من الحلم إلى الحقيقة.. القصة الكاملة لولادة كأس الخليج العربي
انفوبلس/..
بعد سجال طويل حول فكرة كأس الخليج ومن صاحب الريادة فيها، جاءت وثائق وروايات عدة لتقطع الشك باليقين وتوضح الآلية التي بزغت بها البطولة، بداية من فكرة طرحت للمرة الأولى من قبل صاحب الأمير خالد الفيصل آل سعود، الذي كان يشغل منصب مدير عام إدارة رعاية الشباب في المملكة العربية السعودية.
وتلقف الفكرة الاتحاد الرياضي البحريني، الذي قَدِم وفده إلى دورة الألعاب الأولمبية في مكسيكو سيتي عام 1968 وقام بعرض الفكرة على رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم آنذاك، ستانلي روس، لكن قبل ذلك كانت إدارة الاتحاد الرياضي في البحرين قد عقدت اجتماعاً في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني 1967؛ لمناقشة تنظيم تجمع رياضي خاص بدول الخليج، خرجت من على طاولته رسالة حملت توقيع محمد بن خليفة آل خليفة، رئيس اللجنة، بتاريخ 26 نوفمبر 1967 موجهة إلى الأمير خالد الفيصل، جاء فيها ما يلي:
"يسرني أن أبعث إلى سموكم بهذه الرسالة، تأكيداً للصلة الأخوية التي تربطنا وإياكم في شتى المجالات. وقد سعدت كثيراً بنبأ تعيين سموكم مديراً عاماً لرعاية الشباب بالشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية، وبناء على المحادثة الشفوية مع السيد عبد العزيز، فإنني أبين لسموكم أن اللجنة العليا لإدارة الاتحاد الرياضي البحريني تبدي رغبتها في تقوية أواصر الأخوة بين الشباب في البلدين الشقيقين، وخاصة في مضمار الرياضة، وذلك عن طريق تبادل الزيارات بين فرقنا الرياضية في لعبة كرة القدم وفرق أنديتكم العامرة..
وسيكون لنا عظيم الشرف أن نستقبل منتخب المناطق السعودية، سواء منتخب المنطقة الشرقية أو الوسطى أو الغربية أو فرق أندية الدرجة الأولى لإقامة مباريات حبية في البحرين، ونترك لسموكم إبلاغنا بالمواعيد المناسبة أو اقتراحاتكم المتعلقة بهذا الموضوع، ولي وطيد الأمل بأن سموكم سوف تعطون هذا الموضوع جل اهتمامكم، لما عُرِف عنكم من الإخلاص والعمل الجاد في سبيل رفع مستوى الشباب".
ورد الأمير خالد الفيصل بالإيجاب على الرسالة البحرينية الأولى، وبعد عدة مراسلات بين الجانبين برز اقتراح بإقامة دورة رياضية خاصة بدول الخليج، وهو الاقتراح الذي رد عليه الاتحاد البحريني في شهر أكتوبر/ تشرين الأول 1969، باعتماد إقامة الدورة الأولى في البحرين، ليشهد مقر مبنى بلدية البحرين اجتماعاً ضم وفوداً من 4 دول خليجية، وافقت على قيام البطولة في شهر مارس/ آذار 1970، حيث حضر الاجتماع إبراهيم الشامي ممثلاً للمملكة العربية السعودية، والشيخ محمد بن خليفة آل خليفة رئيس الاتحاد الرياضي البحريني، كما حضر الاجتماع من البحرين جميل الحبشي وسيف جبر المسلم وراشد الشروقي وأحمد الأنصاري، ومن قطر عبد العزيز بو وزير، ومن الكويت أحمد السعدون.
وهنا لا بد من الإشارة إلى أن فكرة البطولة لاقت قبولاً من ستانلي روس، رئيس الفيفا، بعد عرضها عليه من قبل وفد البحرين، خلال دورة الألعاب الأولمبية في مكسيكو سيتي عام 1968، على اعتبار أنها تمنح للأقاليم التي لا تشارك في الاستحقاقات القارية والعالمية فرصة التنافس والارتقاء بحضورها الفني.
بعد هذه التطورات المتسارعة، وفي يوم الجمعة الموافق 27 مارس 1970 افتتحت أول دورة لكأس الخليج العربي بمشاركة 4 منتخبات؛ هي البحرين وقطر والسعودية والكويت على الملعب الترابي باستاد مدينة عيسى الرياضية، واستهل حفل الافتتاح بكلمة للشيخ محمد بن خليفة آل خليفة، أكد فيها على أن البطولة هي تجسيد لحلم كافة الرياضيين الخليجيين، قبل أن يلقي إبراهيم بو جبري -كابتن منتخب البحرين- قَسَم البطولة، ليعقب ذلك إعلان الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، أمير البحرين، افتتاح البطولة عبر كلمة مقتضبة، فيما جمعت المباراة الافتتاحية منتخبَي البحرين وقطر، وأدارها الحكم المصري صبحي نصير.
تواترت كأس الخليج بعد النسخة الأولى، وأضحت إحدى العلامات الفارقة في تاريخ المنطقة والوطن العربي والقارة الآسيوية، لينظم الحدث على مدار 24 نسخة، نعم انقطعت في بعض السنوات؛ بسبب الظروف التي عصفت في المنطقة، لكن في غضون ذلك كان المسؤولون في الخليج يحرصون على تنظيم الحدث؛ لشغف الجماهير الخليجية بشكل خاص والعربية بشكل عام، وانعكاسات المنافسة على مستويات المنتخبات الخليجية، ما أثّر وبشكل إيجابي على حضورها في شتى الاستحقاقات الإقليمية والقارية والعالمية معاً.
وتشير لائحة البطولة إلى فوز المنتخب الكويتي باللقب في 10 نسخ أعوام 1970 و1972 و1974 و1976 و1982 و1990 و1996 و1998 و2010، فيما ظفر المنتخب السعودي باللقب في 3 نسخ أعوام 1994 و2002 و2003، والعراق بـ3 نسخ أعوام 1979 و1984 و1998. وقطر بـ3 نسخ كذلك أعوام 1992 و2004 و2014. والإمارات في نسختين عامي 2007 و2013، فيما فازت عُمان باللقب مرة واحدة عام 2009.