مصير جناحي حزب البعث العراقيين بعد سقوط الأسد.. محمد يونس الأحمد وصبار المشهداني وتطورات القيادة
البعث العراقي في سوريا
انفوبلس/..
تشهد التنظيمات المتبقية من حزب البعث العراقي في سوريا، حالة من الانقسام الداخلي بين جناحين متنافسين، حيث يتزعم الأول محمد يونس الأحمد، فيما كان يقود الثاني صبار المشهداني قبل موته في سوريا، هذا الصراع على قيادة الحزب بدأ يظهر بشكل واضح بعد توترات داخلية وسلسلة من الخلافات بين القياديين البارزين.
صبّار أحمد المشهداني، أحد القياديين البارزين في حزب البعث العراقي، عُيّن في 13 كانون الأول 2020 أمين سرّ القيادة القطرية لحزب البعث في العراق، خلفاً لعزت الدوري بتأييد من القيادة القومية للحزب، إلا أن هذا الاختيار قوبل باعتراض بعض قياديي الحزب الآخرين.
المشهداني تولّى عام 2003 مسؤولية تنظيمات الحزب في منطقة المحمودية، ثم أصبح عضواً في القيادة القطرية للحزب، ليصعد بعدها إلى القيادة القومية، وفي عام 2006، اعتقلته القوات الأمريكية في سجن بوكا.
وفي عام 2012، أفادت مصادر أن صبار المشهداني كان قد تم اختياره ليكون مشرفاً على تنظيمات عدد من المحافظات العراقية، منها البصرة وذي قار وكربلاء وغيرها، وكان يشرف بشكل مباشر على تنظيم الحزب في الداخل، ويرأس اجتماعات القيادة القطرية داخل العراق.
توفي صبار أحمد المشهداني في العراق يوم الاثنين 25 أيلول 2023، وفي اليوم التالي، 26 أيلول 2023، انتخبت القيادة القطرية لحزب البعث أمين سر جديد للحزب خلفاً له، تحت إشراف القيادة القومية، وفقاً لما نشره موقع "ذي قار"، تم اختيار شخص يدعى "أبو خليل" أميناً لسر القيادة القطرية، فيما تمّ تعيين آخر يدعى "أبو حارث" نائباً له.
محمد يونس الأحمد البدراني
أما محمد يونس الأحمد البدراني، فكان يتزعم أحد جناحي حزب البعث العراقي بعد انشقاقه عن القيادة القطرية التي يرأسها عزت الدوري، وكان الأحمد عضواً في القيادة القطرية لحزب البعث الحاكم في التسعينيات، لكنه فقد عضويته لاحقاً وأصبح ضمن دائرة الاحتياط، تولى مناصب بارزة في الدولة، منها محافظ الموصل، ورئيس مؤسسة السكك الحديد العراقية، ومدير دائرة التوجيه السياسي في الجيش العراقي برتبة لواء ركن.
بعد الغزو الأمريكي للعراق واعتقال صدام حسين، تقلّد الأحمد مسؤولية الأمانة العامة للقيادة القطرية لحزب البعث العراقي، وكان يتفاخر بأنه آخر شخص التقى صدام حسين قبل اعتقاله، ومع ذلك، وبعد إعدام صدام، نشب نزاع بين الأحمد وعزت الدوري، الذي خلف صدام كأمين للسر، ما أدى إلى انشقاق الأحمد عن الحزب في أعقاب قرار فصله مع 150 عضواً آخرين.
جاء ذلك على خلفية دعمهم لعقد مؤتمر قطري في دمشق برعاية حكومة حزب البعث السوري، التي دعت إلى توحيد حزب البعث العراقي تحت قيادة موحدة، بالتعاون مع نظيره السوري، لمواجهة المؤامرات التي تستهدف وجود الحزب في كلا البلدين.
وفي يوليو 2006، أدرجت الحكومة العراقية الأحمد ضمن قائمة المطلوبين التي ضمت 41 شخصية، بتهم تتعلق بتمويل وقيادة العمليات الإرهابية، والمشاركة في إعادة بناء حزب البعث المحظور بالتعاون مع الرئيس السوري بشار الأسد وحزب البعث السوري الحاكم.
بعد سقوط الأسد
وبعد سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد في نهاية عام 2024، شهدت الساحة السياسية السورية تحولات كبيرة، وبالنسبة لتنظيمات حزب البعث العراقي في سوريا بقيادة محمد يونس الأحمد البدراني، لم ترد معلومات محددة حول وضعها بعد هذه الأحداث، من المعروف أن هذه التنظيمات كانت تعمل في الظل خلال فترة حكم الأسد، ومع التغيرات الأخيرة، من المحتمل أن تكون قد تأثرت بشكل كبير.
في هذا السياق، بدأت بعض الأحزاب السورية بالإعلان عن بدء نشاطها في البلاد بعد نهاية حكم الأسد، فعلى سبيل المثال، أعلن الحزب الدستوري السوري "حدْس" عن بدء عمله في سوريا خلال مؤتمر صحفي عقده في مدينة طرطوس.
ومع ذلك، لم تتوفر معلومات محددة حول مصير تنظيمات حزب البعث العراقي بقيادة محمد يونس الأحمد البدراني في سوريا بعد هذه التغيرات، ومن المتوقع أن تكون هذه التنظيمات قد تأثرت بالتطورات الأخيرة، ولكن لا توجد تفاصيل مؤكدة حول وضعها الحالي.