(حماوة) برلمان السيادة المنتهكة
على الرغم من المطالب الشعبية العراقية المتزايدة بضرورة حل التحالف الدولي ضد داعش، باعتباره صار مظلة للتواجد العسكري الاجنبي على الأراضي العراقية، تحديداً القوات الأمريكية والناتو.
كتب / سلام عادل
نستذكر مرور أكثر من 100 يوم على اشتعال الأحداث في المنطقة، التي تبدو أنها مقبلة على تغييرات كبيرة، قد تضع حداً لصراع مزمن وطويل، يتمثل بالصراع مع الكيان الصهيوني الممتد منذ 75 سنة، وبالطبع يشترك العراق في هذه المواجهة بعنوانه الرسمي المتمثل بالقنوات الحكومية، وغير الرسمي المتمثل بالفصائل، التي ارتبطت منذ الأيام الأولى بخارطة عمليات (وحدة الساحات)، وجراء ذلك باتت البلاد في مواجهة واضحة مع الأمريكان.
وعلى الرغم من المطالب الشعبية العراقية المتزايدة بضرورة حل التحالف الدولي ضد داعش، باعتباره صار مظلة للتواجد العسكري الاجنبي على الأراضي العراقية، تحديداً القوات الأمريكية والناتو، إلا أن مجلس النواب الذي عاد من عطلته التشريعية، سبقها فترة من الانشغالات قضاها أعضاؤه فيما يتعلق بالانتخابات المحلية، لم يحرك ساكناً بخصوص هذا الموضوع السيادي الرئيسي، وبدلاً من ذلك أدخل نفسه في حلبة صراع يتحكم بها أصحاب الصوت العالي في اختصاصات التسقيط الإعلامي.
ويظهر بشكل واضح للمتابعين عدم اهتمام وسائل الإعلام السياسي، وغالبيتها ممولة حزبياً، بتطورات ما يحصل في الجبهات خلال الأيام الأخيرة، من لبنان وحتى اليمن ومروراً بالعراق وسوريا، بما فيها العمليات النوعية التي انطلقت من محور العراق، التي من بينها استهداف ثلاثة مواقع صهيو-أمريكية في وقت واحد تقع في شمال العراق وسوريا وداخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، جرى فيها استخدام صواريخ نوعية بعيدة المدى وبأحجام وقدرات كبيرة.
ورافق التصعيد المقاوم في المنطقة تصريحات أمريكية تساندها تحشيدات عسكرية، بعضها صار يظهر للعلن بعد فترة من التخفي بمختلف الأشكال والصفات، من بينها صفة (المستشارين)، وهي حالة مخادعة أصبحت مكشوفة الآن، خصوصاً بعد سلسلة الاستهدافات التي تعرضت لها مواقع عراقية راح ضحيتها ما يقرب من 20 شخصاً ينتسبون للحشد، وفي ظل استمرار الطلعات الجوية التجسسية التي تقوم المسيّرات يومياً فوق مناطق عراقية مهمة.
ومن هنا تبدو (عركة) مجلس النواب الأخيرة، التي كان عنوانها الرئيسي "الصراع على كرسي رئاسة المجلس"، عبارة عن مخرج للتخلص من الإحراجات التي يشعر بها البعض أمام السفارات، او حتى الارتباطات الخارجية بمختلف الأشكال، وهو ما جعل الاهتمام بمرور 100 يوم على طوفان الأقصى ثانوياً للغاية، وحل محله على السطر الأول ملاسنات وحملات تسقيط وتبادل اتهامات جعلت مجلس النواب في حالة الميت سريرياً وسط (الحماوة) غير المجدية على اسم فلان وسيرة علان.