قصور وخيول وحقائب فاخرة.. كيف أسرفت عائلة بارزاني الأموال في الولايات المتحدة؟
انفوبلس/..
يكشف تحقيق استقصائي لـ”OCCRP” -مشروع الإبلاغ عن الجريمة المنظمة والفساد- عن شبكة مالية معقدة تديرها عائلة الرئيس السابق لإقليم كردستان العراق، وزعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، استخدمت لتحويل الأموال إلى الخارج وتمويل حياة مترفة لأفرادها في الولايات المتحدة.
وتشير الوثائق المسرّبة في التحقيق، إلى أن الإخوة الخمسة -أبناء بارزاني- أنفقوا عشرات الملايين على عقارات فاخرة ومظاهر رفاهية شخصية، عبر شركات واجهة في جزر العذراء البريطانية والولايات المتحدة، بتمويل من تكتلات اقتصادية كردية مثل Golden Eagle Global و Ster Group.
وبالرغم من أن محامي العائلة أكدوا أن جميع التحويلات “قانونية” وتدخل ضمن “أنشطة تجارية مشروعة”، إلا أن الوثائق توضح أن هذه الشركات استخدمت كواجهة لإخفاء الملكية وتغطية النفقات الشخصية للعائلة، في وقت يعاني فيه المواطن الكردي من مستويات دخل متدنية لا تتجاوز 500 دولار شهريا.
شبكة مالية في الظل
تظهر الوثائق أن الإخوة بارزاني، امتلكوا ما لا يقل عن 31 عقارا في الولايات المتحدة بين 2005 و2019، تم بيع 13 منها لاحقا، بينما بقيت 18 مملوكة لشركاتهم، العقارات تتوزع بين ولايات فرجينيا وفلوريدا وتكساس وكاليفورنيا، وتشمل قصورا فخمة وشققا تجارية ومباني تضم مطاعم وصيدليات.
واحدة من أبرز الممتلكات كانت قصر “كازا ديفينا” في ضاحية “غريت فولز” بفرجينيا، اشتراه مصطفى بارزاني عام 2013 بمبلغ 5.6 ملايين دولار عبر شركة واجهة، وأنفق أكثر من نصف مليون دولار على الأثاث واللوحات وبيانو فاخر، قبل أن يبيعه في 2022 مقابل 6.25 ملايين دولار.
وتؤكد الوثائق أن أكثر من 10 ملايين دولار من أموال الشراء جاءت من شركة Golden Eagle Global، وهي تكتل اقتصادي في كردستان يُعتقد أن مصطفى بارزاني كان يسيطر عليه سريا. كما أظهرت تحويلات أخرى أن 18 مليون دولار إضافية وصلت من مجموعة Ster Group التي وُصفت بأنها تابعة فعليًا لرئيس الوزراء الحالي مسرور بارزاني.
كيف أُخفيت الملكية؟
من أجل السرّية، أنشأ مكتب المحامي الأمريكي جوناثون مور، هيكلا معقدا لإخفاء الملكية عبر شركات أوفشور.
وفي عام 2007، كتب أحد موظفي العائلة إلى مور معربا عن قلقه من ظهور أسماء الإخوة على السجلات العقارية الأمريكية، فاقترح إنشاء شركات في جزر العذراء البريطانية بأسماء مستعارة مستوحاة من شخصيات سلسلة “قراصنة الكاريبي” -مثل “جاك سبارو” و”إدوارد تيغ”- بحيث تمتلك هذه الشركات بدورها شركات أمريكية مسجّلة في ولايتي ديلاوير وفرجينيا، المعروفتين بالسماح بالملكية المجهولة.
هذه الشركات الأمريكية، وليس الأفراد أنفسهم، هي التي كانت تشتري العقارات، مما سمح للعائلة بإبقاء هويتها بعيدة عن السجلات العامة. وتؤكد مخططات مكتب مور المسرّبة أن الهيكل طُبّق فعلا، رغم أن أسماء بعض الشركات تغيرت لاحقا.
شراءات فاخرة ونمط حياة مترف
إضافة إلى العقارات، أظهرت الوثائق نفقات باهظة على السفر والخيول والمجوهرات، فقد تواصلت في عام 2017، كاتيا فريكر، زوجة مصطفى بارزاني المقيمة في سويسرا، مع المحامي مور لترتيب تأمين لخيول عربية أصيلة كانت تنوي شراءها. كتب مور ينصحها بعدم الشراء باسم شركة العائلة حفاظا على الخصوصية، مقترحا إنشاء كيان منفصل لتملك الخيول.
هذا المثال يعكس حرص العائلة على السرية في كل نشاط مالي، حتى في الصفقات الصغيرة.
كما تكشف الوثائق أن شركة GEGI Management LLC -التي أُسست عام 2009 في واشنطن بإشراف مور- كانت مسؤولة عن إدارة حساب مصرفي لتلقي أموال العائلة وتحويلها لتغطية نفقات الممتلكات والرحلات والفواتير الشخصية. وتُظهر مذكرات داخلية أن الأموال كانت تُحوّل بانتظام من إقليم كردستان عبر حسابات “GEG Kurdistan”، ثم تُستخدم لدفع تكاليف الصيانة والضرائب والشراءات الخاصة بالعائلة.
Golden Eagle Global.. ذراع مالية غامضة
تمثل شركة “Golden Eagle Global GEG” الرابط المركزي في هذه الشبكة، وبرغم غياب أي إعلان رسمي يربطها بعائلة بارزاني، إلا أن الوثائق المسرّبة تبيّن أن مصطفى بارزاني كان يديرها فعليا عبر وكلاء.
في كردستان، عملت الشركة كوسيط في صفقات النفط والاتصالات والأمن، ووقعت عقودا مع الجيش الأمريكي وشركات أجنبية، مقابل عمولات ضخمة.
كما استخدمت الشركة واجهات أمريكية، إذ تأسست Golden Eagle Global, Inc في ديلاوير عام 2006، وتُظهر وثائقها أن أسهمها نُقلت عام 2021 إلى مصطفى بارزاني وشريكة تدعى فاليري كبّ، مقابل دولار رمزي، لتُصنّف لاحقا كشركة صغيرة “مملوكة لامرأة” تمنحها امتيازات في العقود الحكومية.
GEGI Management LLC: تولت إدارة الأموال الخاصة بالعائلة، وتُعدّ الذراع التشغيلية داخل الولايات المتحدة.
من خلال هذه الكيانات، تموّلت مشتريات العقارات الفاخرة لعائلة بارزاني، ودُفعت فواتير طبية، ونفقات بطاقات “أمريكان إكسبريس بلاك”، وحتى أجور مربيات ومصاريف تعليم لأبناء العائلة.
Ster Group.. الرافد الثاني
الوثائق المسرّبة تربط أيضا عائلة بارزاني بمجموعة Ster Group، وهي تكتل تجاري كبير أسسه رجل الأعمال سروَر بيداوي عام 2002.
بحسب الوثائق، حوّلت Ster أكثر من 18 مليون دولار إلى كيانات تابعة لعائلة بارزاني لشراء عقارات وسداد فواتير، منها 7.2 ملايين موثّقة بتحويلات مصرفية.
وتصف مذكرة داخلية من عام 2008 Ster بأنها “الشركة الخارجية الخاصة بمسرور بارزاني”، مؤكدة أنها دفعت ثمن شقة في فرجينيا نيابة عنه.
رغم نفي بيداوي أي علاقة حالية، إلا أن وثائق مور تشير بوضوح إلى أن Ster وGolden Eagle كانتا تحت “سيطرة مشتركة” للعائلة في فترات معينة.
العائلة الحاكمة في كردستان
يأتي هذا كله في سياق عائلة تحتكر السلطة في إقليم كردستان منذ عقود.
فمسعود بارزاني، الأب، هو ابن الزعيم القومي الكردي التاريخي مصطفى بارزاني، وقد قاد الحزب الديمقراطي الكردستاني خلال مراحل الصراع مع بغداد. وبعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، رسخت العائلة سلطتها عبر مؤسسات الحكم والإدارة والاقتصاد.
ورغم تنحي مسعود بارزاني عن رئاسة الإقليم عام 2017، بقي النفوذ بيد العائلة من خلال المناصب المتوارثة والتحكم في الحزب الحاكم (KDP).
نفوذ سياسي وعلاقات أمريكية
منذ التسعينيات، حرصت عائلة بارزاني على بناء علاقات وثيقة مع الولايات المتحدة، التي وفرت حماية جوية للإقليم بعد 1991 ثم دعمت قوات البيشمركة في الحرب ضد تنظيم داعش.
عززت العائلة نفوذها في واشنطن عبر شركات ضغط سياسي (لوبيات)، وساهمت في تقديم نفسها كحليف استراتيجي.
بل إن مسؤولين أمريكيين سابقين، مثل بن رودس، أشاروا إلى أن الرئيس جو بايدن كان “يحفظ أسماء أحفاد مسعود بارزاني”، في دلالة على عمق العلاقة الشخصية بين الطرفين.
مخاوف من تضارب المصالح
يقول المفتش العام الأمريكي السابق لإعادة إعمار العراق، ستيوارت بوين، إن ثروة عائلة بارزاني تثير تساؤلات حول مصدرها في ظل الفجوة الكبيرة بينها وبين مستوى المعيشة في الإقليم. وأضاف أن “تحويل ملايين الدولارات إلى الولايات المتحدة من منطقة فقيرة بالرواتب والخدمات، يجب أن يُقلق أي جهة رقابية”.
ورغم نفي محامي مسرور بارزاني لأي شبهة فساد، إلا أنهم امتنعوا عن توضيح كيفية تمويل هذه الممتلكات أو طبيعة العلاقة بين الشركات المذكورة. واكتفوا بالقول إن “امتلاك الأثرياء لعقارات في دول أجنبية أمر قانوني وشائع”.
وبينما تواصل العائلة تبرير هذه العمليات بأنها “أنشطة تجارية طبيعية”، تكشف الوثائق عن تداخل خطير بين المال والسلطة، وعن نموذج من “الملكية العائلية للدولة”، حيث تذوب الحدود بين موارد الإقليم وممتلكات العائلة الحاكمة.
شركة GEGI Management, LLC
تأسست الشركة في واشنطن عام 2009 على يد لورا جيو، وبإشراف مكتب المحامي “مور”، بتمويل من شركة Golden Eagle Global Inc. وتشير وثائق داخلية إلى أن الهدف الوحيد من إنشائها كان إدارة حساب مصرفي لتلقي أموال عائلة بارزاني لتغطية نفقات ممتلكاتهم العقارية في أمريكا.
وصية موقعة عام 2021 أظهرت أن مصطفى بارزاني يمتلك 100 بالمئة من الشركة. مذكرة أعدها المحامي مور عام 2020 توضح أن الأموال كانت تُحوّل بانتظام من كردستان إلى حساب الشركة، وأنها استخدمت كوسيلة لتسديد نفقات العائلة.
الوثائق لا تحدد الجهة الكردية المرسلة، لكن مذكرة سابقة نسبت التحويلات إلى شركة GEG Kurdistan.
ومن خلال هذا النظام المالي، موّلت العائلة شراء ثلاثة عقارات تفوق قيمتها عشرة ملايين دولار، بينها عقار “كازا ديفينا”، الذي صنّفت أمواله كـ“هبة أجنبية”. أُجريت التحويلات عبر حساب يديره مكتب مور، واعتُبر جزءا من أموال GEGI.
كما كشفت التسريبات أن الشركة دفعت نفقات شخصية ضخمة: فواتير مستشفيات، ومجوهرات، وحقائب فاخرة، وحتى ديون بطاقات “أمريكان إكسبريس بلاك” الخاصة بمسرور بارزاني وإخوته عام 2012. وفي 2023، دفعت 41 ألف دولار لوكالة توظيف مربيات لصالح ويسي بارزاني.
ورغم رفض محامي مسرور بارزاني، التعليق على تفاصيل هذه التحويلات، أشاروا إلى أن المعاملات تمت ضمن “أنشطة مالية تجارية قانونية”.
صفقات Golden Eagle “الذهبية”
في كردستان، عملت شركة Golden Eagle Global Inc. كوسيط ذي نفوذ سياسي، يسعى وراء صفقات مربحة دون استثمار مباشر.
تتضمن التسريبات أكثر من 20 عقدًا أو مسودة عقد و مراسلات حول مشاريع بين 2007 و2022، منها اتفاقات نفطية وأمنية. ورغم تنفيذ أربع صفقات فقط، تُظهر الرسائل أن الشركة قامت بوساطات فعلية في ستة مشاريع أخرى.
في عدة عقود، قدمت الشركة نفسها كوسيط بين شركات أجنبية وحكومة الإقليم، بحيث تموّل الشركات المشاريع وتتكفل Golden Eagle بالعلاقات والموافقات الرسمية مقابل رسوم أو حصة من الأرباح.
عام 2013، درست الشركة اتفاقًا مع شركة تركية تُدعى Euroil لتكرير النفط في كردستان. كانت Euroil ستموّل المشروع كليًا، فيما تؤمّن Golden Eagle الموافقات الرسمية. إلا أن المشروع أُجّل لاحقا.
وفي تشرين الأول أكتوبر من العام نفسه، ناقشت الشركة عقدا مع IMOCO المسجلة في بليز لتصدير النفط الخام مقابل رسوم على كل طن نفطي، لكن لم يُعرف إن كانت الصفقة نُفذت أو من يملك الشركة.
عام 2014، اقترحت Golden Eagle شراكة مع مجموعة TSG Global Holdings في مشاريع النفط والبنية التحتية، أُزيل منها لاحقًا اسم مصطفى بارزاني واستُبدل بلقب “الرئيس التنفيذي”.
توسطت الشركة أيضا في بيع مئات الخوذ العسكرية لمديرية مكافحة الإرهاب في كردستان، وسعت لاحقا لبيع طائرات مسيّرة وإنشاء مصنع للزي العسكري. غير أن مصير هذه المشاريع بقي مجهولا. ولم تردّ الشركة أو محامو العائلة على استفسارات الصحفيين بشأنها.
مصدر تمويل كردي إضافي: Ster Group
تربط الوثائق المسربة عائلة بارزاني بمجموعة Ster Group، التي أسسها رجل الأعمال سروَر بيداوي عام 2002، وحققت نجاحا كبيرا بعد 2003 في قطاعات المشروبات والاتصالات والإنشاءات والنفط.
رغم نفي بيداوي وأسرته أي علاقة إدارية بالعائلة بعد 2018، إلا أن وثائق مور المسرّبة تشير إلى أن Ster حوّلت أكثر من 18 مليون دولار لتغطية نفقات وشراء عقارات لعائلة بارزاني، موثَّق منها 7.2 ملايين بتحويلات بنكية، و11.1 مليونا في مسودات رسائل.
في رسالة مؤرخة بكانو الأول ديسمبر 2008، وصفت نائبة رئيس GEG Inc، لورا جيو، شركة Ster بأنها “الشركة الخارجية الخاصة بمسرور بارزاني”، وأوضحت أنها ستدفع ثمن شقة في فرجينيا نيابة عنه. كما تضمنت مسودة رسالة من مكتب مور نصًا يفيد بأن Ster والشركة الأمريكية التابعة لمسرور “تحت السيطرة المشتركة”.
ورغم أن برقية دبلوماسية أمريكية عام 2008 زعمت أن مسرور بارزاني هو المالك الفعلي لمجموعة Ster، فإن محاميه نفوا تلك المزاعم وعدّوها “تكهنات قديمة”.
وتكشف الوثائق المسرّبة أن شركة GEGI Management، التابعة لعائلة بارزاني، تلقت دفعة مالية من شركة إيمبالس إنرجي (Impulse Energy Corporation)، وهي شركة نفطية مثيرة للجدل ارتبطت بصفقة تنقيب في مناطق متنازع عليها بين إقليم كردستان والحكومة العراقية.
تأسست “إيمبالس” في جزر العذراء البريطانية عام 2007 على يد الأخوين سرور ولاوين بيداوي، المؤسسين أيضًا لـSter Group التي حوّلت لاحقا ملايين الدولارات لتمويل نفقات بارزانيين في الولايات المتحدة. بعد يوم واحد فقط من تسجيلها، حصلت “إيمبالس” على حقوق التنقيب في حقل عين سفني بالشراكة مع شركة Hunt Oil الأمريكية، المقربة من الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش، وهو ما اعتبرته حكومة الإقليم حينها دليلا على بيئة استثمار “شفافة”.
لكن تسريبات “أوراق الجنة” (Paradise Papers) كشفت أن المالك الحقيقي لـ“إيمبالس” هو الأخوان بيداوي. وفي 2011، أعادت حكومة الإقليم شراء حصة الشركة في الحقل، ثم باعتها لاحقا بمبلغ يُقدّر بـ170 مليون دولار. بعد ذلك بفترة قصيرة، حوّلت “إيمبالس” نحو 70 ألف دولار إلى حساب GEGI Management في واشنطن، وهو الحساب الذي استخدم لتغطية نفقات شخصية لعائلة بارزاني، دون توضيح سبب التحويل.
ترتبط مجموعة Ster Group أيضا بصفقات عقارية فاخرة تخص العائلة؛ ففي 2010 اشترى الشقيقان بيداوي قصرا في ماكلين بفرجينيا بقيمة 10.2 ملايين دولار، وتُظهر الوثائق أن تكاليف تجديده لاحقا سُجلت باسم مسرور بارزاني، بينما تم تحويل العقار عام 2024 إلى شركة غامضة تُدعى Cove Hollow من دون مقابل مالي، ما يوحي بتحويل أصول داخلي.
كما تكشف رسائل مكتب المحامي مور عن تحويلات مالية متكررة من Ster لدعم صفقات عقارية تخص العائلة، منها: مليون دولار لأرض في 2014، و232 ألفا لشراء عقارين تجاريين، و3.1 ملايين دولار لعقار في ديترويت عام 2017.
ورغم أن محامي البيداويين والبارزانيين نفوا أي مخالفات، مؤكدين أن التحويلات كانت “قانونية وضمن ممارسات الأعمال الطبيعية”، فإن الوثائق تبيّن أن Ster وImpulse كانتا تؤديان عمليا دور القنوات المالية الخاصة لعائلة بارزاني، لتمويل العقارات والمصروفات الشخصية في الولايات المتحدة تحت غطاء “أنشطة تجارية مشروعة”.
يذكر أن شركات الأوفشور هي الشركات المسجلة في ملاذ ضريبي آمن خارج بلد الإقامة الفعلي أو لإخفاء الملكية الحقيقية للشركة من أجل التهرب الضريبي.
