قمة الأهلي والزمالك لن تُقام في العراق.. انفوبلس تفصّل الأسباب والمعوقات

انفوبلس / تقرير
بات في حُكم المؤكد إلغاء المباراة الودية، بين قطبَي الكرة المصرية الأهلي والزمالك، التي كان من المفترض إقامتها في العاصمة بغداد منتصف الشهر الجاري، وذلك ضمن فعاليات اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية، فما هي الأسباب الحقيقية والمعوقات التي حالت دون ذلك؟
لم يلتقِ الأهلي والزمالك في أي مباراة ودية منذ عام 1986، حين انتهت مواجهتهما في الأردن بالتعادل السلبي خلال بطولة ودية. بينما على مدار التاريخ، تواجه الفريقان في 23 مباراة ودية، حيث تفوق الأهلي في 11 مباراة، فيما حقق الزمالك 8 انتصارات، وانتهت 4 مواجهات بالتعادل، ما يعكس النديّة الكبيرة التي تميز لقاءاتهما حتى خارج الإطار الرسمي.
في الموسم الحالي، تواجه الغريمان التقليديان ثلاث مرات، حيث فاز الزمالك بالسوبر الأفريقي بركلات الترجيح، بينما حسم الأهلي السوبر المصري بنفس الطريقة، فيما انتهى لقاء الدوري المصري بالتعادل 1-1، ما يزيد من سخونة المواجهة التي من المفترض إقامتها في بغداد، ويجعلها واحدة من أكثر المباريات المنتظرة في الوطن العربي.
*بداية القصة
كشفت وسائل إعلام قطرية، بداية الأسبوع الجاري عن أن العاصمة بغداد ستحتضن المواجهة التاريخية بين الأهلي والزمالك يوم 13 مارس/ آذار، تحت مسمى كأس بغداد الدولية، وذلك ضمن فعاليات اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية لعام 2025، حيث اكتملت جميع الترتيبات الإدارية مع إدارتي الأهلي والزمالك، ومن المتوقع الإعلان الرسمي عن المباراة خلال الأيام المقبلة.
كما أن المباراة ستشهد أجواء احتفالية ومفاجآت كبرى، بحضور جماهيري مميز، مع احتمالية تطوير الحدث مستقبلاً ليصبح بطولة رباعية مصغرة بمشاركة أندية عراقية مثل الزوراء والقوة الجوية، بحسب المعلومات التي نشرتها وسائل الإعلام ومن بينها قناة الكأس القطرية.
وأفادت القناة أن الفريقَين تلقى عرضاً من الاتحاد العراقي لكرة القدم، بدعوة الفريقين لإقامة مباراة ودية على ملعب بغداد، كما ورشح الجانب العراقي ثلاثة ملاعب لاستضافة المواجهة وهي ملعب الشعب الدولي، وملعب المدينة الدولي، وملعب الزوراء، ويُعد الأخير الأقرب لاستضافة المباراة، نظرًا لحداثته وتوافقه مع المتطلبات اللوجستية والفنية اللازمة لمثل هذا الحدث الكبير.
وكان من المخطط أيضاً أن تكون بغداد العاصمة الرابعة التي تحتضن الكلاسيكو المصري، بعد كل من الرياض وأبو ظبي والدوحة، إذ كانت تتطلع العاصمة العراقية إلى تنظيم احتفالية كروية مميزة، بعدما غابت عنها مثل هذه المواجهات الكبرى لفترة طويلة.
وكانت وزارة الخارجية، أعلنت في 10 كانون الأول ديسمبر الماضي، عن اختيار المنظمة العربية للسياحة، مدينة بغداد عاصمة للسياحة العربية لعام 2025، وذلك خلال اجتماع الدورة الـ35 للمجلس الوزاري العربي للسياحة في القاهرة.
أسباب ومعوقات
وبعد ذلك، كشف مصدر داخل النادي الأهلي، أول أمس الأحد، عن موقف لاعبي الفريق الدوليين من خوض مباراة القمة أمام الزمالك. إذ أكد أن مشاركة اللاعبين الدوليين في اللقاء ستتوقف على موعد انضمامهم إلى معسكر المنتخب المصري.
وأشار المصدر إلى أن المارد الأحمر سيلعب من دون لاعبيه الدوليين، إذا كانوا قد انضموا إلى معسكر المنتخب في ذلك الوقت، وفي هذه الحالة سيتم تصعيد عدد من لاعبي فريق 2005 لتعويض الغيابات، أما في حال عدم بدء المعسكر، فسيشارك اللاعبون الدوليون بشكل طبيعي في المباراة.
وأكد أن هناك مقترحًا تتم مناقشته، يقضي بأن يخوض الفريقان المباراة بتشكيلة مختلطة، حيث يتم السماح بانتقال بعض لاعبي الأهلي للعب في الزمالك والعكس، في خطوة تهدف إلى تعزيز الروح الرياضية بين الناديين، كما حدث سابقًا مع محمود الخطيب، رئيس النادي الحالي وأسطورته، وأسطورة الزمالك حسن شحاتة.
كما تواجه مباراة القمة بين الأهلي والزمالك عدة عراقيل أخرى تحول دون إقامتها في العراق خلال شهر مارس/ آذار الجاري، وذلك قبل انطلاق فترة التوقف الدولي الخاصة لاستكمال التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026 عن قارة أفريقيا.
وبحسب تقارير التي اطلعت عليها شبكة "انفوبلس"، فإن القمة تواجه صعوبات عدة لإقامتها في بغداد خلال الموعد المعني، وذلك بسبب ارتباطات منتخب مصر في التصفيات الأفريقية المؤهلة للمونديال، وكذلك بالارتباطات الخاصة ببطولتي الدوري المصري والعراقي في ذاك التوقيت.
وهناك ايضاً أزمة في تمويل المباراة، إذ إن الحكومة العراقية لم تؤمّن المبلغ المخصص لذلك، بسبب عدم توفر السيولة المالية وهناك توجه لعدم استضافة المباراة.
وبحسب حديث أحمد الموسوي عضو اتحاد الكرة العراقي فإن المؤسساتوالهيئات الرياضية في العراق فضلًا عن الجماهير والإعلام الرياضي العراقي سيكونون سعداء جدًا لو تم الأمر، ولكن في الوقت الحالي الأمر مستبعد نظرًا لروزنامة المسابقات المحلية في كلا البلدين، فضلًا عن ارتباط المنتخب العراقي بتصفيات المونديال والأمر ذاته بالنسبة للمنتخب المصري الشقيق.
وأضاف: "حضور الأهلي والزمالك في العراق سيكون من دواعي سرورنا، إنهما قطبا الكرة المصرية وإرثها، ولا شك بأن القاعدة الجماهيرية للفريقين تمتد إلى العراق". واختتم حديثه قائلا: "لا أستعبد مستقبلًا زيارة المنتخب المصري أو الناديين إلى العراق، أجزم بأنها ستكون ليلة كروية لا تُنسى".
لكن رابطة الأندية المصرية أوضحت، أمس الاثنين، أنه لن يتم تعديل مباريات الدوري المصري بسبب المباراة الودية المحتملة.
ونقل موقع "فيلغول" الرياضي، عن مصدر بالرابطة، أنه "لم يتم إخطار الرابطة واتحاد الكرة رسميا بشأن إقامة مباراة ودية بين الأهلي والزمالك في العراق".
وتابع حديثه للموقع الشهير: "لن يتم تعديل جدول الدوري المصري من أجل خوض الفرق لمباريات ودية خارج الأجندة الدولية، التي تبدأ في 17 مارس وتستمر حتى 25 من الشهر نفسه". وأضاف: "من حق الرابطة تحديد مواعيد المباريات وعلى الأندية الامتثال للمواعيد المعلنة طالما كانت خارج الأجندة الدولية".
بعدها نقلت قناة النادي الأهلي، أن المحادثات بالفعل قد جرت من أجل إقامة اللقاء الودي في العراق، لكن "تم إغلاق المسألة" في أعقاب موقف رابطة الأندية.
كما وتشير المعلومات الواردة من داخل النادي الأهلي إلى أنه كانت هناك موافقة على خوض مواجهة الزمالك الودية بالعراق بعد استطلاع رأي السويسري مارسيل كولر المدير الفني، لكنها أُلغيت بعد قرارات رابطة الأندية، بتحديد مواعيد مباريات الدور الثاني للدوري وضيق الوقت.
وأوضحت مصادر داخل النادي الأهلي أن المقابل المادي الذي تم عرضه على إدارة القلعة الحمراء لم يلقَ قبولا لدى مجلس الإدارة، حيث عرض الجانب العراقي مبلغ 350 ألف دولار فقط، في حين كانت إدارة القلعة الحمراء، ترغب في الحصول على مليون دولار نظير الموافقة على المشاركة في المباراة أمام نادي الزمالك.
وهو نفس الأمر بالنسبة لنادي الزمالك، الذي تحفظ على قيمة المقابل المادي للمشاركة في المباراة الودية، في العراق، بحسب ما نشرت وسائل إعلام مصرية.