مرض "مفاجئ" يخيب آمال الجماهير العراقية.. ما سرّ عدم حضور كريستيانو رونالدو إلى العراق؟
انفوبلس/ تقارير
صدمة لدى الجماهير العراقية، وضجة كبيرة وإحباط أكبر، بعد إعلان غياب كريستيانو رونالدو عن مباراة فريقه النصر السعودي مع الشرطة وبالتالي عدم مجيئه إلى بغداد، وسط تساؤلات عديدة عن حقيقة المرض الذي أُصيب به رونالدو لاسيما بعد التشكيك الكبير ببيان ناديه، فهل كان عدم الحضور تهرباً؟ أم تحوطاً أمنياً؟ أم عدم رغبة السعودية بتسويق هكذا نجم إلى العراق؟ إليك كافة التفاصيل وردود فعل الجماهير الغاضبة.
نادي النصر: رونالدو سيغيب عن مواجهة الشرطة
ظهر اليوم، أعلن نادي النصر السعودي غياب نجمه كريستيانو رونالدو عن رحلة الفريق إلى العراق، وخوض مباراة أمام الشرطة في بغداد.
وقال النادي في بيان رسمي ورد لشبكة انفوبلس، "تعرض قائد الفريق الأول كريستيانو رونالدو لوعكة صحية (عدوى فيروسية)، وبعد متابعة طبيب النادي لحالته تقرر حاجته للراحة وعدم مرافقة البعثة للسفر الأحد".
ويعني هذا غياب رونالدو عن الرحلة المرتقبة إلى بغداد، حيث كان من المفترض أن يشارك مع النصر في مباراته أمام الشرطة العراقي، يوم غد الاثنين، في مباراة بدوري أبطال آسيا للنخبة.
مجرد تمويه!
تسبب بيان الشرطة أعلاه، بضجة كبيرة، إذ أصدر محمود أبو التمن؛ رئيس اللجنة الأمنية في الاتحاد العراقي لكرة القدم، أول رد فعل بشأن عدم حضور رونالدو للعراق، مرجحًا أن يكون "مجرد تمويه" من النصر، خوفًا على قائده من الجماهير العراقية.
وقال أبو التمن خلال تصريحات متلفزة وردت لشبكة انفوبلس، "الاتفاق مع الجانب السعودي يؤكد وجود رونالدو، نحن لا ننفي غيابه، لكن هناك احتمالية تمويه؛ خوفًا من الجماهير".
وتابع، "لكن نحن نعد النصر بأن بغداد آمنة والعراق آمن، عليهم عدم الانتباه للإعلام الأصفر، بلدنا خالٍ من الحوادث، وأنا شخصيًا اعتبر العراق من أكثر البلاد أمانًا في المنطقة على مستوى الجريمة المنظمة في العالم".
تشكيك كبير في بيان النصر
بيان النادي السعودي حول حالة رونالدو لم يصدق تفاصيله العديد من الرياضيين والإعلاميين، إذ استغرب الإعلامي علي الخالدي، من تردد بعض النجوم من دخول العراق، رغم عدم تعرض أي منهم لمضايقات في البلاد.
وكتب الخالدي عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس" للتواصل الاجتماعي: "النصر يعلن غياب رونالدو عن السفر الى العراق بسبب وعكة صحية!!، شنو سبب تردد بعض النجوم من الدخول إلى العراق!".
وتابع، "هل عمرك سمعت نجم أو أي مواطن أجنبي تعرض للأذى أو المضايقة أو السرقة في أي مكان داخل العراق؟ بل العكس تكون له بداية لزيارات مستمرة بسبب الاستقبال والمحبة وشوق العراقي للضيف".
غضب وإحباط ورسائل عتب
تسبب إعلان غياب رونالدو بحالة إحباط في الشارع العراقي، الذي تأهب بشكل غير مسبوق لاستقبال النجم العالمي.
وانتشرت التعليقات من الجماهير على وسائل التواصل الاجتماعي بعد إعلان الخبر، وتساءل أحد الناشطين: "وماذا بشأن الآلاف الذين اشتروا التذاكر من أجله؟".
وكتب آخر: "ستخسر شعبيتك في العراق وتصدم الجمهور العراقي بعدم القدوم لبغداد".
كما عرضت جماهير عراقية غفيرة تذاكرها للبيع في منصات الفيسبوك وطالبت باسترداد حقوقها بعد علمها بعدم حضور رونالدو إلى العراق.
وقال أحد المدونين، "نادي النصر ليس عالمي وليس ناديا كبيرا لمنعهم مجيء رونالدو الى العراق وذلك لجعل العراق بلدا غير أمن وغير مستقر ولكن شئتم ام أبيتم يبقى العراق بلد الحضارات رغما على أنوف الأعداء".
فيما كتب آخر، "لن نشجع ونساند نادي النصر بعد اليوم بعد قرارهم بعدم ذهاب رونالدو الى العراق بحجة المرض، نتمنى لكم الخسارة دائماً".
مسرحية مكشوفة
إلى ذلك، قال الصحفي أمير الداغستاني، إن النجم البرتغالي قد فقد محبة أكبر قاعدة جماهيرية له في العالم والتي تتجسد بالجمهور العراقي الذي كان ينتظره بشغف ويترقب الطائرة التي تقل وفد النصر السعودي وهو معهم.
وعن حقيقة مرض رونالدو قال الداغستاني، "لا يخفى على الصغير قبل الكبير، هذه المسرحية المكشوفة التي جسدت دورها إدارة النادي بالاتفاق مع كريستيانو رونالدو بالتخطيط لعدم حضور الاخير الى العراق، وحرمان الجماهير العراقية العاشقة لهذا اللاعب الجاحد والتي سعت لمشاهدته وهو يلعب امامهم بعدما اقتنت تذاكر دخول لقاء الشرطة والنصر السعودي المقرر في ملعب المدينة ببغداد بأسعار باهظة بعد معاناة وتدافع والوقوف في طوابير طويلة منذ ساعات الصباح الاولى منتظرة فتح شبابيك البيع للحصول على تذكرة يضمنون بها مشاهدة نجمهم الذي طالما حلموا أن يروه وهو يلعب على أرض الرافدين".
وأضاف، إن "ما قامت به إدارة نادي النصر أمرا معيبا جدا، لاسيما وان اللاعب يُقاد بإمرتها ولا يحق له رفض المجيء من خلال ابتكار اعذار تُجيز له عدم الحضور إلى بغداد السلام، ولا نعلم إن كنا مخطئين بتقديراتنا او ربما يكون الفريق الأمني لرونالدو الذي زار العراق قبل مجيء وفد النصر لمعاينة المكان والاطمئنان على الحالة الامنية فيه قد نقل صورة ضبابية لرونالدو حتى لا يحضر بداعي عدم وجود الاحتياطات الامنية، وربما يعرّض ذلك حياته للخطر".
تهربا أم تخوفا أمنيا؟
يكمل الداغستاني حديثه ويقول، إن "ما حدث يقودنا الى تساؤلات؛ هل أن حياة رونالدو أهم من الوفد السعودي الذي يحضر لبغداد ليخوض اللقاء والعودة بأمان؟! وهل إدارة النادي تفضل لاعبا واحدا على لاعبيها البقية من أبناء بلدها فضلا عن المحترفين الذين يمثلون النصر من بلدان أخرى؟! إذاً هنا أصبح غياب رونالدو لغزا محيّرا يدور في فلك شخص واحد ولابد من فك طلاسمه وربما ستكشف الأيام القادمة الظروف والملابسات التي كمنت وراء ذلك .
ويتابع، ان "ما حدث امر مؤسف حقاً ، ليستمر مسلسل معاملة الجماهير العراقية الوفية بهذه الطريقة المستفزة، سعياً لحرمانها من ابسط الحقوق التي تسعدها ، لكننا نعتب بالوقت نفسه على جمهورنا العزيز لاعطاء لاعب مستهلك لم يتبق على اعتزاله سوى خطوات هذا الاهتمام والحب المبالغ به والذي لا يستحقه".
خيبة.. هكذا استعد العراق لاستقبال رونالدو
لقد استعد العراق عل قدم وساق لاستقبال رونالدو وناديه النصر السعودي، إذ أصدرت دائرة شؤون الإقامة تأشيرة الدخول له وكذلك تم إصدار تأشيرة لجورجينا صديقته بغرض مرافقته في مباراة فريقه.
بدوره، قال نادي الشرطة إن "رونالدو سيكون متواجدا في بغداد مع فريق النصر لخوض المباراة، جوازات جميع لاعبي فريق النصر السعودي وصلت للإدارة من أجل منح تأشيرة الدخول ومن ضمنها جواز سفره".
كما تم نقل مكان المباراة من كربلاء إلى بغداد، بعد طلب النادي السعودي لأسباب أمنية، وهو ما وافق عليه الاتحاد العراقي، وفقا لمصادر إعلامية سعودية.
في النهاية، أخلَّت السعودية وإدارة نادي النصر في الاتفاق مع إدارة الشرطة، وأوهمت الجماهير العراقية بمجيء رونالدو وجعلتهم يتسابقون على التذاكر التي ارتفعت أسعارها إلى ثلاثة أو أربعة أضعاف سعرها الحقيقي.