الشذوذ (بالأدب)
قبل حوالي ثمان سنوات انتشرت موجة (إنما الدين الحب) في محاولة لإضفاء شيء من الروحانية على الميوعة والتمرد على النص الديني وتغليفها بغلاف التصوف.
قبل حوالي ثمان سنوات انتشرت موجة (إنما الدين الحب) في محاولة لإضفاء شيء من الروحانية على الميوعة والتمرد على النص الديني وتغليفها بغلاف التصوف.
اذكر حينها راجت كتب شخص يدعى عبد الرزاق جبران وهو عراقي أعاد تدوير افكار نصر حامد ابو زيد والشبستري وعبد الكريم سروش وغيرهم مع لغة مكثفة وملمعة تحاول أن تثبت جميعها أن الدين تجربة فردية غير منشغلة بالشأن العام وفعلاً صدق كذبهم الكثير وصار الكثير من الشباب يشكل علينا نحن الولاىيون أن فهمنا للدين اصولياً يجرد الدين من روحانيته ويحوله إلى نظرية لقهر الناس في سبيل حكمهم.
ضمن الموجة، كنت من الأشخاص الذين قرأوا رواية قواعد العشق الاربعون ولفت انتباهي القالب الذي وضعت به الكاتبة التركية ألياف شافاك علاقة شمس التبريزي بجلال الدين الرومي وكيف امتنع شمس عن الزواج من اخت جلال وفضل أن يقضي وقته بخلوه مع جلال نفسه، ولي بذلك شهود اصدقاء حيث اتذكر الاشكال ويتذكره اصدقائي، وكان في علة أن يتم التركيز على (حبچيات) شمس وجلال بينما من المفترض أن يكون الموضوع الهياً خالصاً، حيث كان واضحاً ميول الكاتبة وترويجها للانحراف من خلال هذه الحبكة.
الآن
أسأل هل يمكن أن يؤدي التصوف والفردانية بمعتقديه إلى مثل هذا الشذوذ؟
اعتقد إذا كان مصدره مثل ألياف شافاك وعبد الرزاق جبران وأمثالهما فهو حاصل بالتأكيد وسيتمظهر باشكال ومستويات مختلفة فقط لو رفع عنه الحرج الاجتماعي.
وعليه، كل من يتحدث بالفكر الديني والروحانية ويدعي التجديد وإعادة قراءة النص الديني وهو من خارج منظومة الدين المعروفة يجب أن يوضع موضع ألياف شافاك ولا يحسن الظن به اطلاقا.
غالب الحسيني