صاحب البصيرة النافذة
لعل هذا الخطاب المنسي من العام 2002 أحد أهم خطابات سيد البلاغة والبصيرة في زمانه
لعل هذا الخطاب المنسي من العام 2002 أحد أهم خطابات سيد البلاغة والبصيرة في زمانه
خطاب لحساسيته بدأه بجملة تمهيدية فقال: أعلم أن كلامي سوف يزعج البعض
كان أثناء التحشيد الأمريكي لغزو العراق وقد حسمت إدارة الشر أمرها وبدأ العالم يغلي ويترقب
وبعيداً عن المهاترات التي لا تنفع السائل أو الباحث عن الحقائق لا أجد حرجاً في نشر هذا الموضوع الذي قد يُساء فهمه.
ما يروّجه أعداء السيد العظيم أنه تدخّل طائفياً بأوامر إيرانية دفاعاً عن ديكتاتور انتفض شعبه لإزاحته.
وهنا نعود إلى الوراء قبل إسقاط نظام صدام حسين أي قبل أن يدخل الأراضي السورية بعشر سنوات.
في هذا الخطاب وجه السيد كلمتين الأولى لصدام دعاه إلى تغيير نهجه في الحكم والثانية للمعارضة العراقية دعاها إلى مصالحة تاريخية مع نظام صدام والتصدي للغزاة ووعدهم بمساندتهم في دفع الخطر القادم لأن الأمريكان لن يتركوا العراق إلا خراباً ودماراً في كل مجالاته.
وبالفعل.. وقع الخلاف الكبير ونسجت أطراف من المعارضة العراقية يومها سَيلاً من الكلام الجارح بحقه.
موضع الشاهد: إذا كان دفاعه عن بشار كما يزعم خصومه أمراً من إيران بدوافع طائفية، فما معنى حديثه عن الشأن العراقي؟ كيف يدافع عن نظام صدام وعدو إيران اللدود وهو ابن الحوزة النجفية وتلميذ أبرز شهدائها محمد باقر الصدر تربطه بشيعة العراق ومعارضته ورموزها روابط متينة بل هو عينه كان جزءاً من حركة الدعوة الإسلامية حيناً وكان الداعية الكبير أبو زينب الخالصي أحد مؤسسي الحزب في لبنان؟
الواقع أن هذا السيد النابغة المسدَّد كان يرى ما لا يراه معظم الناس قصوراً منهم سواء في العراق وسوريا
لقد كان يرى في موجات التغيير الوجه الحقيقي الذي تريده أمريكا وكان يؤثر السيئ الحالي على الأسوأ القادم ومما تميز به أنه لا يرى حرجاً في العمل بالتكليف أو يخاف لومة لائم.
هذا الموقف اعترف به كثيرون ممن أيّدوا إسقاط صدام بأي طريقة لكن بعد فوات الأوان منهم العامري والشابندر وآخرون
لكن ما الفائدة؟ بعد فوات.. أما السيد المنصور فكان النافذ البصير غير المتردد الذي عجز غيره عن إدراك ما كان يدركه يقيناً قبل سنين.
وهكذا الأمر في سوريا.. كان يعلم أن إسقاط بشار لن يكون بعده الخير أبداً للسوريين قبل غيرهم وستثبت الأيام المقبلة صواب رأيه تقدست نفسه.
#شبكة_انفو_بلس