ماذا حدث لنادي الناصرية بالضبط؟ وكيف "أقلق" ضابط الأمن السياحي ليل الرمادي وذي قار؟ إليك القصة من الألف إلى الياء
انفوبلس/ تقارير
ليلة مقلقة عاشتها ذي قار ومثلها الرمادي، بعد أن تعرض نادي الناصرية إلى الطرد ليلاً من أحد فنادق الأنبار بخطأ فردي من قبل ضابط برتبة عقيد في الأمن السياحي، لتتسارع بعدها الأحداث وتتحول الحادثة إلى قضية رأي عام تدخَّل بها سياسيون وشيوخ عشائر وسط ردة فعل إيجابية من الجميع ورفض تصرف الضابط. فما أصل القصة؟ وماذا قال لاعبو الناصرية؟ إليك التفاصيل كاملة من دخول النادي السيطرة وتأخره ثلاث ساعات ونصف إلى الطرد من الفندق الساعة الواحدة ليلا مرورا بالتعاطف الكبير وفتح المضايف ومنعهم من مغادرة المدينة ختاماً بتسوية الأمر وتأجيل المباراة في ممتاز الكرة.
*تفاصيل القصة
ظهيرة اليوم السبت، قرر الاتحاد العراقي لكرة القدم، تأجيل مباراة الناصرية والكرمة إلى يوم غدٍ الأحد عند الساعة الثالثة والنصف عصراً، بدلاً من إقامتها اليوم، نتيجة إشكالية رافقت وفد النادي الضيف في مقر إقامته بمحافظة الأنبار، فماذا حدث؟
في الساعة الواحدة ليلاً، طُرد وفد نادي الناصرية من فندق ومطعم "كرم دليم" الذي يقيم فيه بمدينة الرمادي، من قبل ضابط في الشرطة السياحية، بداعي أن الفندق قيد الإنجاز وغير جاهز للسكن.
ورغم أن مباراة فريق الناصرية كان من المقرر إقامتها عند الساعة الثالثة والنصف من عصر اليوم، أمام الكرمة، لحساب الدوري العراقي الممتاز، إلا أنهم صُدموا من إصرار ضابط الأمن على إخراجهم ليلاً رغم سكنهم منذ يوم أمس بنفس المكان.
*تسييس كرة القدم
وعقب الحادثة، عدَّ رياضيون ما حدث بالخطوة البعيدة عن المنافسة الرياضية وأصول الضيافة، مؤكدين أن تسييس كرة القدم وإخضاعها لتأثير متنفذين كون نادي الكرمة تابعا للحزب الحاكم قد يؤثر على مستقبل الكرة الأنبارية وحضورها في الدوري الممتاز.
وأكد الرياضيون، أن تأجيل المباراة وطرد المنافسين قد يعرض نادي الكرمة إلى عقوبات كروية وتمنعه من خوض مباريات على أرضه، فيما أشاروا إلى أن التأجيل جاء بسبب إقدام "متنفذين" في الأنبار على طرد منافسيهم وعدم استقبال ضيوفهم بما يُليق بسمعة المحافظة وعشائرها الكريمة.
*موقف حزبي
في تعليقهم على ما حدث، وصف رياضيون أنباريون الموقف الذي تعرض له نادي الناصرية بالحزبي وأنه يمثل موقف الأنبار وعشائرها.
وطالب رياضيو الأنبار، بـ"إبعاد الحزبية في المحافظة عن النشاطات الرياضية والاجتماعية وعدم استغلالها وتسييسها"، مؤكدين أن أندية الأنبار ينبغي أن تمثل أبناءها ومدنها ولا تمثل أحزابا".
كما طالب رياضيو المحافظة، بـ"استقلالية نادي الكرمة عن أي حزب وإبعاده عن الاستثمار السياسي كونه يمثل أبناء المدينة".
*بماذا علّقت إدارة الناصرية؟
بعد ذلك، أوضح أحد إداريي نادي الناصرية الكروي ملابسات إخراج لاعبي الفريق من أحد الشقق السكنية في مدينة الرمادي من قبل الأمن السياحي وإبقائهم في الشارع قبيل مباراتهم المرتقبة اليوم ضمن منافسات التأهل للدوري الممتاز.
وقال المتحدث في مقطع فيديو ورد لشبكة انفوبلس، إن قوة أمنية وصلتهم فجر اليوم وطلبت منهم إخلاء الشقة في الفندق كونها غير مرخصة دون إيضاح طبيعة الأوامر على الرغم من وجودهم فيها منذ صباح الجمعة وخلال سفراتهم السابقة.
أما لاعبو الناصرية، فأكدوا أن ما حدث كان مفتعلاً، كون المضايقات لم تبدأ في الفندق بحسب قولهم بل سبقته منذ دخولهم المحافظة بعد أن أبقتهم سيطرة الدخول ينتظرون لثلاث ساعات ونصف.
ويقول كابتن الفريق موضحاً ملابسات ما جرى، الفريق ظل ينتظر في السيطرة ثلاث ساعات ونصف حتى تم السماح له بدخول محافظة الانبار، بعد ذلك وأثناء وصولنا إلى الفندق أقدم أحد ضباط الأمن السياحي وطالب خروجنا وعندما طلبت منه شخصية للتواصل معها، رفض أن يصلني بأي مسؤول وأصرّ على إخراجنا في الساعة الواحدة ليلا.
*تدخل نيابي
توالت تداعيات الحادثة باستمرار حتى وصلت إلى شيوخ العشائر والسياسيين حيث أجرى عضو لجنة الشباب والرياضة النيابية النائب عادل الركابي اتصالاً مشتركاً مع محافظ الانبار محمد نوري ورئيس نادي الناصرية إحسان علي الزيرجاوي الساعة الثالثة فجراً بخصوص الإشكال الذي حصل مع فريق نادي الناصرية لكرة القدم.
ووفق النائب الركابي، فقد تمت تسوية الموضوع وحل الإشكال من خلال الإبقاء على الفريق وعدم مغادرته محافظة الانبار مع تأجيل إقامة المباراة يوم أو يومين.
*ردود فعل إيجابية من الجميع
تسببت الحادثة بردود فعل كبيرة لكنها كانت إيجابية من الجميع، سواء كان من أهالي الانبار أو ذي قار، إذ دعا شيوخ ووجهاء ومواطنون من مدينة الرمادي لمنع النادي من مغادرة الرمادي والعودة الى الناصرية وأخذهم الى أحد منازل الوجهاء للمبيت فيها، وسط إشادات كبيرة بموقف أهالي الانبار الذين رفضوا ما حدث وعبّروا عن دعمهم الكامل للاعبي وإدارة الناصرية وأن الضابط المتسبب بالمشكلة لا يمثلهم مطلقا.
إلى ذلك، ظهر أحد المواطنين من أهالي مدينة الرمادي وهو يرفض مغادرة النادي للمدينة وأنه ستتم ضيافتهم في منازلهم كونهم أبناء المحافظة أيضا ولا يمكن السماح لهم بالمبيت في أي مكان آخر تعبيرا عن كرم وضيافة أهالي المدينة.
بعد ذلك، دخلت عشائر الأنبار ومحافظها على خط الأزمة، واقترحوا على وفد نادي الناصرية أماكن أفضل، كما منعت العشائر والأهالي الوفد من مغادرة الرمادي، لكن دون جدوى.
وبهذا الصدد، أكد محافظ الأنبار، محمد نوري، أن نادي الناصرية ضيوفاً على أهالي المحافظة، وأن إجراء الأمن السياحي كان لغرض نقلهم إلى مكان يُليق بهم، لأن الفندق غير مجاز، لكن الفريق طلب البقاء به لهذا اليوم.
كما أقدمت القوات الأمنية وشباب الرمادي على قطع الطريق أمام الحافلة التي تقل نادي الناصرية بعد إصراره على مغادرة المدينة بسبب ما حدث، مؤكدين أنهم أفرغوا بيوتهم لإقامة النادي وأن ما حصل تصرف شخصي لا يمثل كرم هذه المدينة.
*بعد التوجه لمحاسبته.. إدارة الناصرية تغفر لضابط الأمن السياحي
أما عن ضابط الأمن الذي تسبب بالمشكلة، فقد توعده أمين سر نادي الرمادي محمد نايف البطاح، واصفا أياه بـ"عديم الأخلاق".
وقال البطاح في منشور له على فيس بوك تابعته شبكة انفوبلس من نصه، "مدير الأمن السياحي ما ادري شنو اسمه عقيد فارس شكد دكتك ويه نادي الناصرية مال ناس ماعدها اخلاق مو احنا اهل الرمادي اللي تطلع ضيف مأجر فندق أو شقة بالرمادي ومع العلم ذولة اهل الناصرية الزلم الزينة ومن نروح هناك اي وفد من الرمادي يشيلونه بالصلوات واذا بقيت بمكانك لباجر معناها ماكو زلم عدنا".
وتابع، "للتوضيح وفد نادي الناصرية عدهم لعبة مع نادي الكرمة وتم طردهم من السكن بحجة واهية، صدكني ما راح تطول شاربك ولا نقبل التجاوز على الناصرية ام الكرم والخير".
حديث أمين السر أعلاه كان توعدا مباشرا بنقل الضابط المتسبب بالمشكلة أو حتى فصله، لكن إدارة نادي الناصرية رفضت ذلك بشدة واتصلت بمسؤولي الرمادي لتطلب منهم تركه وعدم محاسبته.
وفي مقطع فيديو ورد لشبكة انفوبلس، أجرى رئيس نادي الناصرية من داخل أحد مضايف الانبار، اتصالات هاتفية بمجموعة من المسؤولين رفيعي المستوى في المدينة وطالبهم بكلمة شرف على عدم محاسبة ضابط الأمن السياحي.