منتصف حزيران موعد مع الجرح العميق

في منتصف حزيران، تحلّ الذكرى السنوية لحدثَين أليمَين مرتبطين ببعضهما، حدث سقوط الموصل وعدد من المدن العراقية، والحدث الآخر مجزرة استشهاد اكثر من 2000 شاب عراقي "مجزرة سبايكر".
الحدث لم يحظَ بعد بما يستحق من مراجعة ناضجة ومتأنية تليق بمحطة ألم كبيرة علينا تذكرها بهدف عدم تكرارها. ما حصل كان أليما جدا وموجعا، تسببت به معطيات كثيرة، ارتباك المشهد السياسي واخطاء السياسيين، عدم صلابة بعض القيادات الأمنية بل وتساهلها، احتقان أهالي المناطق التي استقبلت داعش واستجابتها للضجيج الإعلامي. اكثر من ذلك كثيرون ممن صدروا لاحقا انفسهم مدافعين عن المشهد المدني والثوري بالعراقي كانوا يلوحون بأيديهم لداعش تحت لافتة الربيع العراقي ومواقفهم الإعلامية ومنشوراتهم بمواقع التواصل الاجتماعي كانت تؤكد ذلك.. لكنهم لاحقا وبعد انجلاء الغبرة روجوا فكرة أخرى مضادة لما كانوا ينشرون إذ اعتبروا فكرة داعش وسقوط المدن مجرد مؤامرة شيعية بهدف خلق واقع آخر مختلف! ألستم انتم من كنتم تهللون لتلك المؤامرة فكيف تنقلبون على مواقفكم لاحقا؟!