نهايات
نهاية نتنياهو ترسمها نهاية شارون..
تطول قائمة الجزارين الصهاينة خلال ثمانية عقود في فلسطين،
فليس جزار غزة النتنياهو أولهم بل هو آخرهم حتى أيامنا هذه،
والدم الفلسطيني واللبناني عبر التاريخ الحديث مرتبط ارتباطاً عضوياً بجزّار قديم جديد يدعى أرئيل شارون،
شارون القادم أبوه من بولندا والمولود إبان الانتداب البريطاني في أراضي الاحتلال شهد مراحل تأسيس الكيان وشارك فيها بقوة تناسبت مع صعود مكانته السياسية والعسكرية وأدواره المتاحة.
وكان اجتياح بيروت سنة 1982 ثم مجزرتا صبرا وشاتيلا، الوسم الأحمر على أظافره وأنيابه عندما كان وزيراً للدفاع،
ثم شارك في مجزرة قانا 1996 وكل حادث إراقة دم في فلسطين
وصولاً إلى الاعتداء على المسجد الأقصى عام 2000 ثم قمع الانتفاضة بوحشية،
وليس انتهاءً باغتيال قادة حماس وأبرزهم القائد الروحي أحمد ياسين.
غاب شارون بعد عام 2006 تدريجياً وضاعت أخباره مع مجيء الجزارين اللاحقين ليعود اسمه إلى الواجهة في 2013 ليس بوصفه قائداً أو سياسياً بل عليلاً في غيبوبة طويلة حاول الإعلام الإسرائيلي إخفاءها لكنه خفاءٌ لم يدُم حتى النهاية، ليتبين أنه واقع في غيبوبة وذل فراش العجز التام لأكثر من سبع سنوات أمام إخفاقات طبية كثيرة، حتى موته بعد عام وهو في أبشع حال يصلها طاغية يستحق الانتقام الإلهي في الدنيا قبل الآخرة.
هذه النهاية الوخيمة ليست فريدة لجزار دون آخر، بل هي صورة للعدل الرباني واستحقاق لمن حذا حذوه إجراماً وتجبراً، وليس بأجدر من هذا المصير المشابه إلا شبيهه في الطغيان والجرم جزار غزة الحالي بنيامين نتنياهو.