مسرحيات الذرائع
في عام 1827 أرادت فرنسا احتلال الجزائر الخاضعة لحكم الدايات ولكنها كانت بحاجة إلى الذريعة، فكلّفت قنصلها في الجزائر بخلقها، ولما أسرف القنصل بالتطاول على الداي حسين في مجلسه قام الأخير بضربه بمروحة في يده الأمر الذي اعتبرته فرنسا إهانة كان ثمنها احتلال الجزائر مئة وستة وعشرين سنة.
وفي عام 1933 أصبح هتلر مستشار ألمانيا، ولكنه اصطدم بحاجز الشيوعيين الأقوياء والنقيض النوعي للحزب النازي، ولما أراد فرض الأحكام العرفية وكبح جماحهم تمهيداً للتخلص منهم وإحلال الشمولية النازية، كلّف بعض رجاله بافتعال حريق الرايخستاغ مقر البرلمان الألماني ووجهت أصابع الاتهام فوراً إلى الحزب الشيوعي الذي تلقى ضربات الحزب النازي بلا هوادة حتى اجتُثَّ عن آخره وكان لهتلر ما أراد بفضل تلك الذريعة.
وفي عام 1982 أرادت إسرائيل اجتياح بيروت ـ معقل منظمة التحرير الفلسطينية الرئيسي ـ وقد صنعت الذريعة عبر القيادي الفلسطيني المنشق صبري البنّا (أبو نضال) حيث كانت قد أعلنت للعالم أنها لن تتردد في الاجتياح إذا تعرض أحد رعاياها لأي اعتداء، فقام أبو نضال (المدعوم حينذاك من صدام حسين) عبر أحد عناصره بمسرحية محاولة تصفية سفير إسرائيل في لندن شلومو أرگوف وكانت تلك الهدية الثمينة للاجتياح وطرد منظمة التحرير وكارثة صبرا وشاتيلا.
وفي عام 1980 أراد صدام حسين زجّ العراقيين في حربه على إيران فقام بافتعال حادثة المستنصرية واتهم إيران فيها.
وفي 1990 أرادت الولايات المتحدة أن تسيطر على الخليج العربي ومنابع النفط فيه فحرّضت صدام حسين ليغزو الكويت ثم سارت بأساطيلها بذريعة التحرير.
والأمثلة بالعشرات قبل 11 سبتمبر 2001
#شبكة_انفو_بلس