رسالة مسيئة من الكونغرس الأمريكي تتحدث عن استقلال جزئي لكردستان واستخفاف بحكومة العراق.. أبواق أربيل سعيدة وردود عراقية غاضبة
انفوبلس/..
بشكل مباشر وغير مباشر، تواصل الولايات المتحدة الأمريكية تدخلاتها في العراق، وبمختلف القضايا، ولعل آخر تلك التدخلات ما بعث به أعضاء من "الكونغرس" برسالة إلى رئيس الولايات المتحدة جو بايدن تطالب بـ"حماية إقليم كردستان شبه المستقل" وإنقاذه من محاولات "الاختناق" التي يتعرض لها.
*الرسالة
وبعث ثلاثة من أعضاء الكونجرس الأمريكي برسالة إلى الرئيس جو بايدن، ، قالوا فيها إن هناك حاجة إلى نهج أمريكي جديد يعمل على تيسير معاودة فتح خط الأنابيب بين إقليم كردستان "شبه المستقل" في شمال العراق وبين تركيا.
ويساهم خط الأنابيب بنحو 0.5 بالمئة من إمدادات النفط العالمية، وقد أُغلق منذ مارس/ آذار الماضي. وقال مصدران مطلعان إن خسائر ذلك على حكومة إقليم كردستان بلغت نحو أربعة مليارات دولار من الصادرات المفقودة.
وأوقفت تركيا الصادرات النفطية عبر خط أنابيب العراق - تركيا الشمالي هذا العام بعد حكم صادر عن غرفة التجارة الدولية أمر أنقرة بدفع تعويضات لبغداد عن الصادرات من حكومة إقليم كردستان، التي تمت دون موافقة الحكومة الاتحادية في بغداد، بين عامي 2014 و2018.
وسيعود استئناف هذه التدفقات النفطية بالنفع على الولايات المتحدة في ظل تقليص مجموعة أوبك+ لإمدادات النفط العالمية وارتفاع الأسعار.
*اختناق
وجاء في نص الرسالة: "نحث الرئيس بايدن على بذل أقصى الجهود لإنهاء التعامل غير المقبول للأكراد العراقيين وحكومة إقليم كردستان العراق من قبل العناصر المتحالفة مع إيران في العراق. أنتم على دراية جيدة بالدور الذي لعبته الولايات المتحدة في دعم الشعب العراقي في كتابة الدستور في عام 2005 والذي أسس لمنطقة شبه مستقلة في إقليم كردستان".
وأضافت: "إن حكومة إقليم كردستان العراق هي واحدة من أكثر شركائنا الموثوق بهم في الشرق الأوسط، ومع ذلك، فهي تتعرض للضغط الاقتصادي والسياسي والقانوني، بما في ذلك وفقًا للتقارير، من قبل فائق زيدان، رئيس المجلس القضائي الأعلى في العراق، وتهديدات عسكرية من إيران وعناصر مدعومة من إيران في بغداد. من المشجع أن رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني ووفقًا للتقارير قد وافق على قرض قيمته 2.1 تريليون دينار عراقي للمساعدة في دفع رواتب الموظفين المدنيين والمصروفات الأخرى في كردستان حتى نوفمبر. ولكن القضية الأكبر هي منع إقليم كردستان من واردات النفط بواسطة خط الأنابيب العراقي – الترك. وفي جانب آخر وبوقت ترتفع فيه أسعار النفط تصدّر إيران النفط بسهولة تامة على الرغم من العقوبات الأمريكية"، وفق نص الرسالة.
وتابعت: "في رسالة مؤرخة في 15 أغسطس (آب)، أشار وزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى أهمية خط الأنابيب العراقي – التركي وأن وزارة الخارجية "قد شاركت في حل هذه القضية في بغداد وأنقرة وأربيل" وأكد أيضًا أن "شراكتنا مع الحكومة الكردية تظل أحد أركان علاقتنا الأوسع مع العراق" ومع ذلك، في 3 سبتمبر (أيلول)، ذكر رئيس وزراء إقليم كردستان مسرور بارزاني وفقًا للتقارير برسالة أرسلها إليكم بأن المشكلة العامة قد تفاقمت وأصبحت أسوأ. وبحسب قول مسرور البارزاني: أكتب إليكم الآن في مفترق طرق آخر في تاريخنا، أخشى أننا قد نواجه صعوبة في التغلب عليها.. نحن ننزف اقتصاديًا ونُجرح سياسيًا. وللمرة الأولى خلال فترتي كرئيس وزراء، أحمل مخاوف جادة من أن هذه الحملة اللاأخلاقية ضدنا قد تتسبب في انهيار.. نموذج العراق الفيدرالي الذي رعته الولايات المتحدة في عام 2003 وادَّعت أنها مستمرة في دعمه منذ ذلك الحين".
وأردفت الرسالة: "من الواضح أن المحاولات التي أشار إليها وزير الخارجية بلينكن لم تسهم في حل ناجح لأزمة العراق وإعادة فتح خط الأنابيب وأن هناك حاجة ماسّة الى استراتيجية جديدة تجاه العراق. نحن نحثك على طرح هذه القضية مع رئيس الوزراء السوداني خلال لقائك في الجمعية العامة للأمم المتحدة. كما نطلب أن نتعرف على الخطوات الجديدة والمحددة التي تعتزم أنت ووزير الخارجية بلينكن اتخاذها لمعالجة هذه الأزمة".
لكن الرسالة لم تتطرق إلى ما ينبغي أن تكون عليه تلك الاستراتيجية.
ووقّع الرسالة كل من مايكل والتز عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، ومايكل ت. مكول رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، وجو ويلسون رئيس لجنة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا - لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي.
*أبواق أربيل سعيدة وردود عراقية غاضبة
وتعليقاً على هذه الرسالة، انهالت التعليقات الفرحة من "أبواق" كردستان، وكتب عماد باجلان (الباحث والسياسي الكردي) في منشور على منصة "أكس" ما نصه: "ها اخوتي ها هااااااا.. أحنا الأسسنا الملعب واحنا النلعب بي.. الكونغرس .. شدددد".
ليرد عليه شخص بحساب يدعى عصام محمد الخفاجي، "على كيفك استاذ عماد ترى هذولة 3 نواب والكونغرس 300 يعني اشكد بالمئة شدددد هههههههه".
فيما وصف آخر، ما طرحه باجلان بأنه: "متوقع لأنكم عملاء من الدرجة الأولى".
من جهته، اعتبر الإعلامي العراقي فائق ايزدي، "رسالة الكونغرس الامریكي لبایدن ليس لها أي قيمة ولا أهمیة وهي جزء من الصراع الانتخابي بین الدیمقراطیین والجمهوریین، فقط الجهلة في أربیل یعتبرونها أمرا كبیرا... غباء الحزب الدیمقراطي الكردستاني يجب أن يُدرس".
