اللاعب السابق لنادي الشرطة والمنتخب محمد هادي يواجه حكما بالإعدام.. تعرف على تفاصيل التهمة الموجهة إليه
انفوبلس/..
حكمت أحد المحاكم العراقية في العاصمة بغداد، على كابتن المنتخب الوطني العراقي ولاعب فريق الشرطة السابق محمد هادي بالإعدام شنقاً حتى الموت قابل للتمييز.
الحكم جاء عقب حادث حصل قبل حوالي عامين بالقرب من منطقة الشعلة بين هادي وأفراد مجموعته مع أحد الشباب الذي تعرض هو وأبوه إلى وابل من إطلاقات نارية قُتل فيها الشاب بينما نجى أبوه من الحادثة.
وبعد تحقيق متواصل من الشرطة تأكد المتسببين بالحادث بعد تشخيص والد المقتول لأفراد المجموعة ومن بينهم اللاعب محمد هادي.
يذكر أن محمد هادي سبق أن مثّل منتخبات الفئات العمرية وكذلك المنتخب الوطني واستلم شارة القيادة في بعض المباريات ومثّل أندية عديدة أبرزها فريق نادي الشرطة وفرق محلية وخارجية عديدة.
وكان اللاعب محمد هادي قد بعث برسالة الى جماهير الشرطة، يطالبهم بالوقوف معه بعد اصدار حكم الاعدام بحقه، وهو بريء حسب ما يدّعي.
وغرد مشجعون عراقيون، ان محمد هادي طالما زرع البسمة على وجوه الجماهير، طوال مسيرته في منتخبنا الوطني ولاعب نادي الشرطة والطلبة والجوية والنجف وكربلاء وبغداد.
واكدوا انه يواجه تهم كيدية، مناشدين رئيس الوزراء ووزير الداخلية النظر بقضية الكابتن لكونه ذو اخلاق عالية ومعروف في الوسط الرياضي في مدينته.
موقف العائلة
وطالبت عائلة اللاعب محمد هادي، إعادة التحقيق في التهمة المنسوبة إليه، حيث طالب افراد عائلته خلال حديث متلفز، الادعاء العام ورئيس مجلس الوزراء، وعدنان درجال، للتدخل في مساعدة اللاعب قدر الامكان في إعادة المحاكمة وإعادة النظر بالحكم الصادر بحق اللاعب.
واكد والد اللاعب، ان التهمة كانت منسوبة لمجموعة من الاشخاص وتشمل تفاصيل تتضمن سرقة وقتل, فيما اشار ان الاعترافات التي ادلى بها محمد هادي، انتزعت منه بالقوة.
زوجة اللاعب محمد هادي، اكدت ان زوجها يقبع في السجن منذ اكثر من سنتين، بتهمة نسبت إليه بشكل مفاجئ، مطالبة بالوقوف الى جانب اللاعب في إعادة المحاكمة والنظر في الادلة المقدمة في القضية.
إعدام للاعب سابق
وبمناسبة الحكم الصادر بحق اللاعب، استذكرت الجماهير الرياضية حالة إعدام سابقة للاعب عراقي حدثت قبل نحو 45 عاماً، وعلى الرغم من اختلاف الحالتين، حيث حكم الاعدام بحالة هادي جاء لاسباب جنائية، فيما كان الأول لأسباب سياسية، لكن هذا لم يمنع الجماهير من ربط الحالتين لأن شخصيات كهذه تكون خالدة في أذهان الناس لعقود، الامر الذي جعلهم يلتمسون من القضاء إعادة النظر بقضية محمد هادي.
في الثامن عشر من آيار/مايو المقبل ستمر على العراقيين الذكرى السادسة والأربعون لإعدام نجم الكرة العراقية، وأحد اسمائها الكبيرة، الشهيد اللاعب الموهوب بشار رشيد، أبن الديوانية الذي عشق مدينة الثورة بعد ان جاءها مهاجراً مع والدته، ومن شوارعها الحبيبة انطلقت موهبته تنافس مواهب الكبار من ابنائها، ليلعب في مختلف انديتها، بدءاً من فرقها الشعبية، وصولاً لتمثيل المنتخب الوطني العسكري، وليطبع أسمه بحروف من ذهب في منجز الكرة العراقية، ويضيف اسمه في سجل الاسماء التي حققت ما حققت في ذاكرة الرياضة العراقية..
شار الذي أحبَّ كرة القدم، وأحبَّ شعبيتها واستهواه عشق الناس لها، كان اسماً مهماً تدرج في ملاعبها، وهو لا يزال في مراحل صباه الأولى، بدءًا من فرق المدارس، مروراً بفرق العاصفة والهلال وهي فرق شعبية زامل فيها نجم الكرة العراقية فلاح حسن، وأيضاً الزمالك ليتعرف على اسماء كبيرة ومهمة من امثال منعم جابر وكاظم عبود ولعيبي فرحان وجاسم محمد كريم وغيرهم .
انطلق رشيد كما يقول مؤرخو سيرته الكروية، فعلياً من فريق السكك الحديد اذ مثله في الدوري الممتاز للموسم 1966- 1967، رفقة اللاعبين ستار خلف وجلال عبد الرحمن ومؤيد محمد صالح ومحمد علوان وحازم محمد علي وطرزان , كما مثل الفريق في الموسم التالي 1967 -1968 حيث انضم للفريق نخبة من اللاعبين المتميزين أمثال علي كاظم وأنور جسام ورسن بنيان وجبار خزعل ومقداد جرجيس وعادل حمادي.
لينتقل لاحقاً الى فريق القوة السيارة ويمثله رفقة مجموعة اخرى من نجوم العراق آنذاك، يقول الدكتور منذر العذاري الذي ارخ للشهيد في مقالة عنه " في موسم 1971 -1972 كان بشار رشيد يرتدي القميص البنفسجي مدافعا عن ألوان فريق آليات الشرطة الذي كان يضم خيرة نجوم الكرة العراقية أمثال المرحوم ستار خلف والمرحوم عبد كاظم ودوكلص عزيز ورياض نوري ومظفر نوري وصباح حاتم و شاكر إسماعيل ومنعم حسين وطارق عزيز ولطيف شندل ومجيد علي وعصام خليل ومجيد علي، وغيرهم ، وتوج الفريق بطلاً للدوري في ذلك الموسم .
في موسم 1972 -1973 أحرز الشهيد بشار لقب هداف الدوري بعد أن سجل خمسة أهداف، هدف في مرمى السكك يوم 16 تشرين الأول 1972 وثلاثة أهداف في مرمى النجدة يوم 30 تشرين الثاني 1972 وهدف في مرمى المشاة يوم 27 كانون الأول 1972 ,وفي الموسم التالي 73-1974 والذي ضم فرق المؤسسات والأندية وشهد مشاركة فرق المحافظات في الدوري لأول مرة سجل بشار رشيد ستة أهداف لفريق آليات الشرطة لكن لقب الهداف كان من نصيب لاعب النجدة زهراوي جابر ..وبعد أن ابتعد نجوم الآليات – ومنهم الشهيد بشار – عن الدوري في موسم 74-1975 الذي شهد الغاء فرق المؤسسات والعمل بنظام الأندية ,عاد شهيدنا البطل ليلعب ضمن فريق نادي الشرطة في موسم 75-1976 وهو الموسم الأخير له في عالم الدوري العراقي حيث تم اعتقاله ومن ثم اعدامه من قبل السلطة العفلقية الغاشمة، وكان معه في الفريق ابرز نجوم الكرة العراقية أمثال رعد حمودي وقاسم محمد ابو حديد ومحمد طبرة ودوكلص عزيز والمرحوم عبد كاظم ورياض نوري وصباح حاتم وعلي حسين محمود وزهراوي جابر وهادي الجنابي وثامر سلمان والمرحوم عبد الواحد وشيح وعدنان محمد علي وغيرهم" كما يقول الدكتور العذاري .
كان انتماء بشار رشيد لليسار صميماً وحقيقياً، مؤمنًا ان الأنسان يمثل قيمة الوجود المثلى، وان ما يملكه من مواهب وقدرات يجب ان توظف لخدمة الجمال والانسانية، وهذا ما ازعج السلطات البعثية الغاشمة التي اجهزت عليه كما اجهزت على كوكبة كبرى من نجوم الفن والأدب والرياضة والفكر والسياسية الذين غيبتهم آلة القمع الدموية.
لقد مثّل إعدام الشهيد بشار رشيد واحدة من أعظم دلائل القسوة والظلم الذي عانى منه شعبنا العراقي، ومثل استشهاده علامة أخرى على ما اقترفته يد البعث من جرائم لا تنسى بحق الشعب العراقي الذي لا يزال يئنّ من جرائمها التي لا تنتهي.