فييرا أرخصهم وأهمهم إنجازا.. كم أنفق العراق على عقود مدربي المنتخب الوطني لكرة القدم منذ 2003؟

قائمة بالمدربين ومبالغ عقودهم
فييرا أرخصهم وأهمهم إنجازا.. كم أنفق العراق على عقود مدربي المنتخب الوطني لكرة القدم منذ 2003؟
انفوبلس/..
منذ عام 2003، دخل المنتخب العراقي في مرحلة جديدة من تاريخه، حيث شهدت العديد من التحديات والتغيرات، لا سيما على صعيد المدربين الذين تناوبوا على قيادته. فبعد سقوط النظام السابق، كان المنتخب يبحث عن هوية جديدة تعيد إليه بريقه المفقود، وسط ظروف سياسية وأمنية معقدة أثرت بشكل مباشر على استقراره الفني.
*البداية مع عدنان حمد
في عام 2004، أُسندت مهمة تدريب المنتخب إلى المدرب العراقي عدنان حمد، الذي كان يحمل على عاتقه مسؤولية إعادة بناء الفريق. لم يستمر حمد طويلًا، إذ انتهت مهمته في 2005، بعدما حقق نتائج متوسطة، حيث خاض الفريق تحت قيادته 18 مباراة، فاز في 7 منها فقط، بينما تعرض لعدة هزائم جعلت الاتحاد العراقي يبحث عن بديل.
*مرحلة أكرم سلمان واستعدادات كأس آسيا
تولى المدرب العراقي أكرم أحمد سلمان المهمة بعد عدنان حمد، حيث استمر حتى عام 2007. لم يكن المنتخب في أفضل حالاته خلال تلك الفترة، لكن سلمان نجح في تحقيق بعض النتائج الإيجابية، كما نجح في قيادة العراق إلى الفوز بلقب دورة ألعاب غرب آسيا 2005، ليكون أول إنجاز كروي للبلاد بعد التغيير السياسي.
وبلغت نسبة فوزه 44.44% خلال 27 مباراة. ومع اقتراب موعد بطولة كأس آسيا 2007، قرر الاتحاد العراقي التغيير مجددًا، البحث عن مدرب أجنبي يستطيع قيادة المنتخب إلى إنجاز أكبر.
*جورفان فييرا وصناعة المجد الآسيوي
جاءت اللحظة الفارقة في تاريخ الكرة العراقية حين تم التعاقد مع المدرب البرازيلي جورفان فييرا في أيار 2007، ليقود الفريق في كأس آسيا. لم يكن فييرا معروفًا للجماهير العراقية، لكنه نجح سريعًا في تشكيل فريق قوي بقيادة النجوم يونس محمود، نشأت أكرم، وهوار ملا محمد.
دخل العراق البطولة كمنتخب غير مرشح، لكنه بدأ بتحقيق المفاجآت واحدة تلو الأخرى، إلى أن وصل إلى النهائي لمواجهة السعودية. وفي يوم 29 تموز 2007، أحرز يونس محمود هدف الفوز ليحقق العراق لقبه القاري الأول، في إنجاز وصفه البعض بأنه “معجزة كروية”. هذا الإنجاز جعل اسم فييرا خالدًا في تاريخ الكرة العراقية، رغم أنه غادر المنتخب بعد فترة قصيرة من التتويج.
عقدُ المدرب البرازيلي جورفان فييرا مع المنتخب العراقي في 2007 لم يكن مرتفعًا مقارنة بالمدربين العالميين، حيث قُدرت قيمته بحوالي 15,000 دولار شهريًا، أي ما يقارب 180,000 دولار سنويًا.
*سنوات التخبط وعدم الاستقرار
بعد رحيل فييرا، لم يتمكن المنتخب من تحقيق استقرار فني، حيث تناوب عدة مدربين على قيادته دون أن ينجح أحدهم في تكرار إنجاز 2007. تولى النرويجي ايغل اولسن المهمة، ثم تبعه عدنان حمد لفترة أخرى، ثم تبعه جورفان فييرا مرة أخرى، وبعدها راضي شنيشل قبل أن يأتي الصربي بورا ميلوتينوفيتش ومن ثم ناظم شاكر وفولفغانغ سيدكا الألماني.
بعد ذلك، جاء زيكو الذي كان أحد أبرز المدربين الذين أشرفوا على المنتخب خلال تلك الفترة، لكنه رحل في 2012 بسبب مشاكل مالية مع الاتحاد العراقي.
في آب 2012، أكد عضو الاتحاد العراقي لكرة القدم يحيى زغير، أن الاتحاد تعاقد مع زيكو بمبلغ مليونين ونصف مليون دولار، استلم الدفعة الأولى وتبلغ 625 ألف دولار، إضافة إلى أن راتب زيكو الشهري يبلغ 156 ألف دولار يصل كل شهر إلى حسابه المصرفي.
*حكيم شاكر ورحلة البحث عن المجد الخليجي
في عام 2012، قرر الاتحاد العراقي منح الفرصة للمدرب المحلي حكيم شاكر، الذي استطاع قيادة العراق إلى نهائي كأس الخليج 21 عام 2013، لكنه خسر أمام الإمارات. رغم عدم تحقيق اللقب، قدم المنتخب أداءً جيدًا تحت قيادته، مما جعله يحظى بقبول جماهيري كبير، إلا أن خسارة بعض المباريات الهامة أدت إلى رحيله في النهاية.
لا توجد معلومات دقيقة وموثقة عن القيمة المالية لعقد المدرب حكيم شاكر مع المنتخب العراقي، لكن وفقًا لتقارير إعلامية محلية، فإن راتبه خلال فتراته التدريبية مع المنتخب لم يكن مرتفعًا مقارنة بالمدربين الأجانب.
تقديرات غير رسمية تشير إلى أن راتبه الشهري كان يتراوح بين 10,000 إلى 15,000 دولار خلال فترته الأبرز بين 2013 و2014. ومع ذلك، لم يتم الإعلان رسميًا عن قيمة عقده من قبل الاتحاد العراقي لكرة القدم.
مع ذلك، وفق تصريحات تم تداولها سابقاً، فقد أكد النائب الأول لرئيس اتحاد الكرة شرار حيدر (سابقاً) أن قيمة عقد حكيم شاكر بلغت مليارا و200 مليون دينار عراقي.
لكن في 2016، أعلنت السلطة القضائية، أن المحكمة الرياضية ألزمت الاتحاد العراقي لكرة القدم دفع 120 مليون دينار ورواتب ثلاثة أشهر لمدرب المنتخب العراقي السابق حكيم شاكر لقاء إنهاء عقده من غير تأدية مستحقاته المالية.
*فلاديمير بتروفيتش (2013-2014): نتائج ضعيفة
تم تعيين الصربي فلاديمير بتروفيتش لكنه لم يحقق أي نجاح، حيث قاد المنتخب في 7 مباريات فقط، بنسبة فوز ضعيفة بلغت 14.29%.
واتفق الاتحاد العراقي لكرة القدم (آنذاك) والمدرب الصربي الجنسية فلاديمير بيتروفيتش على أن يكون قيمة العقد المالي الاخير 800 ألف دولار لتدريب المنتخب الوطني العراقي لكرة القدم لمدة سنة واحدة تبدأ من الاول من آذار 2013 وتنتهي في نيسان من العام 2014 قابله للتجديد في حالة التأهل الى نهائيات كأس العالم 2014.
*حكيم شاكر (2013-2014): عودة سريعة دون إنجازات
عاد حكيم شاكر مجددًا في 2013، لكنه لم يحقق النجاح المطلوب، وبلغت نسبة فوزه 33.33% خلال 15 مباراة.
*راضي شنيشل وإنجاز المركز الرابع في آسيا
مع اقتراب كأس آسيا 2015، تم تعيين راضي شنيشل لقيادة المنتخب، واستطاع تحقيق نتيجة جيدة بالوصول إلى المركز الرابع في البطولة، بعد أن قدم الفريق أداءً مميزًا، لكنه لم ينجح في الوصول إلى المباراة النهائية.
*أكرم سلمان (2015): فترة قصيرة دون إنجازات
عاد أكرم سلمان في 2015، لكنه لم يستمر طويلًا، وبلغت نسبة فوزه 66.67% خلال 3 مباريات فقط.
*يحيى علوان (2015-2016): تجربة لم تدُم
تولى يحيى علوان قيادة المنتخب، وحقق نسبة فوز 37.50% خلال 8 مباريات.
*راضي شنيشل (2016-2017): عودة جديدة بنتائج متواضعة
عاد راضي شنيشل مرة أخرى لكنه لم ينجح، حيث بلغت نسبة فوزه 18.18% خلال 11 مباراة.
*باسم قاسم (2017-2018): بداية مرحلة الاستقرار
تولى المدرب باسم قاسم تدريب المنتخب في 2017، وحقق نسبة فوز 43.75% خلال 16 مباراة.
*كاتانيتش وبداية مرحلة الاستقرار
في 2018، تولى المدرب السلوفيني ستريشكو كاتانيتش قيادة المنتخب، ليبدأ العراق فترة من الاستقرار الفني بعد سنوات من التخبط. قدم المنتخب تحت قيادته مستويات جيدة، لكنه لم يتمكن من تحقيق أي ألقاب. رغم ذلك، كان كاتانيتش محبوبًا لدى الجماهير العراقية، لكن الخلافات المالية مع الاتحاد أدت إلى رحيله في 2021.
بلغت قيمة عقده السنوي 1.2 مليون دولار، أي ما يعادل 100,000 دولار شهريًا. ورغم تحقيقه بعض الاستقرار في أداء المنتخب، إلا أن مشكلات مالية بينه وبين الاتحاد العراقي أدت إلى رحيله في عام 2021، حيث اشتكى من تأخر رواتبه لعدة أشهر.
*زيليكو بتروفيتش (2021-2022): تجربة قصيرة
تم التعاقد مع زيليكو بتروفيتش لكنه لم يحقق نجاحًا، حيث قاد الفريق في 6 مباريات فقط، بنسبة فوز 16.67%.
*ديك أدفوكات (31 تموز 2021 - 23 تشرين الثاني 2021)
استعان الاتحاد العراقي بالمدرب الهولندي المخضرم ديك أدفوكات في محاولة لإعادة المنتخب إلى المسار الصحيح، لكنه لم يحقق أي نجاح يُذكر. قاد المنتخب في 6 مباريات، تعادل في 4 وخسر 2، ولم يحقق أي فوز، مما أدى إلى رحيله سريعًا بنسبة فوز 0%.
كشفت مصادر مطلعة أن صفقة توقيع الهولندي ديك أدفوكات، لتدريب منتخب العراق، بلغت حدود مليون و200 ألف دولار للسنة الواحدة، مع إضافة مكافأة مالية في حال التأهل إلى كأس العالم 2022.
*زيليكو بتروفيتش (23 تشرين الثاني 2021 - 2 شباط 2022)
بعد رحيل أدفوكات، تم تكليف مساعده المونتينيغري زيليكو بتروفيتش بقيادة الفريق، لكنه لم يكن خيارًا ناجحًا أيضًا، حيث قاد المنتخب في 6 مباريات، حقق فوزًا وحيدًا وتعادل في 4 وخسر مرة واحدة، بنسبة فوز 16.67%.
*عبد الغني شهد (3 آذار 2022 - 29 آذار 2022)
في محاولة لإيجاد حل سريع، لجأ الاتحاد العراقي إلى المدرب المحلي عبد الغني شهد، لكنه لم يبقَ في منصبه طويلًا، إذ قاد المنتخب في 3 مباريات فقط، فاز في مباراتين وتعادل في واحدة، بنسبة فوز جيدة بلغت 66.67%، لكن لم يتم تمديد عقده.
*راضي شنيشل (8 آب 2022 - 11 تشرين الثاني 2022)
عاد المدرب العراقي راضي شنيشل لقيادة المنتخب، لكنه لم يتمكن من تحقيق نقلة نوعية، حيث قاد الفريق في 4 مباريات فقط، فاز بواحدة وتعادل في اثنتين وخسر مباراة واحدة، بنسبة فوز 25%، قبل أن يقرر الاتحاد البحث عن مدرب جديد.
*خيسوس كاساس وإعادة المجد الخليجي
في نهاية 2022، تم التعاقد مع المدرب الإسباني خيسوس كاساس، الذي سرعان ما ترك بصمته بقيادة العراق إلى الفوز بلقب كأس الخليج 25 في البصرة عام 2023، بعد فوز مثير على عمان في النهائي بنتيجة 3-2.
كان هذا اللقب الأول للعراق في كأس الخليج منذ عام 1988، مما جعل الجماهير تستعيد ثقتها بالمنتخب.
في أيلول 2024، أعلن الاتحاد العراقي لكرة القدم، إبرام عقد جديد مع مدرب المنتخب الإسباني خيسوس كاساس، بعد نجاحه في المرحلة السابقة.
وقال عضو اتحاد الكرة، غالب الزاملي، إن "الاتحاد رفع عقد كاساس في العقد الجديد إلى مليون و850 دولار، كما طلب في وقت سابق وقد تمت المصادقة على رفع قيمة عقده بعد موافقة مجلس ادارة الاتحاد"، مبينا أن "عقد كاساس يتضمن مبالغ مساعديه أيضاً".
وقبل أسبوع، صوت الاتحاد العراقي لكرة القدم، على إقالة المدرب الإسباني خيسوس كاساس وطاقمه التدريبي، من قيادة المنتخب الوطني.
وجاءت الإقالة خلال اجتماع للمكتب التنفيذي للاتحاد على خلفية تراجع نتائج المنتخب العراقي في التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال 2026.
وتأتي هذه الخطوة في وقت يواجه فيه الاتحاد العراقي ضغطًا جماهيريًا هائلًا، حيث ارتفعت الأصوات المطالبة بإقالة جميع أعضائه، بعد الخيبة الكبيرة التي تعرض لها المنتخب في التصفيات.