لماذا "ينبطح" ساسة السنة والكرد لأردوغان؟.. بغياب العلم العراقي.. جلسة "المعلم وتلاميذه" تُعقد لمناقشة ملفات عراقية خالصة كمناصب رئاسة البرلمان ومحافظ كركوك.. تعرّف على المعلومات المتاحة
انفوبلس..
كما يلتقي المعلم بتلاميذه، هكذا كان اجتماع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بممثلي المكون السني في العراق، الأمر الذي أثار جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب ما وُصف بـ"الانبطاح التام" للرئيس التركي خصوصاً وأن الاجتماع شهد مناقشة ملفات عراقية بحتة كملف انتخاب رئيس جديد لمجلس النواب وملف اختيار محافظ كركوك.
واجتمع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أمس الاثنين، على هامش زيارته إلى بغداد، بقادة “المكون السني” يتقدمهم رئيس تحالف تقدم محمد الحلبوسي، ورئيس تحالف السيادة خميس الخنجر، ورئيس تحالف العزم مثنى السامرائي، وعدد من النواب والوزراء.
وأظهرت صور متداولة تواجد رئيس حزب الحل جمال الكربولي، والقيادي بتحالف الحسم رافع العيساوي، إلى جانب الحلبوسي والسامرائي والخنجر لأول مرة، منذ فترة طويلة.
القيادي في تحالف العزم حيدر الملا، كشف تفاصيل اجتماع القيادات السياسية السنية مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال زيارته العاصمة بغداد.
وقال الملا، إن "القيادة التركية لديها علاقات استراتيجية مع القيادات السياسية العراقية كافة ضمن الفاعل السياسي الشيعي والسني والكردي والتركماني".
وبين، إن "الاجتماعات الجانبية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان تمت بالتنسيق مع الجانب الحكومي العراقي ومكتب السوداني هو من قام بكل الإجراءات اللوجستية للاجتماعات كافة".
وأضاف القيادي في تحالف العزم، إن "اجتماع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع القيادات السياسية السنية ناقش تأخير حسم انتخاب رئيس البرلمان العراقي ومناقشة تشكيل ما تبقى من الحكومات المحلية، وكان هناك اهتمام بملف دعم الحكومة العراقية من قبل الأطراف السياسية السنية خاصة بملفات العراق الخارجية مع تركيا وباقي دول المنطقة لخلق مصالح مشتركة".
مراقبون انتقدوا ما وصفوه بـ"الانبطاح التام" من قبل قيادات المكوّن السني أمام الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، من خلال "اللهاث" للقائه أثناء زيارته العراق والصراع على الجلوس بقربه دون الالتفات حتى لغياب العلم العراقي مقابل العلم التركي، فضلا عن السماح له بالتدخل بقضايا يجب أن تُحل عراقياً بشكل تام كاختيار رئيس مجلس النواب الجديد خلفاً للمقال محمد الحلبوسي، وملف اختيار محافظ لكركوك بعد الجدل الحاصل بين مكونات المحافظة وممثليها السياسيين.
وأضافوا، إن هذا الانبطاح أمام اردوغان موجود أيضاً لدى الساسة الكرد في إقليم كردستان، فهم على الجانب الآخر طرحوا أمامه قضية كركوك ومعضلة اختيار محافظها.
وأخفق مجلس النواب العراقي لمرات عدة، في اختيار رئيس له خلفاً لمحمد الحلبوسي، المستبعد من المنصب بقرار من المحكمة الاتحادية الذي قضى بإنهاء عضويته، ومنذ إنهاء عضوية الحلبوسي في مجلس النواب، عقد المجلس جلسات عدة إلا أنه لم يطرح الموضوع في تلك الجلسات بسبب عدم اتفاق رؤساء الكتل السياسية على المرشح البديل.
إلى ذلك، انتقد الحزب الديمقراطي الكردستاني، لقاء الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بالقيادات التركمانية في بغداد قبل توجهه إلى أربيل.
وقال عضو مجلس محافظة كركوك عن الحزب الديمقراطي الكردستاني حسن مجيد: "يفترض أن تكتمل الزيارات الرسمية لأردوغان في بغداد واربيل ومن ضمن اللقاء بالمكونات الأخرى ومنها القيادات التركمانية".
وأضاف مجيد بالقول "نحن نريد شفافية بالتعامل خصوصاً بما يتعلق بملف تشكيل الحكومة المحلية في كركوك، وان تكون طاولة حوار واحدة مشتركة للوصول إلى حلول ترضي الجميع"، مؤكداً على ضرورة "وضع مصلحة المحافظة اولاً على جميع الامور الأخرى".
مدونون على موقع “أكس”، انتقدوا اللقاء، مؤكدين أنه عزز "حكم الطوائف"، مبدين حزنهم على ما وصلت إليه البلاد بـ”إلك الله يا عراق”، فيما سخر البعض الآخر من تصدر زعيم تحالف تقدم، رئيس البرلمان السابق محمد الحلبوسي المجتمعين، مشيرين إلى أن هناك خلاف نشب مع زعيم تحالف السيادة خميس الخنجر حول المقعد الأقرب لأردوغان.
إلى ذلك، أثار تساؤل أحد المدونين، “جلوس الرئيس التركي في صدر المجلس لوحده، فيما يجلس ممثلو المكون السني وكأنهم تلاميذ في الصف المدرسي، في ظل عدم وجود العلم العراقي مقابل التركي.
وكان المتحدث باسم رئيس مجلس الوزراء باسم العوادي قال في وقت سابق من أمس الاثنين، بمؤتمر صحفي إن “رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وقعوا 26 مذكرة تعاون استراتيجي في مجالات مختلفة منها الأمن والاقتصاد والاستثمار والتعليم والصحة وغيرها من المذكرات”.
وأضاف، إن “مجلس الأمن الوطني العراقي قام بتوصيف منظمة بي كي كي على أنها منظمة محظورة، وأن اللجان الأمنية المشتركة العراقية التركية في حوار متواصل، واعتبار أن المنظمة محظورة فأن تواجدهم في الأراضي العراقية بشكل ضيوف ولا يسمح لهم بممارسة النشاط الحزبي والسياسي ولا النشاط العسكري ويتعامل معهم كلاجئين بإشراف المنظمات حقوق الإنسان العالمية”.
ورعى رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مراسيم توقيع مذكرة تفاهم رباعية بين العراق وتركيا وقطر والإمارات، والتي تهدف الى التعاون المشترك بشأن (مشروع طريق التنمية) الاستراتيجي.
فيما كشف الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، عن ارتفاع حجم التبادل التجاري بين العراق وتركيا إلى 20 مليار دولار، بعد توقيع 26 اتفاقية ومذكرة في شتى المجالات.
وكشف رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، تفاصيل الاتفاق الاستراتيجي مع تركيا، مشيرا الى ان العراق وقع اتفاقات من شأنها تحديث منظومات الرَّي وسيستمر 10 سنوات وسيلمس أثره بشكل واضح ولاسيما ما يتعلق بحصة العراق المائية.
ووصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، صباح أمس الاثنين، إلى العاصمة بغداد في زيارة هي الاولى منذ 13 عاما، فيما وصف رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، زيارة اردوغان الى العراق، بأنها “ليست زيارة عابرة”، وستتضمن لأول مرة وضع الحلول بدلا من ترحيل الازمات.
وأثناء زيارته العراق، كشفت صحيفة الدايلي صباح التركية، عما وصفتها بـ"توقعات" ابلغها الرئيس التركي رجب طيب اردوغان للرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد خلال المقابلة التي جرت بين الطرفين في بغداد خلال زيارته الأولى اليها بعد 13 عاما.
وقالت الصحيفة، إن اردوغان أبلغ رشيد توقعات انقرة بأن تقوم بغداد بـ"مكافحة كافة أنواع الإرهاب ومن بينها الصادر عن حزب العمال الكردستاني"، بالإضافة الى "توقعاته بان تمنح الحكومة العراقية المكانة التي يستحقها المكون التركماني في بنيانها".
اردوغان توقع من بغداد أيضا ان تتعاون مع انقرة وباقي الدول الإسلامية لاتخاذ مواقف حازمة وموحدة من الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحق سكان غزة، مشددا على أهمية "التحرك معا" إزاء إسرائيل.
أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد إحسان الشمري، يرى إن الزيارة وإن ضمت في جوانبها إنشاء لجنة اقتصادية وتجارية مشتركة، بالإضافة إلى توقيع بروتوكول لإنشاء آلية للتشاور والتعاون في مجالات سلامة المنتجات وتذليل الحواجز التقنية أمام التجارة الثنائية وتوقيع مذكرة تفاهم بين مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية التركي واتحاد غرف التجارة العراقية بيد أنها "تصب بمجملها في الصالح التركي العام".
ويوضح الشمري بأن زيارة أردوغان تركز بالمجمل على تحقيق مصالح في مجالات التصدير والطاقة لأنقرة، بيد أن هذه الاتفاقيات قد لا تحقق النتائج المرجوة لبغداد إن تم إهمال ملف المياه والتي تأمل حكومة السوداني في تحقيق تقدم في المفاوضات من خلاله.
وعلى مدار سنوات طويلة اشتكى العراق من قلة الإطلاقات المائية من تركيا نحو العراق. ويشكل الجفاف والتغيير البيئي تحدياً كبيراً في بلد مثل العراق يعتمد بشكل كبير على النفط ويجد صعوبةً في تنويع اقتصاده. وتمثّل الزراعة نسبة 20% من الوظائف وتعتبر ثاني أكبر مساهم في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 5%، بعد النفط. ووفق تقرير صادر عن الأمم المتحدة، يعد العراق أحد أكثر خمس دول معرضة لخطر تغير المناخ في العالم وشكلت قلة الإطلاقات المائية وتأثيرها في مناسيب نهري دجلة والفرات، وقلة المخزون الجوفي المائي مشكلة كبيرة للأمن الغذائي في العراق.