الشهيد الثاني العاملي
في مثل هذا اليوم الخامس عشر من شهر رجب الأصب سنة ٩٦٦ للهجرة، وقعت شهادة الفقيه الكبير الشيخ زين الدين بن علي الجُعبي العاملي الملقب بـ(الشهيد الثاني) وكانت القصة كما يلي:
يترافع شخصان من أهالي مدينة جبع (جنين) إلى الشهيد الثاني ليحكم بينهما، وبالفعل يقوم بالفصل في تلك المرافعة على أساس موازين الدين وضوابط الشريعة المقدسة، غير أن الشخص الذي حكم الشهيد الثاني عليه في تلك الدعوى يخرج مملوءاً بالغضب ويذهب إلى قاضي (صيدا) ليتهم الشهيد الثاني بالرفض والتشيع، فيقوم القاضي بنقل هذا الأمر إلى السلطان سليم العثماني في ذلك الوقت ليقوم السلطان بإرسال شخص من قبله لإلقاء القبض على الشهيد، غير أنه لم يوفَّق في العثور عليه.
فأمر السلطان سليم وزيره رستم باشا بتعقب الشهيد وإلقاء القبض عليه حيّاً ونقله إلى السلطان ليتعرّف بنفسه على حقيقة مذهبه، ولما عرف الوزير أن الشهيد كان قد سافر إلى الحج ترصد له في الطريق إلى مكة فألقى القبض عليه هناك، غير أن الشهيد الثاني طلب منه أن يمهله حتى يتم سفر الحج فوافق على ذلك، ولما أنهى حجّه أخذه إلى السلطان، ولكنه في الطريق عندما وصل عاصمة العثمانيين وبجوار شاطئ البحر قام بقتل هذا الأستاذ الكبير وذلك بتحريض من أحد الأشخاص ثم قطع رأسه وأخذه إلى السلطان، فوبّخه السلطان وعاتبه على ذلك عتاباً شديداً، ولكن الدم الطاهر للشيخ الشهيد لم يضِع هدراً حيث حكم الوزير رستم باشا عليه بالموت لهذه الجريمة النكراء والفعلة الشنعاء وذلك بوجود السيد عبد الرحيم العباسي، وبقي جسده ثلاثة أيام على الأرض ثم أُلقي هذا الجسد الطاهر في البحر.
#شبكة_انفو_بلس