القضية الكردية .. أكثر من خدم الكيان

في ستينيات العام الماضي، حينما نشبت معارك بين الحكومة العراقية والأكراد، قامت إسرائيل بدعم الأكراد وإمدادهم بالسلاح في وجه حكومة العراق، من أجل المحافظة على مصالحها مع هذا الفصيل وإحداث فتنة وزعزعة داخل جسد الدولة. وشهدت الفترة بين عامي 1965 و1975 ذروة علاقات التعاون بين الأكراد في العراق ودولة الاحتلال الإسرائيلي التي قدمت معونات عسكرية لهم في تلك الفترة، وأنشأت مخيمات لتدريب عناصر البشمركة، كما ساعدت على إنشاء جهاز استخبارات سرية للأكراد، فضلا عن مساعدات اجتماعية وإنسانية وطبية.
من ضمن المآرب الأخرى التي سعت وتسعى إسرائيل لتحقيقها من خلال استقلال الأكراد هي تشكيل تهديد لتركيا وإيران وكذا سوريا، وإثارة نعرة الانتماء للقومية العرقية أكثر من القومية الدينية بحيث يمكن للأكراد إنشاء دولة مستقلة لهم على أساس هذا المبدأ، ومن ثم تحذو القوميات الأخرى حذو الأكراد وتصبح دول المنطقة -عربية وإسلامية- ممزقة ومفتتة.