هل يغيّر الغاز التركمانستاني واقع الصيف العراقي المقبل؟ تعرف على الترتيبات النهائية وطريق نقله إلى العراق
انفوبلس/..
بهدف استكمال إجراءات توريد الغاز الى العراق، وبعد زيارة أولى لوزير الطاقة التركمانستاني لتوقيع مذكرة تفاهم في بغداد الشهر الماضي، أجرى وفد حكومي مباحثات في تركمانستان، حسب ما أعلنت وزارة الكهرباء العراقية.
الحكومة العراقية وقّعت مذكرة تفاهم مع تركمانستان لتزويد العراق بـ 25 مليون متر مكعب يومياً من الغاز عبر الأنابيب الإيرانية
وقال وزير الكهرباء، زياد علي فاضل، الاثنين، إن استيراد الغاز الإيراني مستمر من دون تعثر، فيما أشار إلى أن الحكومة العراقية وقّعت مذكرة تفاهم مع تركمانستان لتزويد العراق بـ 25 مليون متر مكعب يومياً من الغاز عبر الأنابيب الإيرانية.
وبيّن الوزير في مقابلة متلفزة، بأن "الحاجة إلى الغاز ما زالت مستمرة بسبب حاجة المحطات الغازية التي تولّد بحدود من 7-8 آلاف ميغاواط، وهذه الحاجة جاءت بسبب تأخر خطة وزارة النفط سابقاً في إقامة مشاريع استثمار الغاز العراقي ولمسنا في الوزارة الحالية جدّية لإقامتها، وهنالك مَن يتساءل، لماذا أقام العراق محطات غازية؟، نفذناها بعد تأكيد وزارة النفط أن حاجتها من الغاز ستتحقق خلال سنوات وهو ما لم يكن، وكذلك لتنويع مصادر الطاقة لتلبية الحاجة المحلية.
وبشأن الاتفاق على استبدال الغاز الإيراني بالنفط الأسود العراقي لإنهاء مشكلة قلّة التدفقات أكد الوزير، أنه "بالنسبة إلى الاتفاق مع إيران، فإنه تم بسبب تعثر الدفوعات المالية من المصرف العراقي للتجارة نتيجة العقوبات الأمريكية التي تسببت بإطالة عمليات التدقيق، وتراكمت الديون لتصل إلى 11 مليار دولار، وجاء الاتفاق لتجاوز هذا التعثر وضمان استمرار تدفقات الغاز، وقضى بأن يسدد العراق المستحقات بكميات من فائض النفط الأسود."
تنويع المصادر
الحكومة العراقية ذهبت باتجاهين الأول نحو تركمانستان، وتم مؤخرا توقيع مذكرة تفاهم معها لتزويد العراق بـ 25 مليون متر مكعب يومياً من الغاز وبسبب البعد الجغرافي سيكون نقل الغاز عبر الأنابيب الإيرانية لعدم وجود شبكة أنابيب مباشرة بين العراق وتركمانستان
وأضاف، "هذا الإجراء ليس جديداً فوزارة النفط تسدد منذ سنوات مستحقات الشركات الأجنبية العاملة في الحقول بالآلية ذاتها، والجانب الإيراني الآن مستمر بدفق الغاز من دون تعثر وبمعدل 40 مليون متر مكعب يومياً، فيما تبلغ الحاجة الكلية 55 مليون متر مكعب."
وعن تنويع مصادر الغاز أوضح الوزير فاضل، أن "الحكومة العراقية ذهبت باتجاهين الأول نحو تركمانستان، وتم مؤخرا توقيع مذكرة تفاهم معها لتزويد العراق بـ 25 مليون متر مكعب يومياً من الغاز وبسبب البعد الجغرافي سيكون نقل الغاز عبر الأنابيب الإيرانية لعدم وجود شبكة أنابيب مباشرة بين العراق وتركمانستان، ونحن الآن في طور تحديد الكلف وفق المعادلات السعرية العالمية، ومن ثم ستكون هنالك اتفاقية تبادل مع إيران تتزود من خلاله بالغاز من تركمانستان، وتمنح العراق الكميات ذاتها عبر الأنابيب المشتركة معنا مقابل أجور بسيطة متفق عليها، وهذه الكميات لا علاقة لها بـ 40 مليون متر مكعب التي تصلنا من هناك بموجب اتفاق مقايضة النفط الأسود العراقي بالغاز الإيراني.
نقل الغاز عبر الأنابيب الإيرانية
وخلال الأيام القليلة الماضية، أعلنت وزارة خارجية تركمانستان أن العراق مهتم باستيراد 10 مليارات متر مكعب من الغاز من هذا البلد.
ولا تملك تركمانستان، البنية التحتية اللازمة للتصدير إلى العراق، فيما أُبرمت اتفاقية استيراد الغاز بين العراق وتركمانستان منذ فترة، وخلال الأيام القليلة الماضية، أعلنت وزارة الخارجية التركمانية أن العراق مهتم بالحصول سنويا على 10 مليارات متر مكعب من الغاز التركماني عن طريق إيران.
وفي وقت سابق التقى الوفد التركماني مع "زياد علي فاضل" وزير الكهرباء العراقي، وبحثا موضوع تصدير تركمانستان للغاز الطبيعي إلى العراق.
وخلال هذه المفاوضات، أبدى الجانب العراقي اهتمامه بالحصول على الغاز التركماني على أساس عقود مبادلة الغاز طويلة الأجل لا تقل عن 5 سنوات. وفي ختام المفاوضات وقّع الجانبان مذكرة تفاهم بين شركة "تركمن غاز" الحكومية ووزارة الكهرباء العراقية.
وقال خبير الطاقة الإيراني، رامين نوربخش، أن تركمانستان يجب أن ترسل غازها إلى العراق عبر خط الأنابيب الإيراني، فاستيراد الغاز العراقي من تركمانستان يعني أن هذه الكمية من الغاز من المفترض أن تمر عبر خطوط أنابيب الغاز الإيرانية، ليتم تصديره إلى العراق ولن يستورد العراق الغاز التركماني عبر خط أنابيب منفصل.
وبحسب خبير الطاقة هذا، فإن تركمانستان تزود إيران بالغاز من شمال البلاد مع البنية التحتية المتوفرة لديها، ويمكن لإيران أن تتلقى الغاز من تركمانستان وتنقله إلى العراق عبر خطوط الأنابيب الموجودة أو إنشاء خطوط أنابيب جديدة.
وتابع نوربخش: أن مبادلة الغاز مع الدول الأخرى هو تسويق للدولة المصدّرة وهو امتياز لتلك الدول، ولهذا السبب، إذا أبرمنا مثل هذا العقد، وجب الجمع بينه؛ أي إنه إذا كانت تركمانستان ستتبادل 10 مليارات متر مكعب، فيجب أن يتم ذلك بطريقة تبيع لنا 10 مليارات متر مكعب.
الترتيبات النهائية للاتفاق
وبحث وزير الكهرباء العراقي، زياد علي فاضل، ومسؤولي الطاقة في تركمانستان، الترتيبات النهائية لتوريد الغاز إلى العراق.
وذكر المكتب الإعلامي للوزير في بيان، أن الوفد العراقي برئاسة وزير الكهرباء عقد اجتماعاً مع مسؤولي الطاقة في تركمانستان برئاسة وزير الدولة لشؤون الغاز، ماكسات باباييف، في العاصمة عشق آباد، في زيارة هي الأولى لمسؤول حكومي عراقي إلى تركمانستان.
وتركزت محاور الاجتماع على مناقشة التفاصيل والترتيبات النهائية للاتفاق على توريد الغاز التركمانستاني إلى العراق.
وأكد فاضل حرص الحكومة العراقية على تعزيز التعاون الاقتصادي مع تركمانستان في مختلف المجالات، معبراً عن تفاؤله بتوقيع اتفاق توريد الغاز في وقت قريب.
وأشار إلى أهمية الاتفاق في تأمين مصادر الوقود اللازمة وتنوعها، والمحافظة على استدامة توليد الكهرباء في العراق.
ووفقاً للبيان فإنه بموجب مسودة الاتفاق بين البلدين، فإن الغاز التركمانستاني سيتم توريده إلى العراق عبر شبكة الأنابيب الإيرانية المرتبطة بشبكة الأنابيب العراقية، وصولاً إلى المحطات الكهربائية المنتشرة في وسط وجنوب.