الذكرى الرابعة لإسقاط طائرة "آر كيو-4 غلوبال هوك" في مضيق هرمز.. كيف جبنت أمريكا وانتصرت إيران؟
انفوبلس/ تقرير
في مثل هذا اليوم من عام 2019، أعلن التلفزيون الرسمي الإيراني، إسقاط طائرة "آر كيو-4 غلوبال هوك" الأمريكية في مضيق هرمز بنيران الدفاع الجوي للقوة الجوفضائية للحرس الثوري في محافظة هرزمكان جنوب إيران، في وقت تهرّب الجيش الأمريكي ونفى أن تكون هناك أي طائرة أمريكية حلقت فوق المجال الإيراني.
الوكالة الإيرانية والتلفزيون الرسمي الايراني أوضحا أنَّ الطائرة المُسيّرة المُسقطة كانت من نوع "آر كيو 4 جلوبال هوك" التي تصنعها الشركة الأمريكية "نوثروب غرونمان"، وجرى إسقاطها بنيران الدفاع الجوي للقوة الجوفضائية للحرس الثوري في محافظة هرزمكان جنوبي إيران.
فيما قال الحرس الثوري الإيراني إنه في إسقاط الطائرة "رسالة واضحة" للولايات المتحدة"، معتبرا أن "طهران لا تريد الحرب، لكنها مستعدة لها بالكامل".
أما الجيش الأمريكي، نفى أن تكون هناك أي طائرة أمريكية حلّقت فوق المجال الإيراني، وبحسب مسؤول أمريكي، فإن الطائرة تابعة للبحرية الأمريكية وهي من طراز "تريتون إم كيو-4 سي"، فيما كذّب مسؤول آخر عبر "رويترز" الجيش الأمريكي وذكر أنَّ طائرة عسكرية أمريكية مُسيّرة (دون طيار)، أُسقِطت في المجال الجوي الدولي فوق مضيق هرمز، بصاروخ أرض ـ جو إيراني.
وبعد ذلك، اعترفت أمريكا، حيث قال قائد القيادة الوسطى للقوات الجوية الأميركية جوزيف غواستيلا آنذاك إن الطائرة المسيّرة التي أسقطتها إيران كانت تحلّق فوق خليج عمان ومضيق هرمز في مهمة مراقبة بالمجال الجوي الدولي عندما أسقطها صاروخ أرض-جو من الحرس الثوري الإيراني.
وأضاف غواستيلا، إن هذا الهجوم -الذي وصفه بالخطير والتصعيدي- محاولة لتعطيل القدرة الأميركية على مراقبة المنطقة، في أعقاب التهديدات الأخيرة للشحن الدولي والتدفق الحر للتجارة، على حد قوله.
يُشار إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب اعتبر أن إيران ارتكبت خطأ جسيما بإسقاطها الطائرة الأميركية المسيّرة، وقال إن شكل الرد سيحدد قريبا، في حين أصرّت طهران على أن الطائرة المستهدفة كانت تحلق فوق أجوائها.
فيما قالت الولايات المتحدة إنها وضعت خططاً لشن ضربات محدودة على إيران رداً على ذلك، لكنها ألغتها بعد ذلك دون معرفة الأسباب. كما لم يحصل شيء يذكر بعد كلام ترامب والذي توعد بالرد.
وعن الطائرة التي أعلن عنها الحرس الثوري الإيراني أنَّها دخلت مجال دولتهم، فهي من الطائرات التي تستطيع الطيران لمدة 24 ساعة متواصلة على ارتفاع أكثر من 10 أميال، والعمل على مساحة 8 آلاف و200 ميل بحري، وفقًا لشركة "نورثروب جرومان" المصنعة للطائرة في موقعها على الإنترنت.
والطائرة هي "آر كيو - 4 جلوبال هوك" طائرة دون طيار من إنتاج "نورثروب جرومان"، تستخدمها القوات الجوية الأمريكية للمراقبة، والاستخبارات والاستطلاع، سرعة طيرانها 650 كيلومتر/ ساعة، تحتوي على محرك واحد تيربو فان من نوع "AE3007H" إنتاج رولس رويس يعطي قوة دفع 31.4 كيلو نيوتن.
كما بينت الصحف الأميركية وقتها أنها نموذج لطائرة تجسس، لها القدرة على التحليق على ارتفاعات عالية، يبلغ سعرها حوالي مئتي مليون دولار، تستطيع اثنتان منها مراقبة كامل الخليج على مدار الساعة وإرسال صور فورية للسفن والمحطات البرية، يبلغ طول جناحيها 130 قدما مثل طائرة الركاب بوينغ 737. وهي ثقيلة وبطيئة ويمكن التقاطها بالرادار.
وأوضح موقع ديلي بيست الأميركي أنها أحد أنواع طائرات الأسطول الأميركي من مجموعة (آر كيو-4 غلوبال هوك) التي تصنعها شركة نورثروب غرومان للقوات الجوية منذ التسعينيات لتحل محل طائرة التجسس يو-2 العتيقة التي كانت تعمل إبّان الحرب الباردة، والفكرة وراء ذلك أن الطائرة المسيّرة ستكون قادرة على التحليق فترة طويلة وتنفذ مهمات أخطر.
وقال أيضا، إن البحرية الأميركية نشرت هذه الطائرة النموذج قبل سنوات كأحد إجراءات الطوارئ لمراقبة سوريا وإيران، وأن قرار وزارة الدفاع نشرها بالمنطقة يشير إلى الضرورة العسكرية وسط التوتر المتصاعد مع إيران.
وأضاف موقع ديلي بيست، إن طائرات غلوبال هوك يمكنها الطيران على ارتفاع 65 ألف قدم لمدة ثلاثين ساعة متواصلة، وهي تحمل كاميرات ومجسّات تعمل بالأشعة تحت الحمراء، ويمكنها اعتراض المكالمات الهاتفية ومكالمات الراديو، كما تحمل راداراً يمكنه تعقب الأهداف المتحركة داخل أي دولة من خارجها.
وأنتجت نورثروب طائرات (BAMS-D) كنماذج، في الوقت الذي تعمل فيه على النسخة النهائية لمجموعة (أم كيو-4 سي) والتي دخلت الخدمة لأول مرة في 2019.
وأورد الموقع، أن البحرية ظلت تستخدم طائرتين من (BAMS-D) لسنوات من قاعدة الظفرة الجوية الإماراتية، إذ تقوم بمهمات استطلاع على الخطوط الأمامية ومراقبة تحركات القوات الإيرانية كلما عبرت إحدى السفن الحربية الأميركية مضيق هرمز الذي يبلغ عرضه 21 ميلا فقط في أضيق أجزائه.
ويبلغ طول الطائرة 14.5 مترا، بارتفاع 4.6 أمتار، ويصل طول جناحيها 12.7 مترا وتستطيع الطائرة حمل وزن يصل إلى 900 كيلوغرام، كما تتمتع بأجهزة استشعار متعددة المجسات.
*لإيران قدرات كبيرة
لكن ليس من المتعذر إصابة هذه الطائرة التي تطير على ارتفاعات لا تصلها معظم الصواريخ، خاصة وأن إيران تمتلك صواريخ أس-300 أرض جو الروسية التي يصل مداها إلى ارتفاع مئة ألف قدم.
ومع ذلك، يقول "ديلي بيست" إنه من غير المرجح أن توقف وزارة الدفاع (البنتاغون) استخدام هذه الطائرة التي تحوز على إعجاب قادة العمليات الذين يحتاجون خدماتها حاليا أكثر من أي وقت مضى، لكن يمكن تغيير طريقة خدمتها.
وقالت مجلة تايم، إن إسقاط هذه الطائرة يشير إلى أن طهران لديها قدرات عسكرية أكبر مما تعلمه واشنطن عنها، مشيرة إلى أنه تصعب إصابتها بسبب الارتفاع الذي تحلق فيه.