طه باقر ..منقّب الحضارة ومترجم كلكامش
طه باقر ناصر (1912 -1984) كان عالمَ آثارٍ عراقياً ومؤلفا ومسماريا ولغويا ومؤرخا وأمينا سابقا لمتحف العراق الوطني. يعتبر باقر من أبرز علماء الآثار في العراق.
من بين الأعمال التي يتذكرها، ترجمته من الأكادية إلى العربية لملحمة جلجامش، وفك رموز الألواح الرياضية البابلية، واكتشاف قانون إشنونا، وحفرياته عن المواقع البابلية والسومرية القديمة. بما في ذلك مدينة شادوبوم السومرية القديمة في بغداد. كان باقر يتقن اللغات العراقية التاريخية الأربع (العربية والآرامية والأكدية والسومرية)، وكذلك الإنجليزية والفرنسية والألمانية.
وُلد طه باقر في العراق في محافظة بابل في مدينة الحلة. وأكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة فيها ثم تخرج من الثانوية المركزية في بغداد عام 1932. وكان من الأربعة الأوائل على الثانويات العراقية، لذلك فإنه انتقل لإكمال دراسته وعلى نفقة وزارة المعارف إلى الولايات المتحدة لدراسة علم الآثار في المعهد الشرقي في جامعة شيكاغو مع زميله فؤاد سفر بعد نيلهم شهادة ماتريكوليشن Matriculation الإنجليزية في مدينة صفد الفلسطينية، وبعد ذلك نقل ومن معه من طلاب البعثة إلى الجامعة الأمريكية في بيروت لاجتياز مرحلة السوفومور Sophomore وهي عبارة عن مرحلة دراسية تحضيرية، وبعد تلك المرحلة سافر إلى الولايات المتحدة الأميريكية لإكمال دراسة علم الآثار وبعد أربعة سنوات حصل على شهادة البكالوريوس والماجستير وكانت عودته للعراق عام 1938م، حيث حصل على لقب الأستاذية من جامعة بغداد عام 1959م
يُعد طه باقر من أشهر العاملين في مجال ترميم الذاكرة العراقية وصلتها بتاريخها الحيوي المتحرك الحي والمنتج. عمل طه باقر في مجال التاريخ القديم وعلى الأخص تاريخ العراق، وعمله على إعادة صورة الجماعة العراقية المنتجة والجدية في تفاعلها القديم مع بيئتها الطبيعية والاجتماعية، لقد كانت الدولة العراقية الحديثة والتي عاش بداياتها وفتوتها مدعاةً للنظر في تاريخ هذا الإنسان العراقي وكيف أبدع في أشهر حضارات العالم القديم قبل وقوعه في براثن التخلف والانحطاط. ربط طه باقر بين التاريخ وعلم الآثار ربطاً وظيفياً. فالآثار لدى باقر ليست حجراً أصم يؤرخ لأزمان جامدة ومعزولة. إنه تعبير متحرك عن واقع بحاجة دائما إلى إغناء مضامينه الإنسانية بالكشف والتنقيب عن إمكانات الإنسان العراقي وقدراته الابداعية.
#شيعة_حماة_بناة
#شبكة_انفو_بلس