خطة عاشورائية موحّدة تجمع الحشد والوزارات لخدمة ملايين الزائرين

انفوبلس.. 

في إطار الاستعدادات المكثفة لإحياء ذكرى عاشوراء، كثّفت الجهات الأمنية والخدمية والصحية جهودها لضمان إقامة الشعائر الحسينية في أجواء آمنة ومنظمة، فقد ترأس وزير الداخلية عبد الأمير الشمري مؤتمراً أمنياً رفيعاً في كربلاء المقدسة، بمشاركة كبار القادة والجهات ذات العلاقة، لمناقشة تفاصيل خطة التأمين والتنظيم.

وفي بغداد، أعلنت قيادة العمليات عن خطة شاملة تشمل ثمانية قطاعات أمنية موزعة، وتنسيقاً عالياً مع الدفاع المدني والمرور والوقف الشيعي، كما ساهمت وزارة النقل بـ200 باص مكيف لخدمة الزائرين، فيما أطلقت هيئة الحشد الشعبي تحركاتها الميدانية والخدمية لدعم المواكب. هذه الإجراءات تأتي في ظل مشاركة مليونية، تتطلب جهداً متكاملاً لحماية الأرواح وضمان انسيابية السير والخدمات.

استعدادات أمنية مكثفة

وفي إطار الجهود المتواصلة لتأمين مراسم عاشوراء، صعّدت الجهات الأمنية والخدمية والصحية من استعداداتها الميدانية والتنظيمية، بهدف ضمان بيئة آمنة وخدمات متكاملة للملايين من الزائرين المتجهين صوب كربلاء المقدسة، فقد ترأس وزير الداخلية، عبد الأمير الشمري، بصفته رئيس اللجنة الأمنية العليا للزيارات المليونية، مؤتمراً موسعاً في قيادة عمليات كربلاء، ناقش خلاله الاستعدادات الشاملة لتأمين مراسم إحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام، بحضور كبار المسؤولين من وزارتي الداخلية والدفاع، والحشد الشعبي، إضافة إلى محافظ كربلاء ومسؤولي اللجان الخدمية.

وتضمّنت وقائع المؤتمر استعراضاً مفصلاً لخطة الانتشار الأمني، وآلية توزيع القطعات على المحاور الرئيسة التي يسلكها الزائرون، لضمان حركة انسيابية ومنع أية اختناقات أو مخاطر محتملة. كما تم التشديد على ضرورة الابتعاد عن القطوعات غير الضرورية، وتعزيز الجهد الاستخباري والاستباقي، مع نشر عجلات الإطفاء وفرق الطوارئ داخل المدينة ومحيطها.

وأكد الشمري أهمية التنسيق بين مختلف التشكيلات الأمنية، والتعاون الوثيق مع المواطنين وأصحاب المواكب الحسينية، مشدداً على أن نجاح مراسم العزاء يعتمد على العمل التشاركي بين الجهات الرسمية والمجتمعية.

وفي سياق متصل، أعلنت دائرة صحة كربلاء أن مصرف الدم الرئيسي جمع أكثر من 1150 قنينة دم بمختلف الأصناف، تبرع بها الزائرون في بادرة إنسانية تؤكد روح التفاني والتكافل في هذه المناسبة العاشورائية.

وتعد هذه الخطوة مؤشراً واضحاً على تفاعل الجماهير مع الأبعاد الصحية والاجتماعية للموسم الحسيني، بالتوازي مع الأبعاد الروحية والدينية.

وعي أمني ميداني

وكشفت قيادة عمليات بغداد عن وضع خطة أمنية وتنظيمية شاملة، بالتنسيق مع اللجنة الأمنية العليا لتفويج الزائرين إلى مرقدي الإمامين موسى الكاظم ومحمد الجواد (عليهما السلام) في مدينة الكاظمية المقدسة.

وأوضح مدير إعلام القيادة، العميد عباس حميد ريحان، أن الخطة تضمنت تشكيل ثمانية قطاعات مسيطرة تغطي مناطق بغداد كافة، بهدف ضمان توزيع الجهد الأمني واللوجستي بما يواكب الكثافة البشرية المتوقعة.

وأشار ريحان إلى التنسيق الفعال مع هيئة المواكب في ديوان الوقف الشيعي لتنظيم حركة المواكب الحسينية، خصوصاً في المناطق السكنية والمزدحمة، حيث تم تجهيز القطاعات بقوى بشرية مدربة وآليات تخصصية لدعم التنفيذ الميداني، كما تم التنسيق مع مديرية المرور العامة لتأمين انسيابية حركة السير ومنع تقاطع الزائرين مع المركبات، إضافة إلى استعدادات الدفاع المدني للتعامل مع أية طوارئ محتملة، خاصة في ظل موجات الحر الشديدة.

وشددت قيادة العمليات على أهمية الوعي الأمني والوقائي، حيث أُطلقت حملة لتوزيع ملصقات وبطاقات توعوية على أصحاب المواكب، تتضمن تعليمات السلامة العامة والوقاية من الحرائق، مع التأكيد على منع حمل السلاح في محيط المواكب والاكتفاء بوجود القوات الرسمية لتأمين الحماية.

كما شملت الخطة تنسيقاً رفيع المستوى مع وزارات الدفاع والداخلية والنقل، إضافة إلى البلديات وهيئة الحشد الشعبي، لتقديم خدمات متكاملة تسهم في نجاح مراسم العزاء، وتعكس الصورة الحضارية والتنظيمية للعاصمة خلال هذه المناسبة.

توصيات أمنية وجهد استخباري

في السياق ذاته، أصدرت وزارة الداخلية مجموعة توصيات أمنية خاصة بشهر محرم، أبرزها منع حمل السلاح أو أي مظهر مسلح قرب المواكب أو المجالس، والتأكيد على أن يكون حمل السلاح مقتصرًا على القوات الأمنية، كما شددت على ضرورة التنسيق المسبق مع قيادة العمليات فيما يتعلق بإغلاق الطرق، ومنع أي حالات غلق عشوائي.

وشملت التوصيات أيضًا نشر مفارز الطوارئ والدفاع المدني وفرق مكافحة المتفجرات، وتكثيف الجهد الاستخباري في محيط مواقع إقامة الشعائر، إلى جانب حملات توعوية بالتنسيق مع الشرطة المجتمعية لضمان الحفاظ على أمن الزائرين، وتسهيل حركة السير، والاستجابة السريعة لأي طارئ.

200 باص مكيّف لخدمة الزائرين

في إطار الجهود الحكومية لتأمين راحة الزائرين خلال مناسبة عاشوراء، أعلنت وزارة النقل عن تهيئة 200 باص مكيّف لخدمة الزائرين على محوري بابل وبغداد، ضمن خطة متكاملة لتفويج الحشود المتجهة نحو كربلاء المقدسة.

وأكد مدير عام الشركة العامة لنقل المسافرين والوفود، كريم كاظم حسين، أن الباصات جُهّزت بالكامل من الناحية الفنية، وتم ربطها بنظام تتبّع (GPS) لضمان تنظيم دقيق لحركة النقل ذهاباً وإياباً.

وأشار حسين إلى تشكيل غرفة عمليات مركزية داخل مقر الشركة للإشراف على التنفيذ، فضلاً عن نشر مفارز إدارية وفنية وتفتيشية لمتابعة سير الخطة ميدانياً، كما نظمت الوزارة ندوة تثقيفية للكوادر العاملة لتعزيز سلوكيات التعامل الحسن مع الزائرين، بما يليق بقدسية المناسبة وحجم المشاركة المليونية السنوية.

وتأتي هذه التحركات في إطار حرص الوزارة على تقديم أفضل الخدمات اللوجستية لضمان انسيابية التفويجوسلامة المشاركين.

الحشد.. تحضيرات وخطط تنظيمية

وعقدت مديرية شؤون المحافظات في هيئة الحشد الشعبي، اجتماعها السنوي الدوري لمناقشة التحضيرات والخطط التنظيمية الخاصة بإحياء الليالي العشر الأولى من شهر محرم الحرام ومراسم الزيارة الأربعينية، وذلك بحضور مدراء مكاتب المديرية في خمس عشرة محافظة.

وشهد الاجتماع، الذي عُقد في مقر المديرية ببغداد، استعراضاً مفصلاً لخطط العمل الميداني واللوجستي، وآليات التنسيق مع الجهات ذات العلاقة لتأمين أفضل السبل في خدمة الزائرين والمواكب الحسينية، وضمان انسيابية الفعاليات العزائية في مختلف المحافظات

وانطلقت آليات الجهد الخدمي للحشد الشعبي إلى كربلاء المقدسة، اليوم الثلاثاء، للمشاركة في خدمة زيارة عاشوراء.

وأفادت مديرية اعلام الحشد ان ” آليات الجهد الخدمي والهندسي توجهت إلى كربلاء المقدسة، للمشاركة في دعم وإسناد زيارة عاشوراء”.

وأضافت ان “هذه المبادرة تهدف إلى تقديم الدعم اللوجستي والخدمات الضرورية للمواكب الحسينية، لتوفير المياه والخدمات الأساسية الأخرى اللازمة لضمان راحة الزائرين والمشاركين في إحياء هذه المناسبة الدينية الهامة”.