليار دينار.
والأزمة المالية ألقت بظلالها على المنتخبات العراقية بشكل عام، حيث إن منتخب الشباب ذهب للمشاركة في بطولة غرب آسيا الأخيرة بالمملكة العربية السعودية، ولم يتم صرف أي مبالغ مالية له والمدربون عبروا عن استيائهم الشديد، بسبب عدم صرف مستحقات اللاعبين لتدبر أمورهم هناك، وهذا الأمر أثر أيضًا على وضعهم النفسي في البطولة لكنهم حاولوا إخفاء الأمر بشتى الطرق.
كما أن حال المنتخب الأولمبي العراقي لم يكن أفضل من حال منتخب الشباب، خصوصًا أنهم توجهوا إلى فرنسا دون تكريمهم من الاتحاد العراقي بعد الإنجاز الكبير الذي تحقق بالتأهل لأولمبياد باريس، خصوصاً أن الاتحاد العراقي كان قد وعدهم بمكافآت مالية؛ لكنه إلى الآن لم يصرف أي مبلغ، وهذا الأمر أثار استياء وفد المنتخب الأولمبي.