تعرّف على دور السفراء الأمريكان بالعراق على مدى قرن من الزمن وكيف أداروا مخططات تدميرية بحق أرض الرافدين
في الحلقة الثالثة من سلسلة #سفراء_الخراب
تعرّف على دور السفراء الأمريكان بالعراق على مدى قرن من الزمن وكيف أداروا مخططات تدميرية بحق أرض الرافدين
...
هكذا سقط صدام في الفخ الذي نصبته غلاسبي له بالتعاون مع ماركريت تاتوايلر وكيلي, وفي الثاني من آب، اي بعد ثمانية ايام من مقابلة غلاسبي، دخل صدام الكويت.
بعد شهر من ذلك تمكن صحفيون بريطانيون من الحصول على شريط ووثائق المقابلة بين غلاسبي وصدام، وقبل مغادرة غلاسبي للسفارة حاولوا مواجهتها بالمعلومات التي حصلوا عليها للتأكد من صحتها:
الصحفي الأول (حاملاً الوثائق بيده): هل هذه الوثائق صحيحة، ايتها السيدة السفيرة؟
(السفيرة غلاسبي لاتجيب)
الصحفي الثاني: " لقد كنت تعلمين ان صدام سيجتاح (الكويت)، ولكنك لم تحذريه ألا يفعل ذلك. لم تقولي له ان اميركا ستدافع عن الكويت. قلت له العكس – بأن اميركا لاعلاقة لها بالكويت"...
.....
الصحفي الأول: "لقد شجعت العدوان إذن، ماذا كنت تفكرين وقتها؟"
السفيرة غلاسبي: "من الواضح انني لم افكر, ولم يفكر احد اخر ايضاً، بأن العراقيين سيأخذون الكويت كلها".
الصحفي الأول: "هل تصورت انه سيأخذ "بعضاً منها" إذن؟ كيف يمكنك ان تفعلي ذلك؟؟ صدام قال لك انه ان فشلت المفاوضات فأنه سيتنازل لإيران عن هدفه (شط العرب)، لأجل الحصول على "كل العراق، بالشكل الذي نريده عليه"، وانت تعلمين ان ذلك يعني ان ذلك يشمل الكويت، والذي طالما اعتبره العراقيون جزء تأريخي من بلادهم"!
السفيرة غلاسبي: لاتجيب بشيء وتندفع مبعدة الصحفيين عن طريقها لتغادر...
- "لقد اعطت اميركا الضوء الأخضر للإجتياح إذن. على الأقل فأنت تعترفين انك أعطيت الإشارة الى صدام بأن بعض العدوان امر مقبول – بأن اميركا لن تعارض احتلاله لحقل الرميلة النفطي والشريط الحدودي المتنازع عليه وجزر الخليج (بضمنها جزيرة بوبيان) – مناطق ادعى العراق ملكيتها"؟
لاتجيب السفيرة كلاسبي وتغادر في سيارة ليموزين كانت تنتظرها.
بعد سنتين، أشير في برنامج "NBC News Decision ‘92s " الى قول مرشح الرئاسة الأمريكي روس بيرو في عام 1992: "قلنا له (صدام) بأنه يمكنه ان يحتل الجزء الشمالي من الكويت، وحين اخذ الكل، جن جنوننا. وان لم نقل له ذلك فلماذا لم نسمح لـ "لجنة مجلس الشيوخ للعلاقات الخارجية" ولا "لجنة مجلس الشيوخ لشؤون الأمن" ان ترى التعليمات المكتوبة للسفيرة كلاسبي"؟
وهنا قاطعه الرئيس بوش (الأب) صارخاً: "يجب ان ارد على هذا. هذا الأمر يتعلق بالشرف القومي! انه هراء تام"!
#الصليبيون_الجدد