هادي المگوطر .. صلى النوافل على أطلال معسكرات الانكليز فما قصة تلك الصلاة؟
جاء في كتاب حصون الإسلام نقلاً عن الحاج سلطان العريبي في بيان شجاعة السيد هادي المكوطر (رحمه الله ) :
حينما اشتد علينا قصف الإنكليز كان سيد هادي يصلي وكأن أي شيء لم يكن، فلما انسحب المجاهدون بقي أهل الشنافية مرابطين حول السيد بأمل أن ينتهي من صلاته بسرعة حتى ينسحبوا أسوة بإخوانهم، ولكن السيد أطال صلاته ، حتى وصل العدو قرب مواقعنا ، يقول : جئت للسيد فقلت له :
سيدنا الناس انسحبت للخلف ولم يبق أحد معنا لو خففت صلاتك حتى ننسحب .
ولكنه كأنه لم يسمعني فكثرت الإصابات والقتلى عندنا وألحّوا عليّ أن أرجع للسيد ، فجئت مرة أخرى فأخبرته بحالتنا وهو منهمك في صلاته ، وكان السيد هادي نحيف البنية قصير القامة ، فلما رأيت إصراره فما كان مني إلا أن حملته على متني وهربت به وهو يصيح :
ويلك يا سلطان حرام الإدبار والفرار من الكفار .
ولكني ركضت به حتى وصلنا الى المواقع الجديدة. وفي اليوم التالي ركب سيد هادي فرسه وجال بها بين المجاهدين ، وكان يحمل علماً كتب عليه : ( لا اله إلا الله ، محمد رسول الله ، علي ولي الله ) ، وأخذ يصيح بين المجاهدين (من يبيع نفسه لله) ، فانتدب له ستمائة فارس من شجعان المجاهدين ، وكان منهم مائتان من الأكراد يرأسهم شيخ أحمد الحفيد ، فلما تأكد من الوضع قال كلمته المشهورة: ((والله لأُصَلِّينَّ غداً في ساحتهم نوافل)) .
فباتوا تلك الليلة وهم على أتم الاستعداد وحتى قبل بزوغ الشمس هجم المجاهدون هجوماً صاعقاً ومباغتاً على الجيش الإنكليزي ، فكانت معركة شديدة وحاسمة وأزاحوهم عن مواقعهم حتى أوصلوهم الى البحر فكانت خسائرهم 354 قتيلاً بينهم 118 أسيراً هندياً وكمية من السلاح ، وانتصر المجاهدون انتصاراً باهراً، وقبل الظهر صلى سيد هادي في مواقعهم نوافل ، فهوّس المهوال المرحوم (جرود) :
ثلثين الجنة لهادينه * * وثلث لكاكه احمد واكراده
#شيعة_حماة_بناة
#شبكة_انفو_بلس