هل يحاول الاتحاد الآسيوي منح اللقب لقطر؟ جدل رياضي واسع بشأن التحكيم في بطولة أمم آسيا 2023.. أخطاء حكّام أم انحياز مقصود؟ تعرّف على أبرز الحالات
انفوبلس..
أثارت العديد من القرارات التحكيمية في مباريات بطولة أمم آسيا 2023 المقامة في قطر جدلاً كبيراً خصوصاً بعد وصول المنتخب القطري إلى نهائي البطولة برفقة المنتخب الأردني ما فاقم الاتهامات الموجهة إلى الاتحاد الآسيوي وحكامه بالانحياز لصالح قطر لمنحها البطولة.
مباراة نصف النهائي بين المنتخبين القطري والإيراني شهدت إدارة جيدة من قبل حكم المباراة الكويتي أحمد العلي في معظم أوقاتها، لكن قراره باحتساب هدف فوز قطر دون الرجوع إلى الـ"VAR" للتأكد من صحة الهدف من عدمه أثار موجة كبيرة من الانتقادات التي طالت حكم المباراة والاتحاد الآسيوي.
وعلى الرغم من كونه هدفاً صحيحاً بحسب رأي بعض الخبراء، ورفضه من قبل آخرين واعتباره هدفاً غير شرعياً بداعي التسلل إلا إن الاتحاد الآسيوي لم يتحدث عن تلك الإشكالية وترك الشارع الرياضي في حيرة من أمره.
يشار إلى إنه قبل انطلاق مباراة نصف النهائي، انتقد أحد لاعبي المنتخب الإيراني تعيين حكم عربي للمواجهة.
وقال سعيد عزت اللهي لاعب وسط منتخب إيران خلال مؤتمر صحفي: "ما يثير الدهشة بعض الشيء بالنسبة لنا أن حكم مباراة الغد من الكويت، إنه عربي. نتساءل كيف لهم أن يسندوا مباراة الغد لحكم عربي".
وأضاف: "لكننا المنتخب الإيراني، نحن فريق كبير جداً. لدينا لاعبون جيدون جداً، نحن محترفون".
وتأهلت إيران إلى قبل النهائي بعد تغلبها 2-1 على اليابان، أعلى منتخبات آسيا تصنيفاً، رغم أنه حظي بيومين فقط للتعافي بعد الفوز بركلات الترجيح على سوريا في دور الستة عشر.
وقال: "في هذه البطولة، لم يحظَ اللاعبون بوقت كافٍ للتعافي، تحديداً في أدوار خروج المغلوب. جاء اللاعبون مباشرة من أنديتهم وهم تحت ضغط كبير هنا".
وأكد أمير قالينوي مدرب إيران أن فترات الراحة: "أقل من 72 ساعة" قبل مواجهة اليابان، قبل أن يوجه انتقادات لحكم الفيديو المساعد.
وقال: "في هذه البطولة على الأقل، يمكنني القول بأن حكم الفيديو المساعد لم يرأف بنا. كان لنا موقف في مباراة اليابان، كان من الممكن أن يكون ركلة جزاء لساردار أزمون، لكن حكم الفيديو المساعد لم ينظر في الأمر. لكن يجب علينا أن نكون أقوى من كل ما يحدث في هذه البطولة".
وفازت إيران 4-صفر على قطر في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لكن قالينوي دعا لاعبيه لنسيان النتائج السابقة.
وفي دور الربع النهائي شهد استاد المدينة التعليمية هزيمة جديدة لكتيبة "الساموراي"، والتي جاء بعد أن قلب المنتخب الإيراني تأخره بهدف سجله الياباني هيديماسا موريتا في الدقيقة 28، لانتصار بهدفين سجلهما محمد محبي، وعلي رضا جهانباخش في الدقيقتين 55، و90+6.
وسبقت حصول إيران على ركلة جزاء التي سجل منها هدف الانتصار الثاني لقطة مثيرة للجدل من خلال رمية تماس نفذها علي رضا جهانباخش وبدت أنها تحتاج لإعادة تنفيد وتبديل القرار لصالح منتخب اليابان.
وعن هذه اللقطة، قال جمال الشريف الخبير التحكيمي الخاص بـ"العربي الجديد": "من الإجراءات الواجب على المنفذ القيام بها (لحظة تنفيذ رمية التماس) أن يكون جزء من كل قدم على خط التماس أو على الأرض خارج خط التماس عند رمي الكرة بكلتا اليدين من الخلف مروراً فوق الرأس".
وأضاف الحكم المونديالي "اللاعب الإيراني رقم 7 (جهانباخش) منفذ رمية التماس عند رمى الكرة بكلتا اليدين كانت قدمه اليمنى قد غادرت الأرض خارج خط التماس، وبالتالي أصبحت قدمه بالهواء، وهذا يخالف الشروط الصحيحة لتنفيذ رمية، وبالتالي تصبح رمية التماس من حق الفريق الياباني".
وأردف أيضاً "لا شك في أن هناك خطأ ظاهراً بعملية تنفيذ رمية التماس نتج عنه فيما بعد حصول المنتخب الايراني على ركلة جزاء، يتحمل مسؤوليته الحكم المساعد القريب من عملية التنفيذ، إضافة لحكم الساحة، وهو خطأ تقديري لهما كان يمكن مراجعته قبل استئناف اللعب بتنفيذ ركلة الجزاء".
وأضاف الشريف "المشكلة أن برتوكول الفار قاصر عن التدخل في الأخطاء الناتجة عن عمليات استئناف اللعب، وهذا يحتاج لمراجعة من أجل إدخال بعض التعديلات عليه وصولاً إلى قرارات أكثر عدالة، خاصة في الحالات الرئيسية الأربع، ومن أهمها الأهداف وركلات الجزاء، فيما يجيز البرتوكول بوضوح التدخل في الأخطاء التي ترتكب عند تنفيذ ركلات الجزاء".
الحالة الأولى (هدف قطر الثالث بمرمى إيران) دفع الجماهير الرياضية إلى اتهام الحكام والاتحاد الآسيوي بالانحياز لصالح قطر لإيصالها إلى النهائي، فيما دفعت الحالة الثانية (هدف إيران الثاني على اليابان) الجماهير إلى اتهام الاتحاد بالعمل على إخراج اليابان من البطولة قبل أن يواجهوا قطر لأن حظوظ الأخير بالتأهل إلى النهائي ستكون منخفضة.
وحول تنظيم الاتحاد الآسيوي، كتب العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي المهتمين بالرياضة ملاحظات واقتراحات عدة، جاء في بعضها: إن الإتحاد الآسيوي لكرة القدم بقيادة البحريني سلمان العيسي إتحاد فاشل، من أهم الملاحظات المهمة على فشل الإتحاد الآسيوي التي لم تظهر للعيان إلا في كأس آسيا 2023 هي سوء إختيار طواقم التحكيم لجميع المباريات في البطولة وهذه الملاحظة تنبثق منها عدة نقاط وهي:
1- يُستحسن أن يكون طاقم التحكيم في أي بطولة قارية من قارة أخرى كي ينتهي دافع التخوين بالمؤآمرة.
2- المفروض ألا يكون طاقم تحكيم المباراة عربي إذا كانت المباراة بين فريقين عربيين.
3- المفروض ألا يكون طاقم تحكيم المباراة من دولة أو دولتين بينهما بعض الإختلافات الساسية أو العقائدية.
4- يُفترض أن تكون بعض الملاحظات كلوائح قانونية مِلزمة لطواقم الحكام ومنها مايلي:
أ- أي شيء يصدر من الحكام يخل في الحالة النفسية للمنتخب المتقدم بالنتيجة في منتصف الشوط الثاني يُعتبر تواطئ من الحكم ومساعديه مع المنتخب الآخر فتعاد المباراة ويُعقاب الحكم مع مساعديه أو من كان السبب في الحالة منه دون الباقي.
ب- أي حالة مزاجية من الحكم أو أحد مساعديه فيها تغاضٍ عن بعض الأخطاء من أحد المنتخبين والتي تؤدي لغلبة المنتخب الذي تغاضى الحكم عن أخطائهِ تعتبر تواطئ مع المنتخب الآخر وتُعاد المبارات ويُعاقب الحكم بعقوبة صارمة.
الملاحظة الثانية:التدقيق في سجلات الأخطاء التحكيمية للبطولات السابقة ومنع الحكام الذين عليهم مؤشرات في بطولات سابقة.
وفي مباراة دور الـ16 بين المنتخبين الياباني والبحريني، هُزِم منتخب البحرين أمام نظيره الياباني بثلاثة أهداف لهدف، في مباراة ثمن نهائي بطولة كأس آسيا 2023 والتي تستضيفها قطر، وشهدت بعض الجدل التحكيمي.
وسجل منتخب اليابان الهدف الثاني عبر تاكيفوسا كوبو، في الدقيقة الـ49، الذي أعلن فيه حكم الراية في بداية الأمر، عن وجود حالة تسلل، قبل أن يعود حكم الساحة لتقنية "الفار" ويقر بصحة الهدف.
وعن هذا الهدف قال جمال الشريف، الخبير التحكيمي: "هدف صحيح وسليم لا تسلل فيه رغم وجود كوبو في موقف تسلل، إلا أن لاعب البحرين هزاع علي أعاد الكرة بشكل متعمد وبالتالي الكرة عادت من المنافس. اللعب المتعمد هو أن يكون اللاعب متحكما بالكرة ولديه إمكانية إبعاد الكرة برأسه أو قدمه حتى إذا كان بشكل غير دقيق أو غير نجاح، فهذا لا ينفي حقيقة أن اللاعب لعب الكرة بشكل متعمد".
وأضاف: "الكرة كانت في مجال رؤية اللاعب المدافع ولم تكن تتحرك بسرعة ووجهة الكرة كانت متوقعة، إضافة إلى أن حركة جسم اللاعب كانت منسقة وليس كرد فعل، بأن يمد ساقه بعيدا. إذن اللاعب هنا هو الذي لعب الكرة بشكل متعمد. الحكم ذهب لمشاهدة الشاشة من أجل التأكد هل أن اللاعب لعب الكرة بشكل متعمد أم لا. بالنسبة لقرار أو راية الحكم المساعد، كان خطأ باحتساب التسلل لعدم قدرته على معرفة من لعب الكرة، أو لعدم تقديره الصحيح بوجود لعب متعمد من قبل المدافع".
وبالحديث عن الأخطاء التحكيمية في مباريات بطولة أمم آسيا، فلا بد من التذكير بالمباراة الأكثر جدلاً في البطولة وهي المباراة التي جمعت منتخبنا الوطني مع المنتخب الأردني وانتهت بإقصاء العراق من دور الـ16 في مباراة مثيرة قادها الحكم الإيراني-الاسترالي علي رضا فغاني.
ويمتلك العراق تاريخاً سيئاً مع هذا الحكم، حيث أدار 4 مباريات للمنتخب الوطني انتهت جميعها بالخسارة، وفي أغلبها حدثت حالات مثيرة للجدل كعدم منح ضربة جزاء مستحقة للعراق وآخرها طرد أيمن حسين غير المبرر.
صحيفة الـ"آس" الإسبانية قالت أن حالة إقصاء مهاجم منتخب العراق أيمن حسين، في مواجهة الأردن بإنها "الأغرب في التاريخ".
ووصفت الصحيفة الإسبانية، إقصاء حسين، بإنه "الطرد الأكثر غرابة في تاريخ"، موضحةً إن اللاعب "طُرد بسبب حركة تناول طعام!".
فيما علق موقع "سبورت بايبل" البريطاني، على الحالة ذاتها، وقال إن اللاعب العراق طرد بحجة "الإفراط في الاحتفال".
وأضاف، إن أيمن حسين سجل هدفا مثيرا، وركض بسرعة إلى أقصى نهاية الملعب للاحتفال مع الآلاف من المشجعين العراقيين، ثم أجرى حسين حركة الأكل بيديه، وهي لفتة لم يكن الحكم علي رضا فغاني سعيدًا بها، ليشهر البطاقة الصفراء الثانية "القاسية للغاية"، في لحظة "حيرت الكثيرين!".
وقال مدرب منتخب العراق خيسوس كاساس، إن "في بطولة كبيرة مثل كأس آسيا لا يتم استبعاد لاعب لاحتفاله بالهدف"، مبينا إن "الطرد حدث بعد نفاذ التبديلات لذلك أصبحت الأمور صعبة في المباراة".
المباراة المثيرة انتهت لصالح الأردن بنتيجة 3-2، بعد أن سجلت هدفي الفوز في الدقيقتين 95 و97 من زمن المباراة التي وصفها الإعلام "بالمجنونة"، في دور الـ16 من بطولة كأس آسيا المقامة في قطر.
اللقطة الغريبة تمثلت بحالة الطرد التي حصل عليه مهاجم منتخب العراق، أيمن حسين، بسبب "طريقة احتفاله"، بعد تسجيله الهدف الثاني في مرمى الأردن.
أيمن حسين ذهب لتمثيل حركة "تناول أكلة المنسف الأردني"، على أرض الملعب، وهو ما دفع الحكم الإيراني علي رضا فغاني لمنحه البطاقة الصفراء الثانية، وطرده من اللقاء.
وناقش الخبراء سبب الطرد، وبدى أن هناك سببان محتملان، الأول هو أن أيمن حسين تأخر بالاحتفال، وكرر عدة احتفالات حول الملعب، قبل أن يقوم باحتفاله بتمثيل حركة تناول المنسف. مع العلم إن احتفالية لاعبي الأردن بعد تسجيلهم الهدف الأول استغرقت وقتاً أطول من احتفالية أيمن حسين.
السبب الثاني المرجح، هو إن الحكم اعتبر احتفال أيمن مستفز لجماهير الأردن، وتقليد حركة احتفال المنتخب الأردني بتناول المنسف، وهو ما قد يؤجج الجماهير الأردنية.
وحتى الآن، لم يكشف الحكم عن أي من السببين كان الدافع لطرد أيمن حسين.
الحكم الدولي السابق عمر المهنا قال إن حالة الطرد التي تعرض لها أيمن حسين مهاجم منتخب العراق كانت بحاجة لخبرة أكثر من حكم المباراة.
وقال المهنا: الطرد وفقاً لنص القانون كان صحيحاً، ولكن كخبرة وحكم له باع طويل في هذا المجال، كان من الأولى أن يدير هذا الإنذار، خاصة أن اللاعب أمضى دقيقة وعشر ثوانٍ فقط للاحتفال وهذا أمر متاح، ولكن كقانون هو قرار صحيح، أما حسب وجهة نظري كان يجب ألا ينذر اللاعب.
وأضاف: هو حرفياً كنص موجود، ولكن مثل هذه المباراة وإدارتها كان يجب أن يديرها أفضل مما فعله.
وبحسب المادة التي استند إليها الحكم، فإنه بإمكان اللاعبين الاحتفال عند تسجيل هدف، ولكن يجب ألا يكون هذا الاحتفال مفرطاً، ولا يتم التشجيع على الاحتفالات الراقصة، ولا يجب أن يتسبب في إضاعة الوقت بشكل مفرط.
وختم المهنا حديثه: الحكم أدار المباراة بشكل جيد جداً، المباراة كانت صعبة، الإنذارات صحيحة، وشخصية الحكم كانت حاضرة، ولا توجد حالات مؤثرة.