كيف حوّل الفلسطينيون مظلات الهواة إلى أدوات لاختراق دولة الاحتلال؟
منذ اللحظة الأولى التي ظهرت فيها تقنيات الطيران المظلي بمحرك "موتور" أو ما يُعرف بـ"Powered paragliding"، لم يعتقد أحد أنها يمكن أن تُستخدم لأغراض عسكرية إلا في نطاقات ضيقة
حتى أنها في الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة والعديد من البلدان الأخرى تُصنف هذه التقنية في فئة "الطيران الخفيف جدا"، وهي لا تحتاج إلى تصاريح وينظم مستخدموها أمورهم بأنفسهم، كونهم في الأساس رياضيين يودّون تحدي أنفسهم واستكشاف الطبيعة.
هذه التقنية لديها قيود عدة مثل أثر الظروف الجوية القوية، وبالتالي هناك حاجة إلى التدريب الجيد، لأن شخصا ذا تدريب ضعيف سيكون حقا في خطر شديد مع هذه الآلة إذا ساءت الظروف الجوية. ولذلك فإنه لكي يتمكن الطيار من اجتياز المنهج التجريبي الكامل لمعظم المؤسسات التي تقدم خدمات الطيران المظلي لأغراض الترفيه، فإنه يتطلب ما بين 5-15 يوما، يشمل المساق بشكل أساسي تعريف المستخدم بكيفية التعامل مع الجناح والاستجابة لظروف الطقس بأشكالها المختلفة، ويجب أن يطير الشخص بها مع مدرب لمدة 5 ساعات طيران ويقوم بـ30 عملية إقلاع وهبوط.
والواقع أن دولة الاحتلال الإسرائيلي طالما صدّرت رسالة أساسية واحدة ومستمرة تتعلق بقوة ومناعة تقنياتها العسكرية، لكن مع نجاح مدهش لعمليات مثل "طوفان الأقصى" باستخدام تقنيات ضعيفة نسبيا ورخيصة جدا لو قارنّاها بقدرات دولة الاحتلال، فإننا نتساءل حقا: هل كان التفوق الإسرائيلي مصدره قدرة حقيقية لجيش الاحتلال أم أنه راجع فقط للقيود المفروضة على حصول المقاومة على التقنيات المتقدمة؟ وهنا يحق لنا أن نتساءل أيضا: ماذا يحدث لو امتلك المقاومون الفلسطينيون مسيرات متقدمة مثلا أو صواريخ أدق؟ من المؤكد أن الكثير من الأساطير سوف تنهار ساعتها، وبلا رجعة.
#شبكة_انفو_بلس