دمُ القادة
أَقُدّسُ أعماقي إذا قلتُ صادقاً
سلامٌ على إيران عمقًا مقدَّسا
خُمينيُّها هزَّ النفوسَ كرامةً
بما صاغَ واستوحى وشادَ وأَسَّسا
وخامنَئيُّها ما يزالُ كجَدِّهِ
الحسينِ مثيرًا للبطولاتِ مُؤنِسا
فتىً هاشميٌّ تشربُ الشمسُ وجهَهُ
إذا هوَ صلى أو دعا أو تنفّسا
وإنْ هوَ أدَّى وِردَهُ فاضَ ساحلاً
وقوسًا سماويًّا وغيمًا ونورسا
تحدثتُ للأوراقِ عنهُ بليلةٍ
فأَذعنَّ زيتوناً وآمنَّ نرجسا
ومن قبلِ عشرٍ مذْ تبصَّرتُ وجهَهُ
الى الآنَ في قلبي الأسى يطردُ الأسى
إذا هوَ كفٌّ للمصاليتِ والقنا
فقد شفَّ حتى صارَ كالماءِ ملمسا
وها هوَ ما مسَّ الثمانينَ واعتلى
على العمرِ شيخًا أنفرَ المجدِ أنفَسا
بغير اتخاذ الأنبياءِ مروءةً
ليختار ما اختاروا من الصخرِ ما قسا
فجلَّدَ نفسًا طِبْقَ ما قد تجلّدوا
ورقَّ كما رقَّ النبيونَ أنفُسا
وحقَّ لهُ أنْ يولدَ الشعرُ كلُّهُ
بعينيهِ.. مهما كانَ، أعمى أوَ اخرسا
وفي أيِّ رأسٍ ثارَ.. من كانَ قانعًا
ومن جُنَّ ملءَ الشعرِ رَحبًا ومحبِسا
دلالةَ أنّي أثبتُ القومِ موقفًا
أبلِّغُ شعري أثبتَ القومِ مجلسا
لأجلِ القوافي السُّمْرِ ينضحْنَ من دمي
أتيتُ بماءِ الرافدينِ مغمَّسا
أحدِّثُ عن معنى فلسطينَ كي أرى
بلبنانَ طوسًا أو بصنعاءَ مقدسا
سأقرأُ في ضوءِ الصواريخِ قاسمًا
تبسَّمَ فاستدعى أخاهُ المهندسا
يريهِ انبثاقَ القدسِ من ضحكتيهما
كينبوعِ نارٍ قيلَ ثمَّ تبجَّسا
***
لغزةَ أيَّامٌ وتولَدُ بعدَها
كأنَّ زمانًا بعدَ أنْ عُرِّيَ اكتسى
وأرضًا لها شكلُ المقاتلِ لمْ يجدْ
سوى ما تشظى من يديهِ تمرُّسا
إذا مُسَّتِ اليمنى بسوءٍ فإنَّما
أصابعُه اليسرى يصرْنَ مسدَّسا
ليبنينَ من صخر الكراهات منزلاً
ويغزلنَ من جلدِ الملمَّاتِ ملبسا
يُعِدْنَ السليمانيَّ من حومةِ الوغى
كأنَّ نبياً عادَ أبيضَ مشمسا
يبشِّرُ أطفالَ الحجارةِ أنّهمْ
إذا انكسروا طافوا على الحُلْم أكؤسا
وأن لماضي غزةٍ من يعيدُهُ
وإنْ كلُّ شيءٍ حَدَّ ما خافَ أوجسا
وإنْ كلُّ شيطانٍ على كلِّ مخدعٍ
تنزّلَ سرًّا فاستزلَّ ووسوسا
غدًا سيلاقي حتفَ من خُدعوا بهِ
فيرجعُ مخذولَ الحبالِ مدنَّسا
ويرجعُ أحلى من فلسطينَ أهلُها
ويندلعُ الزيتونُ أغرى وأغرسا
مهدي النهيري
#شبكة_انفو_بلس