المدرسة العراقية في موسكو تعود إلى سلطة الدولة.. بيد مَن كانت؟

انفوبلس/..
تُعد المدرسة العراقية في موسكو، من الشواهد التاريخية التي التصقَ اسمها بالعراق، أُسِّست هذه المدرسة عام 1957، أما بنايتها فهي ملك للدولة العراقية، وقدّمت إمكانيات كبيرة للدارسين، وكانت ملاذاً للمغتربين العراقيين وحتى العرب، كي يعيش أبناؤهم بأجواء لغة الضاد في روسيا.
*استعادة المدرسة
في تغريدة نشرتها عبر تويتر، اليوم السبت، قالت عضو مجلس النواب، عالية نصيف، "بفضل الله تعالى بعد عامين من مطالباتنا المستمرة والمخاطبات الرسمية، تمت استعادة المدرسة العراقية في موسكو وإنقاذها من الذين حاولوا الاستيلاء عليها".
وأضافت: "نشكر هيئة النزاهة الموقّرة وصندوق استرداد الأموال العراقية، من لا يشكر المخلوق لا يشكر الخالق".
*إعادة افتتاحها
في الشهر الأول من العام الحالي 2023، أعلنت وزارة التربية استلام بناء المدرسة العراقية في موسكو، بعد استكمال الإجراءات الإدارية والقانونية بين العراق وروسيا.
وبينت الوزارة في بيان لها، أن هذه الخطوة تأتي في إطار الاهتمام الذي يوليه وزير التربية إبراهيم نامس الجبوري بالجانب التعليمي للمدارس العراقية في الخارج، وإنجاز آخر يُضاف إلى رصيدها في حكومة الخدمة الوطنية بقيادة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني.
وجرت مراسيم تسليم مفاتيح البناية بحضور الوكيل الإداري لوزارة التربية العراقية فلاح محمود القيسي ورئيس البعثة والقائم بأعمال السفارة العراقية في روسيا علي عبد الكريم ومدير عام العلاقات الثقافية علاء عبد عودة الوائلي ومدير التبادل الثقافي فراس محمد حسن.
وقال القيسي: "لقد نجحنا وبالتنسيق المباشر مع الجهات الروسية من إعادة افتتاح المدرسة العراقية بصفتها صرحاً تربوياً مهما يحمل اسم الوطن بالإضافة إلى تدريس المناهج العراقية في بلد يهتم بالتنوع التربوي والثقافي، وهنا برز دورنا في المتابعة الإدارية لسير عمل المدرسة وحلحلة الأزمات المتراكمة والمشاكل بالغة التعقيد".
وأعرب عن امتنانه وشكره لوزير التربية العراقي على الدعم اللامحدود الذي يقدّمه لهذه المؤسسة التي تعتبر الواجهة الحضارية والعلمية للبلد ولجميع الجاليات العربية.
*بيد مَن كانت؟
الإمكانية العلمية الكبيرة التي قدّمتها هذه المدرسة لأبناء المغتربين العراقيين والجالية العربية لم تشفع لها بالمحافظة على مبناها القديم والذي كان يطلّ على مبنى الكرملين الرئاسي، فالمبنى تمت مصادرته من قبل عضو البرلمان الروسي فلاديمير جيرنوفسكي.
في تشرين الأول 2013، أعلنت الملحقية الثقافية بالسفارة العراقية في روسيا، أن الشرطة الروسية تطوّق المدرسة العراقية في موسكو، بسبب دعوى من عضو في البرلمان الروسي.
وقال الملحق الثقافي العراقي في روسيا السفير حسن الياسين، إن "الشرطة الروسية طوّقت، مساء اليوم، المدرسة العراقية في موسكو، بسبب ادعاء من عضو البرلمان الروسي فلاديمير جيرنوفسكي بأن ملكية البناية تعود له".
وأوضح الياسين، إن "عناصر الشرطة الروسية يتواجدون الآن داخل البناية وخارجها". لافتا إلى، أن "موظفين من السفارة والملحق الثقافي ومعاون الملحق موجودون داخل البناية".
وكان جيرنوفسكي يُعرف بعلاقته الوطيدة مع رئيس النظام البائد صدام حسين، فحينها لم يكترث لجميع الأعراف الدولية وعمل على استغلال عدم جدية الساسة العراقيين آنذاك في الحفاظ على الإرث الثقافي الكبير.
*صرح علمي
خلال شهر آذار المنصرم، زار سفير جمهورية العراق لدى روسيا الاتحادية قحطان طه خلف، مبنى المدرسة العراقية في موسكو، والتقى مع مدير المدرسة والكادر التدريسي وبعض من الطلبة الدارسين فيها.
وأكد السفير خلال زيارته، وفق بيان لسفارة جمهورية العراق في موسكو، على أن "المدرسة العراقية في روسيا الاتحادية تُعد صرحاً علمياً عراقياً يعكس الوجه الحضاري المتقدّم للمسيرة التربوية العراقية في موسكو، مبيناً أن هذا الصرح العلمي كان شاهداً على تخرّج العديد من الأجيال العراقية والعربية الذين يخدمون الآن بلدانهم في أعلى المراكز".
وأشار إلى أن "تواجد العديد من الطلبة العرب الذين يدرسون في هذه المدرسة يمثّل حالة من الوحدة العربية الجميلة".