غثيث الحرجان.. غوث المجاهدين في ثورة العشرين
كتب الميجر ديلي إلى اللفتنانت هيآت، نائب الحاكم السياسي في الرميثة، أن يستدعي كلاً من الشيخ شعلان ابو الجون والشيخ غثيث حرجان ويرسلهما الى الديوانية مخفورين.
في هذا الوقت كانت عشيرة الظوالم مجتمعة لبناء مضيف شيخهم غثيث وكان معهم الشيخ شعلان جاء مباركاً لبناء المضيف، فتزامن ذلك الوقت مع مجيء شرطيين من قبل الضابط السياسي في الرميثة يطلب حضورهما امام الميجر ديلي.
ويتابع الشيخ ناجح، إن شعلان سأل غثيث ما رأيك في هذا الطلب وبماذا نواجه مكر هؤلاء الغزاة؟ ..
فأجابه غثيث قائلا: أنا أذهب معهما وتبقى انت لتخلّصني من قبضتهم لأنهم ينوون بنا الغدر والتنكيل، فرد عليه شعلان بقوله: انا الذي سأذهب معهما لمواجهة الحاكم الانجليزي وتبقى انت لإنقاذي من السجن.
فذهب شعلان الى الرميثة قبل ظهر يوم الجمعة الموافق 29 حزيران يونيو 1920 وبرفقته إخوة الشيخ غثيث كل من ابو عيون حرجان وجنحيت كاطع ليتجليا الامر، وعند وصوله الرميثة ومثوله امام الضابط الانجليزي أمر باعتقاله وأسمعه كلاما قاسيا لا يمكن لرئيس قبيلة أن يتحمله. فطلب الشيخ شعلان من مرافقيه بلُغة شفرية (أرسلوا تسعة ليرات ذهبية وملابس) وكان يعني إرسال تسعة رجال اشداء يبذلون الدماء رخيصة لانتشاله من مخالب السجانة اللعناء. فاختار غثيث تسعة رجال من بين الحاضرين طالباً منهم اقتحام سجن الرميثة وإخراج شعلان عنوةً.
ويستطرد الشيخ ناجح.. وعند وصولهم بستان آل اسود القريب من الرميثة ذهب أحدهم ليخبر شعلان بالأمر ولدى وصوله المركز طلب من الحارس ان يأذن له بالدخول، لكن الحارس منعه من الدخول، فرد عليه قائلا : سنخرجه عما قريب رغم انفك إن شاء الله، وانقلب راجعا الى جماعته فأخبرهم بما جرى مع الحارس. فنهضوا متسترين على بنادقهم واندفعوا عصر ذلك اليوم ( السبت الموافق 30 حزيران 1920 ) بقوة نحو السجن وعبروا جسر الرميثة، وصادف في ذلك الوقت وجود حطاب بالقرب منهم على الجسر فأخذ أحدهم فأسه ، وعند وصولهم المركز شهروا بنادقهم نحو الحراس وهي تمطر لظىً فقتلوا منهم اثنين وأطلقوا سراح سجينهم شعلان.