سنتان لم تكفِ كاساس لتجريب اللاعبين.. لماذا خسر المنتخب الوطني أمام السعودية؟
انفوبلس/ تقارير
إصابات وغيابات، تصريحات مستفزة تُقابَل بهجمات وإساءات كبيرة، لا ثبات على التشكيلة منذ سنتين، وبرامج همّها الأول والأخير "الترند والمشاهدات" أسباب اجتمعت كلها لتُقصي منتخبنا الوطني من كأس الخليج والخروج بخسارة ثقيلة أمام المنتخب السعودي.. فما أسبابها؟ ومَن يتحمل ما حدث؟
غيابات وإصابات.. كاساس يكشف سبب الخسارة الأخيرة
في أول تعليق له عقب الخسارة من السعودية والخروج من كأس الخليج، أكد مدرب منتخبنا الوطني الإسباني خيسوس كاساس أن منتخبه عانى من الغيابات والأخطاء.
وقال كاساس خلال كلمته بالمؤتمر الصحفي عقب مباراة السعودية، إن اللقاء كان صعباً إذ خاضه وسط عدة غيابات. مضيفا: "تصرف سيئ منا، كان سبباً في ركلة الجزاء التي جاء منها الهدف الأول للسعودية".
وأشار كاساس إلى أهمية البطولة في منح الفرصة للاعبين الجدد: "هذه البطولة كانت فرصة للتعرف على بعض الأسماء الشابة. الخروج من المنافسة لن يؤثر علينا كثيرا، خصوصا وأن هناك 5 أو 6 لاعبين لم يتمكنوا من المشاركة بسبب التزاماتهم مع أنديتهم".
وتطرق المدرب الإسباني إلى الأخطاء الدفاعية التي أثّرت على النتيجة: "كرة القدم لعبة أخطاء، ولم نستطع ضبط خط الدفاع.. الأهداف التي استقبلناها تضمنت ركلة جزاء، وتسديدة رائعة من لاعب سعودي، إضافة إلى هدف من كرة مرتدة".
كما عبّر كاساس عن استيائه من قرارات الحكم قائلا: "أتمنى من الحكام أن يعاملونا باحترام. الحكم لم يمنح البطاقة الصفراء الثانية للاعب السعودي ناصر الدوسري، رغم استحقاقه لذلك".
استياء وغضب من عدم الاستقرار على تشكيلة واحدة
بعد الخسارة من البحرين، ثم من السعودية وتوديع كأس الخليج رغم أن المنتخب الوطني هو حامل اللقب، أبدى مدربون عراقيون استغرابهم من عدم استقرار مدرب المنتخب، خيسوس كاساس، على تشكيلة ثابتة بعد مرور أكثر من سنتين على قيادته للفريق، مما انعكس سلباً على أداء المنتخب.
وقالوا في حديث لهم تابعته شبكة انفوبلس، إن هذه "اللامبالاة" بالتشكيلة الثابتة ساهمت في ظهور الفريق بمستوى "هزيل"، خاصة بعد خسارته أمام البحرين بهدفين دون مقابل في خليجي 26".
وأبدى المدرب جاسب سلطان، استياءه من أداء المنتخب، قائلاً إن الفريق كان "فاقداً للتوازن" في خطوطه (الدفاع، الوسط، والهجوم) وكان أداؤه "عقيماً وغير منتج".
وأبدى سلطان استغرابه لاعتماد المدرب كاساس على لاعب واحد فقط للتسجيل في العديد من المباريات، وهو أيمن حسين، وكأن الأخير هو الوحيد القادر على إنقاذ الفريق، رغم أنه كان من المفترض أن يكون هناك تهديد مستمر من قبل جميع اللاعبين على مرمى الخصوم.
من جهته، قال المدرب صادق حنون، إن "الخسارة واردة وطبيعية أمام أي منتخب، ولكن ما هو غير طبيعي هو عدم استقرار المدرب على تشكيلة ثابتة".
وأضاف: "استغربنا من اعتماد كاساس على مجموعة من اللاعبين غير الفعالين، ولا نعلم ما هي أهدافه من ذلك".
وأوضح حنون أن كاساس، الذي تولى مهمة تدريب المنتخب منذ أكثر من سنتين، لم يتمكن من استقرار التشكيلة، وكان من المفترض أن نرى منتخباً متكاملاً قادرًا على التحدي أمام أقوى المنتخبات.
وقال، إن "ما شاهدناه كان مؤسفاً جداً، حيث وجدنا منتخباً غير مستقر، بينما كان أسلوب كاساس عقيماً، وكأننا نعود إلى أسلوب اللعب ذاته الذي اعتمدناه قبل سنوات طويلة دون أي تطوير للمنتخب".
وأضاف حنون، إن "خطوط الدفاع كانت سيئة جداً، والوسط كان هزيلاً، والغريب أننا نرى المنتخب يعتمد فقط على أيمن حسين وكأنّه الحل الوحيد".
أيمن حسين يعاتب اللجنة المنظِّمة
من جانبه، قدم أيمن حسين، لاعب المنتخب الوطني، اعتذاره للجماهير العراقية بعد الخروج من البطولة، مؤكداً: "ليس كل مرة يكون حامل اللقب منافساً في البطولة، نعتذر للجمهور العراقي ونتمنى منهم تقديم الدعم لنا في تصفيات المونديال القادمة."
وأضاف حسين: "لعبنا بروح قتالية وسُنحت لنا فرص للتسجيل، لكن لدينا عتب على اللجنة المنظمة بسبب تحديد عدد جماهيرنا، في حين سمحوا لجماهير السعودية بالحضور بأعداد كبيرة".
بسام رؤوف: كنا المنتخب الأسوأ في البطولة
وبعد هذه الهزيمة، تحدث مدافع منتخب العراق السابق، بسام رؤوف عن الوداع المخيّب لـ "أسود الرافدين"، والهزيمة الثقيلة أمام السعودية.
وقال رؤوف، الذي كان أحد أبرز نجوم الجيل الذهبي لمنتخب العراق، في تصفيات مونديال 1994: "ما يحدث شيء محرج لكرة القدم العراقية، كنا المنتخب الأسوأ في البطولة، لدينا خط دفاعي ظهر عاجزاً وسهل الاختراق، وخط وسط لا يملك الحلول الفردية أو الجماعية، ومهاجمون يدافعون أكثر من خط الدفاع، على حساب واجباتهم الهجومية. شخصية الأخضر السعودي حضرت في نصف الساعة الأخير من المباراة، نتيجة ضعف واضح عند لاعبي وسط العراق".
وحول تحمّل كاساس مسؤولية وداع منافسات كأس الخليج، أضاف رؤوف: "تسبب مدرب العراق في فوضى تكتيكية. كاساس هو المشكلة القائمة بحد ذاتها، نحتاج الوقوف على الأخطاء، ويجب أن تبدأ الحلول بقرار الاستغناء عن كاساس من اتحاد الكرة".
هجمات وإساءات بحق يونس محمود
لم تكن الغيابات والإصابات، ولا عدم الاستقرار على تشكيلة ثابتة، الأسباب الوحيدة لظهور المنتخب الوطني بهذه الطريقة في كأس الخليج وتوديع البطولة التي رفع كأسها في النسخة الماضية، بثلاثية أمام المنتخب السعودي، بل كان لتعرض اللاعب السابق ونائب رئيس الاتحاد الحالي يونس محمود لهجمة شرسة من السعوديين وحتى بعض جماهير المنتخبات الأخرى نتيجة تصريحاته التي أكد أنها لم تُسِئ لأحد لكن البعض أصرَّ على أنها استفزازية.
وتعرض محمود، لهجوم لاذع من بعض لاعبي منتخب السعودية، ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، بعد انتصار السعوديةعلى منتخبنا الوطني بنتيجة 3-1، في الجولة الثالثة والأخيرة بالمجموعة الثانية.
وفي وقت سابق، انتشر مقطع فيديو لقائد "أسود الرافدين" السابق، وهو يبتسم بعد أن سُئل، خلال لقاء تلفزيوني: هل يرى المنتخب السعودي كأحد المرشحين لخطف لقب "خليجي 26"؟
وبعد اللقاء، خرج قائد دفاع المنتخب السعودي المثير للجدل علي البليهي للرد على يونس محمود، إذ قال، في تصريح لقنوات الكأس القطرية: "يونس إذا تكلمت عن الكرة السعودية، لا بد أن تقف احتراماً. أتمنى لك رحلة سعيدة في العودة لبيتك، لا أحد كان يعرفك إلا عندما قدمت لتحترف بالسعودية. أرسل لك شعار المنتخب السعودي كي تعلقه في بيتك، حتى لا تتكلم مرة ثانية عن السعودية"، ليشعل التصريح مواقع التواصل الاجتماعي.
وبعد أن سجل هدفين، خلال الانتصار على العراق، احتفل عبد الله الحمدان على طريقته، من خلال رفع شعار الاتحاد السعودي الموجود على قميصه، مع الإشارة إلى السكوت، في رسالة اعتبرها الكثيرون موجهة ليونس محمود، وهو الأمر نفسه الذي تكرر، بعد إشارة حارس السعودية، محمد العويس، بقص اللسان، والتي جاءت بعد صافرة نهاية مواجهة اللقاء.
من جهته، حاول نادي الشباب السعودي، وعبر حسابه على منصة إكس، توجيه رسالة ضمنية، من خلال نشر صورة عبد الله الحمدان، مع عبارة: "فوز يونّس الخاطر. مبروك يا وطن".
وشنَّ مغردون سعوديون هجمة كبيرة وإساءات على يونس محمود، عبر منصات التواصل الاجتماعي، في الوقت الذي رفعت فيه مجموعة من الجماهير في مدرجات استاد جابر الأحمد الدولي، مسرح المواجهة، صوراً لياسر القحطاني مع جائزة الأفضل في آسيا، التي حصدها عام 2007، على حساب يونس محمود، مع عبارة: "متى تتخطى!".