العراق يحتضن مؤتمراً لوزراء النقل في الشرق الأوسط.. تعرّف على أهداف المؤتمر

انفوبلس/..
طريق التنمية (القناة الجافة) المشروع الواعد الذي يعمل العراق على إنجازه، وجذب دول المنطقة للمساهمة فيه، من ميناء الفاو إلى الحدود التركية وصولا إلى القارة الأوروبية، يكون رابطًا بين الشرق والغرب، ولمناقشة المشروع الذي يشكل المسار الحيوي والمهم لجميع بلدان المنطقة والعالم، تحتضن العاصمة بغداد، يوم السبت المقبل 27 أيار، مؤتمر وزراء نقل دول الجوار ومجلس التعاون الخليجي.
الناطق باسم الحكومة، باسم العوادي، قال في بيان، إن "بغداد، تحتضن يوم السبت المقبل، مؤتمرًا لوزراء النقل لدول الجوار العراقي ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية".
ويهدف المؤتمر بحسب العوادي إلى "مناقشة المشروع الواعد المتمثل بطريق التنمية الاستراتيجي (القناة الجافة)، الذي يشكل المسار الحيوي والمهم لجميع بلدان المنطقة والعالم".
وأضاف العوادي، إن "هذا المؤتمر يأتي، ضمن مسار الحكومة في تعزيز التعاون والترابط الاقتصادي مع الأشقاء والأصدقاء، بما يمثل مرتكزاً للسلام والاستقرار وازدهار شعوبنا، وترسيخاً لمكانة بغداد دار السلام كخيمة للأمن والشراكة، ومنطلقاً للتنمية المستدامة".
وخلال وجود رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني في أنقرة بآذار الماضي، تحدث الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، عن المشروع الذي أطلق عليه بـ"طريق التنمية"، وهو "طريق وممر للنقل بالسكك الحديدية يمتد من البصرة إلى الحدود التركية".
تفاصيل طريق التنمية
مشروع بنحو ألف كيلو متر، يبدأ من موانئ البصرة أقصى جنوبي العراق المطلّة على مياه الخليج العربي، وصولًا إلى المثلث العراقي التركي السوري من جهة منطقة فيشخابور، ويبلغ الوقت المتوقّع لقطعه في حال أُنِجز الطريق بين 12 و16 ساعة للسيارات، وأقل من ذلك للقطار في حال تم إنجاز سكة الحديد فعلًا، والتي يوجد جزء كبير منها ويمكن أن يدخل ضمن خط الطريق بعد عمليات تأهيل تخضع لها.
الأكاديمي والخبير الاقتصادي، نبيل المرسومي، تحدث سابقًا عن الاتفاق، قائلًا بأنه "سيحوّل العراق إلى محطة نقل كبرى للدول الأوروبية بعد تركيا".
وأضاف المرسومي، إن "الشحنات التي تصل بحرًا عبر ميناء الفاو ستعبر إلى تركيا وأوروبا من خلال القناة الجافة، كما أنها ستنقل السلع التركية والأوروبية إلى العراق، ومنه إلى دول الخليج وإيران وسوريا والأردن".
وبالنسبة للمرسومي، فإنّ القناة الجافة هي المشروع المُكمّل لميناء الفاو الكبير، والمتوقع أن "تُنجز المرحلة الأولى منه عام 2025 والذي من خلاله سينخفض زمن الرحلة البحرية للسفن المحمّلة بالبضائع من ميناء شنغهاي الصيني إلى ميناء روتردام نحو 33 يوماً بحراً، في حين أنها تستغرق 15 يومًا فقط عندما تُنقل البضائع من شنغهاي إلى ميناء جوادر الباكستاني ثم إلى ميناء الفاو الكبير، ومنه عبر القناة الجافة إلى موانئ البحر المتوسط في سوريا وتركيا ومنهما إلى ميناء روتردام". وهذا يعني أن "النقل عبر العراق سيوفر التخفيض الجوهري في كُلفة نقل البضائع يصل إلى أكثر من النصف".
اكتمال التصاميم الخاصة
وأعلن مدير عام شركة السكك الحديدية العراقية، يونس خالد، الأربعاء الماضي، عن اكتمال التصاميم الخاصة بإنشاء خط سكك بين مدينة البصرة المطلّة على مياه الخليج العربي جنوبي العراق، وصولاً إلى الأراضي التركية شمالاً، ضمن الاتفاق العراقي التركي المُبرم أخيراً، لإنشاء طريق التنمية التجاري بين البلدين.
أهم المشاريع الاقتصادية
من جهتها، قالت عضو لجنة الاستثمار والتنمية في البرلمان العراقي سعدية العقابي، إنّ "مشروع القناة الجافة من أهم المشاريع الاقتصادية، التي تعمل حكومة محمد شياع السوداني على تنفيذها بشكل سريع خلال المرحلة المقبلة، خصوصاً أنّ هذا المشروع معطَّل منذ سنين طويلة لأسباب متعددة منها فنية وسياسية وغيرها".
وبيّنت العقابي، إنّ "احتضان بغداد لمؤتمر وزراء نقل دول الجوار ومجلس التعاون الخليجي، خطوة مهمة من أجل الإسراع بإنجاز مشروع القناة الجافة وإزالة أي معرقل لهذا المشروع، الذي سيصبّ في صالح جميع دول المنطقة وليس العراق فقط".
وأضافت، إنّ "المؤتمر سيتم من خلاله إعلان دعم دول الجوار والخليج لهذا المشروع الاقتصادي والاستراتيجي لعموم المنطقة والعالم".
وأكدت عضو لجنة الاستثمار والتنمية البرلمانية، إنّ "مجلس النواب العراقي، يدعم وبقوة تحركات حكومة السوداني من أجل الإسراع بإنجاز مشروع القناة الجافة، وسيعمل على دعمها بالتشريعات اللازمة كافة لإنجاز هذا المشروع، كما سنعمل على إضافة تخصيصات مالية كافية لإتمام هذا المشروع ضمن قانون الموازنة للسنوات الثلاثة المقبلة".
ومطلع الشهر الحالي، جدّد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مضيّ بلاده في المشروع العراقي التركي الواعد، وقال، في كلمة له بمقر وزارة الصناعة ببغداد: "مقبلون على تنظيم مؤتمر مهم يتعلق بمشروع طريق التنمية العراقي التركي"، الذي وصفه بـ"القناة الجافة" بين العراق وتركيا.
ويعوّل العراق على الطريق التجاري في إنعاش قطاعه التجاري والاقتصادي وتوفير الآلاف من فرص العمل بالداخل العراقي.
ومن المقرر أن يمرّ الطريق التجاري الذي سينقل البضائع الواصلة إلى موانئ العراق على مياه الخليج العربي في البصرة والفاو، إلى تركيا برّاً، بمحافظات البصرة ثم ذي قار والقادسية، وواسط ثم باتجاه العاصمة بغداد، ومنها إلى صلاح الدين وكركوك ونينوى، وصولاً إلى المثلث العراقي التركي السوري من جهة منطقة فيشخابور.