الكاظمية الوفية صباح 4 كانون الثاني
يوم بلغت القلوب الحناجر واختبأ المدّعون في جحورهم وأخذت مجاميع تشرين ترقص وتطرب لانتصارين معاً، انتصار تحييد القادة وانتصار اغتراب ووحشة أبناء أولئك القادة ونهاية مجدهم وتفرّق العراقيين عن هذا النهج بعد استئصال رأسه وقلبه (هكذا توهموا ليومين اثنين).
كان القرار أن تخرج النعوش الطاهرة بالأشلاء نحو الكاظمية فكربلاء والنجف
لكن.. هل سيكون هناك من يشيعهم كما يستحقون؟ هل سيكون كسر جديد بغياب الناس وامتناعهم عن أداء الواجب؟ بعدما جعلوا السير في هذا الطريق تهمة توجب الاجتثاث؟
لا يهم.. أو لم يعد ذلك مهماً.. فالأولى فعل ما يجب علينا فعله الآن..
أسئلة ممزوجة بالقلق والأحزان والفجيعة والحسرة. إلا أن الكاظمية التي بلغها أن النعوش تتجه نحوها كان لها رأي وقرار. لقد خرجت وغصّت الطرق بأهلها تصرخ وتكبّر متلهفة لاستقبال أبي مهدي ومن معه.
الكاظمية الوفية كانت أول صفعة للجميع. صفعة العقاب للشامتين وصفعة التنبيه للخائفين والمشككين.
التشييع الذي أعاقته أمواج البشر في الكاظمية بعفوية ومهابة صادمة باعثة للفخر والإجلال هو الذي نبّه العراق كله ليقوم باستعداد إلى هذا الواجب ويشارك في هذه الرسالة البليغة التي استمرت حتى دفن الأجساد يوم 8 كانون 2020