النصرة التي تدعي السلمية

إن كنتَ تسأل عن أول ظهور للنصرة وقائدها الجولاني فهنا البداية
تفجير فرع الدوريات وفرع فلسطين الأمنيين جنوب العاصمة دمشق في يوم الخميس العاشر من أيار عام 2012.
وقع انفجاران هائلان متتابعان في صباح ذلك اليوم المكتظ بالسيارات والمارة
وقد أدى إلى انصهار وتلاشي عشرات السيارات بمن فيها فضلاً عن تهاوي عشرات المنازل المطلة في حي القزاز المطل على الفرعين الأمنيين وانهيارهاعلى رؤوس أهلها ليبلغ عدد الضحايا بالمئات.
 انتشر بيان يتبنى الهجوم ويسمّي الجبهة المنفذة (النصرة)
وكعادتها خرجت المعارضة السورية لتدعي أنها هذه الجبهة وهذا البيان محض كذب وأن كل ما وقع في ذلك اليوم نسجه النظام السوري ونفذه لتشويه صورة المعارضة وتبرير ضربها بقوة.
ولكن مع تسارع الأحداث وظهور البيانات المتتالية لجبهة النصرة بعد كل عملية عنيفة تنفذها بالمقرات الأمنية وتجمعات العلويين والشيعة بدأ الجميع يصدّق بوجودها ثم أخذت المعارضة تؤيدها وصولاً إلى تحول النصرة إلى أبرز ممثل فعلي للمعارضة السورية.
الجولاني الذي شارك سابقاً في مسلسل العنف الدموي في العراق هو أول من استخدم أسلوب التفجيرات الانتحارية غير آبه بالدماء البريئة
الجولاني ونصرته أول من أطلق شعار (لقد جئناكم بالذبح)
الجولاني ونصرته أبرز من كان يحاصر كفريا والفوعة الشيعيتين في إدلب.
الجولاني ونصرته أول من توعّد باجتثاث الشيعة حيثما كانوا في العالم.
الجولاني ونصرته يريدون جمع المؤيدين اليوم حتى لا يخسروا الجولة الثانية كما خسروا الجولة الأولى.
الجولاني ونصرته هم العقاب لسورية التي موّلت حزب الحق والعراق الذي أمطر الكيان وقواعد أمريكا بالمسيّرات وكلاهما كان عقابه مؤجلاً وقد حان.
الجولاني ونصرته كانوا مصنفين إرهابيين وقد صار اسمهم (أحمد الشرع وثوار).
الجولاني ونصرته ليسوا غير الموت الأحمر الذي ينتظر ملايين البشر إذا تمكنوا لا قدّر الله.