حساب "وزير عراقي".. أربع سنوات من محاولات التضليل والتلاعب بالمشهد السياسي يختتمها بربط الحساب بالسوداني
أداة لخلق الأزمات السياسية
انفوبلس/..
أربعة أعوام على تأسيس حساب "وزير عراقي" على منصة "إكس" الذي شرعت قناة الشرقية، التابعة لرجل الأعمال سعد البزاز، الذي يُعرف بدوره الكبير في زعزعة العملية السياسية ودعمه لأشخاص مثيرين للجدل، في الترويج لهذا الحساب عبر اقتباس التغريدات والآراء التي ينشرها، ورغم عدم أهميته الكبيرة واحتوائه على الكثير من المعلومات المضللة منذ إنشائه، اتجه مالك الحساب الى إغلاقه بكذبة مزيفة ونكتة لا تنطلي على أي قارئ متتبع للأحداث ومجرياتها وتاريخ الحساب الرامي لخلق الفتن وافتعال الازمات السياسية بمعلومات غير دقيقة.
ونشر صاحب الحساب، تدوينة ادعى فيها أن "الحساب (وزير عراقي) تم اختراقه، وكان يعود الى رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، يستخدمه لمحاربة خصومه من قادة وزعماء أحزاب وكتل في الإطار التنسيقي، وأن الحساب تم اختراقه من قبل فريق الدعم الإلكتروني لفصائل المقاومة الإسلامية"، في محاولة لخلط الأوراق وصنع أهمية زائفة يأمل تحقيقها بعد إعادة فتح الحساب وتسويقه، بعد عدم النجاح الذي تلقاه بالوقت الذي لم يجذب متابعين له سوى على موقع "إكس" (تويتر).
فبركة إعلامية رخيصة
وتم إطلاقه الحساب في شباط 2020، بعد مرور أربعة أشهر على اندلاع تظاهرات تشرين، وأصبح معروفاً باستهدافه للمشهد السياسي العراقي بشكل عام، مع تركيز خاص على السياسيين الشيعة وقادة فصائل المقاومة، واتهام السوداني بأن حساب (وزير عراقي) تابعاً له فبركة إعلامية رخيصة هدفها كيدي تسقيطي، حيث إن الحساب ذاته سبق أن استهدف السوداني في مناسبات سابقة في مواضع كثيرة، مثلما استهدف غيره من السياسيين في محاولات التأثير في الرأي العام وافتعال الأزمات السياسية.
وعلى الرغم من أن الحساب قديم في موقع "تويتر" وتم إنشاؤه قبل تشكيل حكومة محمد شياع السوداني، وقبل الحديث عن وجود شبكة تجسس تعمل داخل مكتب رئيس الحكومة ويترأسها محمد جوحي، إلا أن صاحب الحساب ذكر في التدوينة التي نشرها، أن "السوداني كان يستغل إمكانيات جهاز المخابرات العراقي وأجهزة التنصت في الحساب ضد خصومه من الأحزاب الشيعية لكي يحرجها أمام قواعدها الشعبية من أجل أن يصعد على أكتافهم ويحصل على الولاية الثانية ويصبح الزعيم الأوحد، ويدار من قبل شبكة التجسس في مكتب رئيس الوزراء التي تم تشكيلها بأمر منه وهو الذي يشرف عليها"، وهذا ما عدّه مغردون محاولة خلط أوراق واستغلال الحديث عن الازمات الحكومية والخلافات السياسية داخل الإطار التنسيقي تجاه حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني.
دور مركز "اعتدال"
ويرجح مراقبون، أن أنشطة الحساب لها علاقة بعمل مركز "اعتدال" السعودي، الذي يكثف جهوده منذ تأسيسه في السنوات الأخيرة، بنشر الفتن والاكاذيب وبث الخلافات داخل الدول المستهدفة عبر حملات منتظمة بواسطة جيوشاً إلكترونية، وشنّ هجمات وحروب ضد دول محددة خاصة تلك التي لا تسير في ركب المملكة.
ولا تكف المجاميع الالكترونية السعودية والإماراتية والمصرية التي تعمل بتناغم مع أهداف مركز "اعتدال "عن ممارسة الإرهاب الفكري او المساهمة في بث الشائعات والاكاذيب التي تصب في تعميق الخلافات السياسية داخل الدول، ونشر ثقافة الفتنة وعدم الثقة بين الشعوب.
وفي ظل حملة تشويه تطال مقترح قانون لتعديل قانون الأحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959، والوقوف ضد تمريره، كانت منصات تحليل رقمي، قد أظهرت أن عبارات شائعة استخدمتها منصات وشخصيات لتسقيط القانون، قد تكررت تلك العبارات بنسبة 66% من حسابات من المملكة السعودية.
وذكر مراقبون، أنه وبحسب منصة "Hootsuite" للتحليل الرقمي، فأن عبارات استخدمتها مجاميع الكترونية، أُطلقت من برامج لتزييف وتسقيط مقترح قانون في مجلس النواب، قد دُعمت وأُعيد تكرارها بنسبة 66% من قبل حسابات من السعودية.