مجلس بغداد يفتح النار على وزارة الكهرباء.. هل يتحول ملف الطاقة بيد المحافظة؟
وعود الصيف الأفضل تتبخر
مجلس بغداد يفتح النار على وزارة الكهرباء.. هل يتحول ملف الطاقة بيد المحافظة؟
انفوبلس/..
فتح مجلس محافظة بغداد، النار على وزارة الكهرباء، بعد التردي الواضح والمشهود في ساعات تجهيز المواطنين بالتيار الوطني، وفي مختلف مناطق العاصمة، وذلك بعد وعود كثيرة أطلقتها الوزارة على أن تكون ساعات التجهيز للصيف الحالي أفضل بكثير من الأعوام السابقة، وهو ما لم يلمسه المواطن العراقي بشكل عام، ليبدأ مجلس العاصمة رحلة المطالبة بتحويل ملف الطاقة بيد المحافظة بدلاً من الوزارة.
*بغداد تكتوي بلهيب تصريحات المسؤولين
رئيسة لجنة الكهرباء في مجلس محافظة بغداد، نورا الجحيشي فتحت النار على وزارة الكهرباء، وقالت إن "أغلب مناطق العاصمة تكتوي بنار الحر من جهة ولهيب تصريحاتكم من جهة أخرى سيدي وزير الكهرباء المحترم".
وأضافت، "تعودنا وللأسف قبل كل صيف أن نسمع الكلام الجميل وحسب، وأن الطاقة الإنتاجية ستكون في هذا الموسم أفضل وأن التنسيق مع مجلس المحافظة على قدم وساق! لا يوجد أي تنسيق معنا نقولها وبمرارة".
وأكدت، إنه "لا توجد أي خطط للطوارئ وأغلب المحطات والمحولات المغذية خرجت عن العمل في الكثير من مناطق بغداد ونحن مع بداية الصيف فكيف سيكون الأمر في شهر تموز؟".
وتساءلت الجحيشي، "لماذا لا تُعطى صلاحية إدارة ملف الكهرباء للمحافظات نفسها بدلاً من إدارتها بصورة مركزية سيئة والكل يُلقي باللوم على الآخر والآخر سليماً معافى؟".
*تحرُّك نحو المولدات الأهلية
وبعد اشتداد أزمة الطاقة في مختلف محافظة البلاد، وعلى رأسها العاصمة، أكدت لجنة الطاقة في مجلس محافظة بغداد "مفاتحة مجلس الوزراء بشأن دعم المولدات عبر تزويدهم بمادة الكاز بسعر 200 دينار للتر الواحد أو منحهم حصة وقود مجانية للشهرين المقبلين".
وأضافت اللجنة، إنه "في حال قبول المقترح فستكون تسعيرة الأمبير ثابتة لا تتجاوز 14 ألف دينار".
*توضيح عن قلة التجهيز
وفي معرض توضحيها عن ضعف وقلة ساعات التجهيز، قالت وزارة الكهرباء، إن ساعات تجهيز الطاقة الكهربائية الى المواطنين انخفضت في عموم المحافظات، عازيةً ذلك الى دخول العراق ذروة الأحمال الصيفية، فيما أكدت العمل على معالجة الاختناقات وتحسين شبكات التوزيع.
وقال المتحدث باسم الوزارة، أحمد موسى، إن "المواطنين شهدوا تراجعاً في ساعات تجهيز الطاقة الكهربائية بسبب دخولنا ذروة الأحمال الصيفية". مستدركاً، إن "زيادة الطلب على الاستهلاك يؤثر سلبا على أحمال الشبكة الكهربائية".
وأضاف موسى، إن "وزارة الكهرباء حققت 90% من الخطة الصيفية وخلال أيام سيتم إدخال طاقات توليدية جديدة من شأنها معالجة المنظومة الكهربائية".
وتابع، إن "الخطوط الناقلة والمحطات التحويلية التي افتُتحت في الآونة الأخيرة ستتكفل بزيادة ساعات تجهيز الطاقة الكهربائية"، مشيراً إلى "العمل على معالجة الاختناقات وتحسين شبكات التوزيع".
يذكر أن ساعات إمداد الطاقة الكهربائية تراجعت بشكل ملحوظ في العاصمة بغداد وباقي المحافظات مع ارتفاع درجات الحرارة وبدء موسم الصيف.
ويعاني العراق أزمة نقص كهرباء مزمنة منذ عقود، جراء الحصار والحروب المتتالية، ويحتج السكان منذ سنوات طويلة على الانقطاع المتكرر للكهرباء، خاصة خلال فصل الصيف، إذا تصل درجات الحرارة أحياناً إلى 50 درجة مئوية.
*محاولات لكسب الجماهير
وبشأن وعود وزارة الكهرباء للعراقيين بصيف أفضل بالنسبة إلى تجهيزهم بالطاقة الكهربائية، رأى المحلل السياسي علي الحبيب، تلك التصريحات "مجرد وعود كاذبة"، مؤكدا أن أغلب هذه التصريحات هي محاولات لكسب الجماهير.
وأوضح الحبيب، إنه "دائما ما يتم توجيه الاتهام لدرجات الحرارة والطقس في الصيف في مشكلة انقطاع التيار الكهربائي في البلد، لكن في الحقيقة هناك تردي في واقع البنية التحتية، وأيضا على كمية الفساد الموجود في الوزارات الذي تجذر إلى حد بعيد جدا، إذ إنَّه أحد أهم الأسباب لهذه المشكلة"، مشيراً إلى، أن "ملف الكهرباء يتم اللعب عليه كوتر سياسي، بسبب الصراعات السياسية بين المسؤولين".
وأضاف، إن "معظم محطات توليد الطاقة الكهربائية في العراق تعتمد على الغاز، وكما معروف أن الغاز المستخرج من الآبار النفطية يتم حرقه في الأجواء العراقية مما يسبب التلوث، إضافة إلى أن العراق يقوم باستيراد الغاز من الجارة إيران، وبالرغم من العقوبات الأمريكية عليها، والمشكلات التي يواجهها العراق في ملف الاستيراد لكن هذا الأمر فقط في ما يخص موضوع توليد الطاقة الكهربائية".
ونوه على، أن "المشكلة تكمن في تهالك المنظومة الكهربائية في البلد، إذ لا توجد منظومة حقيقية بالرغم من الأموال الخيالية التي صُرِفت خلال أكثر من ٢٠ عاما والتي هُدِرت بأمور ليس لها علاقة بملف الكهرباء".
وتابع الحبيب، إن "تحسن تجهيز الكهرباء التي تخرج به وزارة الكهرباء ببيانتها المستمرة هو عبارة عن وعود كاذبة تحاول بها كسب الجماهير، إذ ليست هناك إرادة حقيقية في إصلاح هذه المنظومة المهمة في البلد".
*وعود الوزارة
وكانت وزارة الكهرباء قد أعلنت في وقت سابق عن توقعات بتحسين وضع الطاقة خلال فصل الصيف لهذا العام، حيث من المتوقع أن يكون أفضل من الأعوام السابقة من حيث التجهيز والتشغيل.
وأوضح المتحدث الرسمي باسم الوزارة، أحمد موسى، أنه تم التنسيق مع وزارة النفط لتوفير الغاز والوقود لتشغيل محطات الطاقة، بهدف تفادي الأخطاء التي وقعت في المواسم السابقة وأدت إلى نقص التجهيز.
*11 توجيها من وزير الكهرباء
تُعد الكهرباء في العراق من أكبر التحديات التي تواجه حكومة بغداد في ظل استمرار انقطاعات التيار بالعديد من المحافظات، والتي تصل أحيانا لـ10 ساعات يوميًا.
وأصدر وزير الكهرباء زياد علي فاضل، مؤخرًا، 11 توجيهًا لتحقيق استقرار إمدادات الطاقة في بغداد والعديد من المحافظات.
وشدد فاضل على نجاح وزارته في تحقيق زيادة بالإنتاج عمّا كان عليه الوضع في الصيف الماضي، ما يُسهم في استقرار التجهيز، إلا أنه لا يزال هناك ضعف في التزود بالكهرباء لعدد من المناطق.
وبيّنَ، إنه مع ارتفاع درجات الحرارة "سنتأكد من جدّية ما عملنا عليه من معالجة الاختناقات وتأهيل شبكات التوزيع، وتعزيز المنظومة بمعالجات سريعة لأحمال المغذيات العالية، والاستنفار التام لحين انتهاء الصيف، وسرعة استجابة مراكز الشكاوى لمعالجة الأعطال".
وحدد وزير الكهرباء عددا من المحاور الرئيسية التي يجب على الشركات التابعة لوزارته العمل عليها خلال المدة المقبلة، تتمثل في موازنة الأحمال وتحقيق عدالة التوزيع، وتدوير مناولة الذبذبة على المغذيات دوريًا للمحافظة على المنظومة والتجهيز، وتوفير المواد والمعدّات اللازمة للشبكة الكهربائية في قطاعات ومراكز الصيانة، وعدم تحميل المواطنين أيّ تبعات، ورفع جداول رسمية بالمغذيات ذات الأحمال العالية، ومعالجتها فورًا، وربط المحطات المتنقلة والمغذيات الجاهزة بخانات المحطات.
وتضمنت التعليمات أيضًا، التنسيق بشكل عالٍ مع دوائر البلدية، للعمل على فك الاختناقات ونصب المحطات بمراكز الأحمال، وتشكيل خلية طارئة لمتابعة مواقف الشبكة وساعات التجهيز في جميع مناطق بغداد، والتشديد على مراكز شكاوى المواطنين بالتعامل السريع مع الشكاوى الواردة، ورسم خريطة فنية بين دوائر التوزيع والنقل، لتلافي عدم تحقيق السعات والإتاحات الملائمة، وتأمين الكهرباء لطرق فك الاختناقات المرورية، والمستشفيات ومشاريع المياه والصرف الصحي، مع جاهزية المخازن على مدار اليوم لتأمين الدعم اللوجستي للصيانات.