حدث في كراتشي
باكستان كراتشي 16 آذار 1987 صباحاً في قارعة الطريق جثتان مفصولتا الرأس عليهما آثار تنكيل رهيب، ومن حولهما آلاف المواطنين تجمعوا بذهول بانتظار وصول الشرطة.
باكستان كراتشي 16 آذار 1987 صباحاً
في قارعة الطريق جثتان مفصولتا الرأس عليهما آثار تنكيل رهيب، ومن حولهما آلاف المواطنين تجمعوا بذهول بانتظار وصول الشرطة.
بعد ساعات جرى التعرف على هوية الضحيتين. هما سامي عبد مهدي ونعمة مهدي محمد، الشابان المتدينان وطالبا الماجستير في جامعة كراتشي التي كانت حينذاك تقدّم تسهيلات دراسية للعراقيين.
الصديقان والزميلان كانا من أكثر الشباب تمسكاً بطريق الثورة الحسينية، وتفانياً في قضايا العراق الرازح تحت سلطة البعث وجلاوزتهم، وقد دأبا في طريق العلم والجهاد، فكانا يعملان في الجامعة والمدينة على فضح أساليب صدام وزمرته وحقيقة الحرب الجائرة التي شنّها ومهمته في ضرب الإسلام وإضعاف التيار الجديد خدمةً لأمريكا وإسرائيل، وكل ممارساته في سبيل الاستحواذ على السلطة المطلقة.
كان ذلك رغم يقينهم أن عيون السفارات والقنصليات الصدّامية تنتشر في كل مكان بخاصة حيث يوجد عراقيون، فلم تكن بعثات تمثل سلكاً دبلوماسياً بقدر ما كانت فروعاً للمخابرات ومديريات الأمن بالداخل، وبالفعل نصبت القنصلية العراقية كميناً للطالبَين في الرابع عشر من آذار واقتادتهما إلى أحد البيوت التابعة لها، وهناك أفرغت عليهما أحقاداً تكفي للفتك بشعب بكامله، فقد تركت الشابين مقطَّعين بعد التعذيب حرقاً وسلخاً وتهشيماً وانتزاعاً في كل جزء منهما قبل فصل الرأس عن الجسد، وقد حاول الجلاوزة الإيقاع بزوجة الشهيد نعمة عندما اتصل بها أحدهم يخبرها أن زوجها ينتظرها في مكان محدد، إلا أنها توجّست خيفة وعلمت بالكمين فلجأت إلى القنصلية الإيرانية، وبعد يومين من الخطف عُثِر على الشهيدين حيث تعرفت أم بتول على جثمان زوجها وبذلك عُرف الشهيد الآخر سامي.
بعد تشييع جرى في باكستان نُقِل الشهيدان إلى إيران ثم إلى دمشق حيث شُيّعا في السيدة زينب ودُفِنا في مقبرة الدكتور علي شريعتي في الثاني من نيسان.
#الوتر_الموتور
#شبكة_انفو_بلس