العراق.. نحو تحالف دولي ضد الصهيونية
سبق للكيان أن استهدف العراق عدة مرات خلال الـ20 سنة الماضية، فضلاً عن كون تطلعات (دولة إسرائيل) تسعى لكسر الحدود والتمدد داخل الأراضي العراقية وصولاً لنهر الفرات، الأمر الذي يجعل الدولة العراقية في محل تهديد دائم أمام مثل هكذا أطماع.
كتب / سلام عادل
يستعد العراق لمرحلة جديدة تتمثل بحل وإنهاء أعمال التحالف الدولي ضد داعش، الذي دام قرابة 10 سنوات، وذلك بعد انتهاء هذا الخطر الإرهابي المعروف، الأمر الذي يدفع إلى تأسيس تحالف دولي جديد لمعالجة التحدي الآخر، المتمثل بالصهيونية، والتي تهدد الأمن القومي العراقي وعموم دول الشرق الأوسط، والذي يُعد القضاء عليها ضرورة مهمة للدخول في مرحلة أمن وسلام واستقرار لطالما كانت المنطقة بحاجة لها.
وسبق للكيان أن استهدف العراق عدة مرات خلال الـ20 سنة الماضية، فضلاً عن كون تطلعات (دولة إسرائيل) تسعى لكسر الحدود والتمدد داخل الأراضي العراقية وصولاً لنهر الفرات، الأمر الذي يجعل الدولة العراقية في محل تهديد دائم أمام مثل هكذا أطماع، وهي الدافع الأساسي الذي يجعل العراقيين يتعاطون مع القضية الفلسطينية منذ عام 1948 كونها قضية وطنية داخلية وليست خارجية، وينبغي أن تُحسم بالنصر على العدو.
ومن بين مجموعة معلومات مؤكدة تثبت الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة التي تستهدف العراق، ما جاء على لسان رئيس الحكومة العراقية الأسبق السيد عادل عبد المهدي، والذي كشف في إحدى المرات عن رسائل واضحة تلقاها من السفير الأمريكي لدى بغداد في حينها (ماثيو تولر)، أكد فيها أن إسرائيل قصفت العراق في أكثر من مرة، من بينها موقع للحشد في آمرلي، وآخر في معسكر أشرف، وثالث في جنوب بغداد، ورابع في قاعد بلد الجوية.
وهي سلسلة استهدافات وقعت جميعها سنة 2019، وكانت في حينها إسرائيل تتحجّج بشرعية قصف العراق لكونها تستهدف إيران من خلاله، وما يؤكد ذلك ما جاء على لسان رئيس وزراء الكيان (نتنياهو) حين قال إن "إيران ليست محصّنة في أي مكان"، وذلك في أعقاب قصف حصل في 30/ تموز من نفس السنة ارتقى جراءه المستشار الإيراني (أبو الفضل سرابيان) مع عراقيين من الحشد، وهي الحجة ذاتها التي تستند عليها تل أبيب في قصف سوريا بين فترة وأخرى.
ولعل تاريخ الصراع العراقي مع الكيان لا يحتاج إلى تصريحات وإثباتات، وبالتالي يكون من الطبيعي أن يصطف العراق مع أي جبهة مناوئة للصهيونية، من منطلق مناصرة الشعب الفلسطيني في أقل تقدير، وهو موقف أخلاقي متوارث لدى العراقيين عن الآباء والأجداد، فضلاً عن كونه حاجة أمن قومي عراقي، ولهذا حين يتم تفسير قيام ايران بقصف باليستي لمواقع متقدمة للموساد في مناطق شمال العراق، باعتباره قصفاً يخدم الأمن العراقي، إنما يعتبر تفسيراً واقعياً في ظل الصراع المشتعل.
ولهذا تكون حاجة بغداد لتحالف دولي ضد الصهيونية حاجة وطنية عراقية، مثلما هي حاجة وطنية لدول أخرى في المنطقة، ربما يستهويها مثل هذا التحالف حال تقترحه بغداد، من بينها إيران وسوريا ولبنان والأردن ومصر واليمن، ودول خليجية حتى، وبالضرورة يعتبر الوقوف بوجه الصهيونية اليهودية قضية إسلامية وعربية وحتى إنسانية، خصوصا بعد أن ارتكبت إسرائيل جرائم حرب وإبادة جماعية في غزة، سيصدر بها قرار قضائي دولي في القريب العاجل.
#شبكة_انفو_بلس